(أم القرى العدد 1583 في 5 صفر 1375 الموافق 23 سبتمبر 1955)
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
السلام عليكم ورحمة الله، وبركاته بعده، بارك الله فيكم، تعلمون أن الله سبحانه وتعالى ولانا أمر المسلمين، وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته؛ فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، وأنتم مسؤولون عمن تحت يديكم من الرعية، وتعرفون أن السموات والأرض لم تقم إلاَّ بالعدل. كما قال الله عز وجل [ إعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ] وفي بعض الأحاديث العدل أساس الملك، والدين بالملك يقوي، والملك بالدين يبقى. والذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه وتعالى بالسر والعلانية، وكلمة الحق في الغضب والرضا، وتعلمون أن الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين، وما تخفى الصدور، ولا تخفى عليه خافية، وفي الحديث أن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أقوالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وأنتم بارك الله فيكم، تحت أيديكم رعية مسؤولون أمام الله عن معاملتكم لهم، وما تعملونه في حقهم، وسيجازيكم عليه؛ إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، والذي أوصيكم به هو اتباع الشريعة المحمدية فيما بين الخلق من حقوق واختلاف ومشاكل، لا تحملون أنفسكم شيئاً لا طاقة لكم به، والله سبحانه وتعالى أمركم باتباع كتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا إنصاف ولا عدل إلاَّ باتباع الكتاب والسنة، فهو الذي ينجيكم من عذاب الله، ومسؤولية الحكم، وبعد ذلك العدل بين الناس والإنصاف، وعدم التحيز إلى كبير دون صغير، أو غني دون فقير، بل الضعيف والعاجز هو الذي تجب العناية به؛ لأن القوي والغني يأخذ حقه، ويدافع عن نفسه، والضعيف ما له ملجأ إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ثم ولاية المسلمين. فأنا أنصحكم وأحملكم المسؤولية أمام الله يوم تلقونه حفاة عراة، لا ينجيكم إلاَّ أعمالكم الصالحة، أن تتقوا الله فيما وليتم عليه من أمور المسلمين، وأن تعدلوا بين الناس، وتنصفوهم من أنفسكم قبل كل شيء، وأن تتواضعوا للمسلمين، وتحسنوا أخلاقكم، وتجعلوا الكبير أباً، والأوسط أخاً، والصغير ابناً، وأن تراعوا مصالحهم الدينية والدنيوية، وأن تتفقدوا أحوالهم. فالشيء الذي يمكنكم عمله من التخفيف عنهم أعملوه، والأمر الذي يصعب عليكم ارفعوه إلينا، وستجدون أبوابي، إن شاء الله، وقلبي مفتوحاً لرعيتي، أتتبع مصالحهم، وأكف الضرر عنهم إذا علمت ذلك، ولا تقصرون أنفسكم عن أي أمر ترونه مخلاً في الدين، أو في مصالح المسلمين أن تتثبتوا فيه قبل كل شيء من أهل الدين، وأهل الخير والصلاح، ثم ترفعونه إلينا، فبهذا تبرأ ذمتكم وتقومون بالواجب عليكم؛ لأنه يهمني أمر المسلمين وتفقد أحوالهم، ومواساتهم، ثم بعد ذلك القيام بأوامر الله، وتفقد من ولاكم الله عليهم بما يصلح دينهم وعقائدهم، ويعزز هيئة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بحكمة وروية، كما في كتاب الله العزيز [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ] ومؤازرة أهل الخير، وجعلهم بطانة لكم؛ لأن المرء من جليسه فبهذا قد أبرأت ذمتي، وأعطيتكم التعليمات اللازمة، وأنا اعتقادي بكم إن شاء الله طيب، ولولا ذلك ما وليتكم على أمور المسلمين، ولكن يجب علي نصيحتكم وتوجيهكم لما فيه خير لرعيتي وبلادي، وخوفاً من مسؤوليتي أمام الله. نرجو الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويرينا وإياكم الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
