تأسيس المملكة العربية السعودية وولاية العهد

وبانتهاء حركة الإخوان والقضاء على مقاومتهم، قرر الملك عبد العزيز التحضير لإعطاء صفة شرعية لبلاده وحكمه. فبدأ بإطلاق اسم " المملكة العربية السعودية " على الأجزاء التي وحّدها وإعلان ذلك في ( 17 جمادي الأولى 1351هـ )( 23أيلول 1933م ). ثم تبع هذه الخطوة بالإعداد لإعلان ولاية العهد لابنه سعود بعد أن استوفى بكافة الاوصاف الشرعية الواجب توفرها بعد ان أثبتت الأحداث دوره القيادي فيها ومعالجته الحكيمة والشجاعة للأحداث فأصبح جديراً بأن يكون خليفته الرسمي لاستلام زمام الأمر من يديه عند اللزوم، مواصلاً جهاده وكفاحه لتحقيق وحدة صف الأمة والنهوض بها على المنهج والخطة التي رسمها. فرشحه لولاية العهد وتم الإقرار عليها بالإجماع من أفراد العائلة والمشايخ ورجال الدين والعلماء وغيرهم من الرعية ونشرت أم القرى في 25/5/1933م ( 30 محرم 1352هـ ) مقالاً عن مراسيم البيعة للأمير سعود والدور البارز الذي قام فيه الأمير محمد بن عبد الرحمن في الإعداد لهذه المراسيم وذلك بعد إصدار الملك عبد العزيز رحمه الله مرسوماً ملكياً من مجلس الشورى بجدة بمبايعة الأمير سعود ولياً للعهد وذلك في 16 محرم 1352هـ ( 11/5/1933م ) وطلب من جميع أفراد الأسرة وأعيان مناطق المملكة وشيوخ القبائل بمبايعة الأمير سعود ولياً للعهد وكان الأمير سعود حينذاك في الرياض وتمت المبايعة في مكة في الحرم الشريف.
إن المسئولية الجديدة التي ألقيت على عائق الأمير سعود كولي للعهد والتي حملها لمدة 20 عاماً حدثت في وقت تزامنت فيه مرحلة توحيد المملكة وبداية مرحلة جديدة تأسيسية واقتصادية واجتماعية خاصة بظهور النفط في عام 1351هـ ( 1932م ) واعتماد المملكة عليه، واقتصادها الذي كان يمر في فترة صعبة، حيث كانت الموارد شحيحة وتعتمد على المساعدات الخارجية وموارد الحج. فكانت النقلة الجديدة قد مكنت الدولة من البدء بالتنظيمات الإدارية والمالية والتحول التدريجي من دولة قبلية إلى دولة حضرية مما فرض واقعاً جديداً على سكان الجزيرة. [1]

References

  1. ^ أحمد عبدالغفور عطار من صقر الجزيزة ص. 1081- 1071 الطبعة الأخيرة من بيروت.