تعليم الكبار ومحو الأمية

اهتم الملك سعود بتعليم الكبار ومحو الأمية ضمن مجهود اقتصرت بدايته على مكة والمدينة عام(1369هـ 1949م) فأمر بإنشاء إدارة تختص بمجالات العمل في تعليم الكبار ومحو الأمية بوزارة المعارف عام (1374هـ 1954م ) وسميت باسم إدارة الثقافة الشعبية ألحقت هذه الإدارة في بدايتها الابتدائي.
 
وخدمة للصالح العام وتقديراً لرسالة محو الأمية وتدعيماً للجهود التي تبذل في هذا المجال فقد انفصلت إدارة الثقافة الشعبية عن التعليم الابتدائي وأصبحت إدارة مستقلة بإدارتها وميزانيتها في عام( 1378هـ 1958م)
 
محو الأمية في عهد الملك سعود:-
 
 
لاحظت الوزارة أن أوقات هؤلاء الأفراد تستغرقها أمور الحياة ومهامها ، فجعلت الدراسة مسائية ليتسنى لهم الجمع بين أعمالهم والدراسة ، وقدمت لهم كل المساعدات الممكنة. لذلك قامت الوزارة في عام (1374هـ / 1954م) ، بإنشاء إدارة ( الثقافة الشعبية ) المرتبطة بإدارة التعليم الابتدائي التي تعنى بمكافحة الأمية فأصبح عدد مدارس تعليم الكبار ومحو الأمية عام ( 1375- 1376هـ / 1955- 1956م ) (13) مدرسة تضم (1713) طالباً. يشرف على تعليمهم 82 مدرسا، وبقيت النسبة ذاتها حتى عام( 1379هـ/ 1959م) حيث ارتفع عدد الطلاب في مدارس الثقافة الشعبية في عام 1380هـ إلى (9220) دارسا . ( انظر الجدول رقم 23) وقد حدد في التعميم الوزاري الصادر عام(1376هـ/ 1956م)، شروط القبول بمدارس وفصول تعليم الكبار ومحو الأمية وهي على النحو الآتي:
 
• يقبل في سلك المتعلمين كل من يتقدم للتعليم من سكان المملكة من الذكور (دون إجبار).
 
• أن يكون قد بلغ (13) سنة من عمره ، ولو تجاوز سن الأربعين ويجوز عند الضرورة خفض سن القبول.
 
• عدم الإلمام بالقراءة والكتابة.
 
• يسمح لموظفي المصالح الحكومية الأميين بالانخراط في سلك الدراسة الليلية لمحو أميتهم والاستفادة من تعليمهم وخاصة رجال الشرطة والأمن العام. وكانت مدة الدراسة في تلك المدارس ست سنوات أسوة بالمدارس الابتدائية النهارية.
 
وفي عام(1378هـ/ 1958م) أصبحت الإدارة السابقة (الثقافة الشعبية) إدارة مستقلة من إدارات وزارة المعارف.وارتفع عدد طلابها في عام(1379هـ / 1959م) إلى (7168) طالبا يدرسون في (259) فصلاً ويتولى تدريسهم (279) مدرساً، وقد سميت هذه الإدارة في عام(1379هـ / 1959م) ، بإدارة (تعليم الكبار ومكافحة الأمية) ورأت وزارة المعارف أن قسما كبيرا تحول ظروفهم دون مواصلتهم الدراسة في النهار للحاجة إلى الوظيفة أو لكبر السن ولديهم الرغبة لمواصلة دراستهم وتحسين مستواهم الثقافي فعمدت الوزارة إلى افتتاح المدارس الليلية المتوسطة والثانوية وجعلت الإشراف عليها لإدارة الثقافة الشعبية بجهاز فني عام(1381هـ/1961م).
 
المنهج والخطة الدراسية
 
 
 
كان السلم التعليمي في هذه المدارس حتى نهاية عام (1383هـ/1963م) ، ست سنوات ثلاثاً منها للمكافحة وثلاث للمتابعة ، حيث قررت الوزارة جعلها أربع سنوات: سنتين منها للمكافحة وسنتين للمتابعة ، والدارس لديه الاستعداد الكافي لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات في فترة تقل عن المدة المحددة للتلميذ في المدرسة الابتدائية ، ولتوفير له من الوقت ما يكفي لقضاء مصالحه الأخرى. لهذا كانت الدراسة في هذه المدارس تجري ليلاً ويقوم بالتدريس فيها مدرسوا المدارس الابتدائية.
 
