حادثة المحمل في ١٩٢٥

خلال صيف (1344هـ 1925م ) استأذن سعود والده الملك عبد العزيز في الحج معه, وكانت هذه حجته الأولى . و من العادات المتبعة في موسم الحج أن يأتي المحمل الشريف من مصر مصحوباً بعسكر وفرقة موسيقية عسكرية مصرية, وعندما دخل المحمل مكة المكرمة عارضه مجموعة من الحجاج " الإخوان " وقذفوه بالحجارة محتجين على وجود الفرقة الموسيقية , وبدلاً من الاستعانة بالحلم والمرونة فتح الضابط المصري النار عليهم وأسفر ذلك عن وقوع قتلى وجرحى .عند علم الملك عبد العزيز بالخبر ففوض ابنه سعوداً على الفور بتهدئة الوضع قبل أن يتفاقم الأمر,الذى
 
استطاع سعود احتواءه بعد أن عرض نفسه للرصاص. [1] أخذت مصر موقفاً من هذا الحادث وقطعت علاقاتها مع الملك عبد العزيز وأوقفت " الميرة " ( وهي المساعدات والصدقات المقررة التي تبعث سنوياً من مصر مع المحمل ) واستمر التوتر في العلاقات بين البلدين حتى وفاة الملك فؤاد واعتلاء الملك فاروق عرش مصر سنة (1355هـ 1935م ) وحينها تحسنت العلاقة إلى حد ما .
 
وبعد عودة سعود إلى الرياض ، أرسله والده إلى مصر لمعالجة عينيه وإجراء عملية جراحية فيهما ، واعتبر ذلك مبادرة رسمية من الملك عبد العزيز لتلطيف الجو وتحسين العلاقات مع مصر بعد حادثة المحمل . وكانت هذه الزيارة أول رحلة لسعود خارج البلاد وذلك في عام( 1344هـ 1925م ) التى سافر فيها على ظهر باخرة مصرية تسمى " المنصورة ". وعند وصوله الى القاهرة اجتمع سعود برئيس الوزراء المصري سعد باشا زغلول ونتج عن هذا الاجتماع تحقيق نتائج سياسية إيجابية لتوطيد العلاقات الودية بين السعودية ومصر. [2]
 
أن اعتماد الملك عبد العزيز على سعود وتعيينه نائباً عاماً له في نجد مقر الحكم وهو في الثانية والعشرين من عمره كان قرارا مبنياً على تقديراته السياسية الثاقبة بما أن سعوداً اثيت انه أهل لتحمل هذه المسئولية الكبيرة . كما أن الاعتماد عليه خلال فترة المواجهة مع الأشراف في الحجاز وكذلك خلال التصادم الذي جرى مع الإخوان يعد دليلاً قاطعاً على ثقته بمؤهلات وكفاءة ابنه الأكبر ، الذي كان يمثله
في الأحداث .
 
 

References

  1. ^ حافظ وهبة خمسون عاماً في جزيرة العرب البابي / مصر ص 145 1960 
  2. ^ 147 . Ibid p