الحج في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود


الحج في العهد السعودي المبارك

ثانياً: عهد الملك سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله.
* مع تزايد أعداد المسلمين, والتطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في وسائل المواصلات, التي اختصرت المسافات, وقاربت ما بين البلدان, كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام؛ مما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة المسجد الحرام لاستيعاب المصلين, وتيسير العبادة للمصلين بجميع فئاتهم, فأصدر الملك سعود في عام 1375هـ الموافق عام 1955م أمره بإجراء توسعة شاملة للمسجد الحرام وعمارته, وقد تمت هذه التوسعة على عدة مراحل:

المرحلة الأولى:
* وقد بدأ العمل فيها عام 1375هـ ـ 1955م وشملت العديد من الإنجازات أهمها:
1- إزالة المنشآت السكنية, والتجارية التي كانت قائمة قرب المسعى, وهدم المباني القائمة شرق المروة, والبدء بشق طريق جديد يمتد بجانب الصفا والمروة إلى حي القرارة, وحي الشامية.

2- بناء المسعى من طابقين؛ لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين, ويبلغ طول المسعى من الداخل 394,5 متراً, وعرضه 20متراً, ويبلغ ارتفاع الطابق الأرضي للمسعى 12متراً, والطابق العلوي 9 أمتار.

3- أقيم في وسط المسعى حاجز يقسمه إلى قسمين طويلين, خصص أحدهما للسعي من الصفا إلى المروة, والآخر من المروة إلى الصفا؛ لتيسير السعي, ومنع التصادم بين الساعين ذهاباً, وإياباً, وأنشئ للمسعى 16باباً ف الواجهة الشرقية, كما خصص للطابق العلوي مدخلان, أحدهما عند الصفا, والآخر عند المروة, وبني لهذا الطابق سُّلمان من داخل المسجد, الأول عند باب الصفا, والآخر عند باب السلام, وبني تحت الطابق الأرضي طابق سفلي ارتفاعه ثلاثة أمتار ونصف المتر.

4- وقد كان لإنجازات هذه المرحلة أثراً كبيراً في تسهيل العبادة, وتخفيف التزاحم, وتنظيم اتجاهات السعي, وتيسير الدخول من وإلى المسجد الحرام.



المرحلة الثانية:
* وقد بدأ تنفيذها عام 1379هـ الموافق 1959م.
1- تم خلال هذه المرحلة بناء أساس الرواق الجنوبي, وكسيت جدرانه بالرخام, كما تمت تكسية العقود والسقوف بالحجر المنقوش.
2- إكمال الجزء المتبقي من مجرى السيل.
3- أقيم ممر دائري فوق الصفا على مستوى سطح الطابق العلوي للرواق الجنوبي والمسعى, ووصّل بينهما بسقف مستدير مقبب, وخصص هذا الممر للداخلين من باب الصفا الجديد إلى أحد الطابقين.


المرحلة الثالثة:
* بدأ تنفيذها في عام 1381هـ الموافق 1961م:
1- جرى خلالها بناء القسم الثاني من الرواق الجنوبي, وإكمال الطابق السفلي في هذا الجانب.
2- بناء الرواق الشمالي في الرقعة الممتدة من باب العمرة إلى باب السلام.

3- اكتمال بناء الطابق السفلي الذي أقيم تحت جميع أبنية الحرم ـ عدا المسعى ـ وقد أصبحت مساحة المسعى بعد أن ألحقت بالمسجد 8000 متر مربع للطابق العلوي, و8000متر مربع للطابق الأرضي, وأنشئت حوله خمسة ميادين عامة, وأصبحت عدد أبواب الحرم أربع وستين باباً, وحفرت أنفاق حول الحرم, وفي جميع الاتجاهات, مزودة بدورات للمياه, ومغاسل للوضوء؛ وذلك لتأمين الحجاج من حوادث الحركة المرورية, وتخفيف الازدحام عند الخروج من الحرم, أو الدخول إليه, وقد أصبحت مساحة المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193000متراً مسطحاً, بعد أن كانت 29127متراً مسطحاً, أي بزيادة قدرها 131041 متراً مسطحاً؛ مما جعل الحرم يتسع لحوالي أربعمائة ألف مصلٍ آنذاك, وشملت هذه التوسعة كذلك ترميم الكعبة المشرفة, وتوسعة المطاف بتجديد مقام إبراهيم عليه السلام.


جمرة العقبة بِمنى قبل إزالة الجبل الملاصق لها, ويظهر خلف علم الرجم, الجدار المقام لمنع الرمي من الجهة المعاكسة, وعليه كشك للمراقبة, وخلفه معسكر للحراسة, وقد أزيل الجبل, وأعيد بناء الجدار عام1376هـ 1956م, وتبدو بعض السيارات التي تقل كبار الضيوف إلى منطقة الجمرات.



أطلس الحج والعمرة ((تاريخاً وفقهاً))