أما من حيث المنهج : فقد سارت الدراسة في تعليم الكبار بلا منهج محدد وخاص بهذه المرحلة لأن هدف الدراسة في بادئ الأمر هو تحقيق رغبات المواطنين الكبار في قراءة القرآن وعلم التوحيد والفقه والحديث.
 
لكن في عام(1381هـ/ 1961م) أعيد النظر في مناهج محو الأمية فوضع منهج جديد متكامل ولما كان الاعتماد في تعليم الكبار على الكتب الموضوعة لتلاميذ المدارس غير مجد فقد قامت الوزارة بتأليف كتب تلائم الكبار وتتفق وخبراتهم ومداركهم.
 
وفي عام(1382هـ / 1962م) صدر التعميم الوزاري والذي أقر أول منهج دراسي خاص بتعليم الكبار، وقسمت خطة الدراسة إلى مرحلتين كل مرحلة سنتان وهي كالآتي:
 
• مرحلة المكافحة : ومدتها سنتان دراسيتان وهي حوالي (15) حصة أسبوعياً لمدة خمسة أيام في الأسبوع يتلقى فيها الدارسون المواد التالية: العلوم الدينية ، والقراءة ، والكتابة والحساب والمواد الاجتماعية. وتنتهي هذه المرحلة باختبار نهائي يمنح الناجح فيه شهادة المكافحة وهي تعادل الصف الرابع الابتدائي.
 
• مرحلة المتابعة : وهي المرحلة الثانية ومدتها سنتان دراسيتان ، وتتطلب كل منها (18)حصة أسبوعياً على مدى خمسة أيام في الأسبوع ، يتلقى الدارسون المواد التالية:العلوم الدينية ، واللغة العربية ، الحساب ، الهندسة العلوم الاجتماعية ، والعلوم الكونية ، والزراعة وتنتهي هذه المرحلة باختبار نهائي يمنح فيه الناجح الشهادة الابتدائية للكبار وهي تعادل مستوى الشهادة الابتدائية دراسياً ووظيفياً.
 
وكان هناك بعض الأسباب التي جعلت الكثيرين يلتحقون بمدارس محو الأمية منها:
 
1. أن الدين الإسلامي الحنيف يحض على العلم لذا يقبل الناس على التعليم لتزداد معرفتهم .
2. الرغبة في الحصول على دخل أعلى ، ومما شجع على ذلك أن بعض الدوائر الحكومية أخذت تمنح زيادة في الراتب الشهري لمنسوبيها المتعلمين.
3. أصبح التعيين حتى في المناصب البسيطة يتطلب إلماما بالقراءة والكتابة.
4. الظروف الاجتماعية القاهرة التي ربما تمنع البعض من الالتحاق بالمدارس النهارية فهؤلاء يجدون ضالتهم المنشودة في مدارس الثقافة الشعبية.
 
ويلاحظ مايلي :
 
تطور التعليم الخاص بالكبار ومحو الأمية بشكل كبير وسريع منذ إنشاء إدارة خاصة لتعليم الكبار عام (1374هـ/ 1954م) ، وهذا واضح من خلال ارتفاع أعداد:
المدارس: ارتفع عددها من (57) إلى (393) مدرسة لمحو الأمية في جميع مناطق المملكة.
الفصول: أيضا قفز عددها من (207) إلى (1172) فصلاً على اختلافها سواء كانت فصول مكافحة أو متابعة.
الطلبة: ارتفع عدد الطلبة كما هو واضح من (5270) إلى (32739) طالباً ، وهذا ارتفاع كبير يوضح مدى قابلية هؤلاء للتعليم خاصة ممن فاتهم التعليم في الصغر لظروف مختلفة. [1]
 
 

References

  1. ^ المرجع—رسالة دكتوراة التعليم فى عهد الملك سعود اعداد حصة بنت جمعان الزهرانى