السلام عليكم ورحمة الله، وبركاته بعده، بارك الله فيكم، تعلمون أن الله سبحانه وتعالى ولانا أمر المسلمين، وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته؛ فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، وأنتم مسؤولون عمن تحت يديكم من الرعية، وتعرفون أن السموات والأرض لم تقم إلاَّ بالعدل. كما قال الله عز وجل [ إعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ] وفي بعض الأحاديث العدل أساس الملك، والدين بالملك يقوي، والملك بالدين يبقى. والذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه وتعالى بالسر والعلانية، وكلمة الحق في الغضب والرضا، وتعلمون أن الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين، وما تخفى الصدور، ولا تخفى عليه خافية، وفي الحديث أن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أقوالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وأنتم بارك الله فيكم، تحت أيديكم رعية مسؤولون أمام الله عن معاملتكم لهم، وما تعملونه في حقهم، وسيجازيكم عليه؛ إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، والذي أوصيكم به هو اتباع الشريعة المحمدية فيما بين الخلق من حقوق واختلاف ومشاكل، لا تحملون أنفسكم شيئاً لا طاقة لكم به، والله سبحانه وتعالى أمركم باتباع كتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا إنصاف ولا عدل إلاَّ باتباع الكتاب والسنة، فهو الذي ينجيكم من عذاب الله، ومسؤولية الحكم، وبعد ذلك العدل بين الناس والإنصاف، وعدم التحيز إلى كبير دون صغير، أو غني دون فقير، بل الضعيف والعاجز هو الذي تجب العناية به؛ لأن القوي والغني يأخذ حقه، ويدافع عن نفسه، والضعيف ما له ملجأ إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ثم ولاية المسلمين. فأنا أنصحكم وأحملكم المسؤولية أمام الله يوم تلقونه حفاة عراة، لا ينجيكم إلاَّ أعمالكم الصالحة، أن تتقوا الله فيما وليتم عليه من أمور المسلمين، وأن تعدلوا بين الناس، وتنصفوهم من أنفسكم قبل كل شيء، وأن تتواضعوا للمسلمين، وتحسنوا أخلاقكم، وتجعلوا الكبير أباً، والأوسط أخاً، والصغير ابناً، وأن تراعوا مصالحهم الدينية والدنيوية، وأن تتفقدوا أحوالهم. فالشيء الذي يمكنكم عمله من التخفيف عنهم أعملوه، والأمر الذي يصعب عليكم ارفعوه إلينا، وستجدون أبوابي، إن شاء الله، وقلبي مفتوحاً لرعيتي، أتتبع مصالحهم، وأكف الضرر عنهم إذا علمت ذلك، ولا تقصرون أنفسكم عن أي أمر ترونه مخلاً في الدين، أو في مصالح المسلمين أن تتثبتوا فيه قبل كل شيء من أهل الدين، وأهل الخير والصلاح، ثم ترفعونه إلينا، فبهذا تبرأ ذمتكم وتقومون بالواجب عليكم؛ لأنه يهمني أمر المسلمين وتفقد أحوالهم، ومواساتهم، ثم بعد ذلك القيام بأوامر الله، وتفقد من ولاكم الله عليهم بما يصلح دينهم وعقائدهم، ويعزز هيئة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بحكمة وروية، كما في كتاب الله العزيز [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ] ومؤازرة أهل الخير، وجعلهم بطانة لكم؛ لأن المرء من جليسه فبهذا قد أبرأت ذمتي، وأعطيتكم التعليمات اللازمة، وأنا اعتقادي بكم إن شاء الله طيب، ولولا ذلك ما وليتكم على أمور المسلمين، ولكن يجب علي نصيحتكم وتوجيهكم لما فيه خير لرعيتي وبلادي، وخوفاً من مسؤوليتي أمام الله. نرجو الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويرينا وإياكم الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.