كانت الأميرة حصة بنت سعود تخطط لإنشاء مدرسة أخرى للفتيات بعد انشاء معهد الكريمات في الرياض ,لينضم إليها قطاع أكبر من المواطنات،وذلك بسبب اكتمال أعداد الطالبات في مدرسة الكريمات .ولذلك راودتها الفكرة بالرغم من علمها المسبق بعدم تقبل الأهالي لها لرفضهم لتعليم الفتيات .إلا أنها وبالاتفاق مع أخواتها نورة وموضي فكروا في عرض مشروعهم هذا على والدهن الملك سعود حين عودته من الخارج عام 1956م,وعند عودته من سفره عرضن عليه طلبهن بتأسيس مدرسة لليتيمات في الرياض وذلك كشكرا لله على عودته سالما. فوافق والدهن على فكرتهن هذه , ولشدة حماسهن استأجرن فيلا خلال أسبوع وبدأن العمل على الإعداد والتجهيز لمدرسة بالتعاقد مع ثلاث مدرسات- مقيمات في الرياض مع أزواجهن - و كانت إحداهن من الأردن والأخريتين من مصر, وحددت رواتبهن بـ ( 300 ريال) في الشهر لكل مُدرِسة إلا أن المشكلة التي واجهتهن هي إيجاد التلميذات للانضمام الى المدرسةحيث مازال الاعتراض من الأهالي سائداً في ذلك الوقت . و لكنهن بإصرارهن تمكن من تسجيل أول مجموعة من الطالبات عددهن (14 تلميذة)من أسر محدودة الدخل ممن تقبلوا فكرة انضمام بناتهن في القسم الداخلي . وفي يوم الثلاثاء من( 7 / 8 / 1376هـ) الموافق( 9 / 3 / 1957م) افتتح الملك سعود المبرة بحضور أفراد من الأسرة , و أقيم مزاد علني على صورة الملك سعود وتبرع الملك بمبلغ 50,000 ريال حتى يتم توفير التمويل اللازم للمدرسة ,وجمعت تبرعات بقيمة 150,000 ريال وأطلق على المدرسة اسم مبرة كريمات الملك سعود . كان الهدف من إنشاء المبرة هو تشجيع التعليم والعمل على نهضة الفتاة السعودية لتقوم بدورها في المجتمع مقارنة بشقيقاتها في الدول العربية ولتصبح أماً صالحة وتعطي الفرصة في التعليم كما هو متاح للرجل الذي سبقها بفترة .
وعُينت الأميرة نورة بنت سعود رئيسة للمبرة, والأميرة موضي بنت سعود نائبة لها،أما الأميرة حصة فقد أصبحت أمينة المبرة والمشرفة العامة عليها ، وكانت تداوم فى مكتبها يوميا لمتابعة سير الدراسة شخصيا . وقامت الأميرة حصة بإحضار السيدة الفاضلة زاهية عسيران من لبنان للإشراف على المبرة مع مدرسات من لبنان .
و لكن استمرت مشكلة رفض الأهالي لتعليم فتياتهن بعد فتح المبرة بدليل أن الأميرة حصة تسلمت خطابات تهديد من الأهالي والطلب منهم بإقفال المبرة ، و قاموا بتقديم اعتراضاًت إلى الملك سعود رحمه الله إلا أنه ولقناعته بأهمية تعليم الفتاة,قام بالوقوف بجانب بناته وساندهن وشد من أزرهن على خطوتهن الرائدة مما شجعهن على استمرار بقائها. و لكن و بعد عام بدأ التقبل التدريجي بأهمية التعليم للفتاة وأصبح عدد التلميذات خمسون طالبة في قسميها الداخلي والخارجي مما أحوجهم للانتقال إلى مبنى جديد في المربع كان يسكنه رشيد الكيلاني ، وشجعهن أيضا الأمير فهد بن عبد العزيز وزير المعارف وأمدهن بالمناهج التعليمية اللازمة للمدرسة . وبعد فترة ازداد عدد التلميذات إلى 220 تلميذة في القسم الداخلي والخارجي، كما ازداد عدد المدرسات أيضاً إلى 15 مدرسة. وكانت مراحل التدريس تبدأ من الروضة إلى الثانوي . وقدمت المدرسة التعليم المجاني وأمدت الطالبات باحتياجاتهن المدرسية ووفرت حافلات لنقل الطالبات إلى منازلهن ،كما أن سياسة مجانية التعليم أيضاً مورست في معهدى :(الأنجال والكريمات) .
ولأهمية هذه المدارس وتميزها بالريادة, فقد كان كبار الشخصيات التي تزور المملكة تأتي للاطلاع عليها وزيارتها ، ومن أهم الزائرات لها الملكة زين والدة الملك حسين ملك الأردن, و الأميرة عائشة بنت الملك محمد الخامس والتي كانت الأميرة حصة من أشد المعجبات بها وبدورها بجانب والدها في المنفى ، وكذلك الصحفية المصرية -الرائدة- أمينة السعيد والتي تعتبر أول صحفية عربية تزور المملكة وبدعوة شخصية من الأميرة حصة بنت سعود عام(1960م 1380هـ)، و التى أظهرت في كتاباتها الصورة المشرفة للمرأة السعودية المتعلمة القادرة على القيام بواجباتها الاجتماعية اتجاه مجتمعها . واستمرت المبرة حتى عام(1964م 84هـ) وذلك بعد مغادرة الملك سعود البلاد ، عندما ضمتها الرئاسة العامة لتعليم البنات في إدارتها وأصبح اسمها المدرسة السادسة عشر في حي المربع بالرياض بعد أن لعب هذا الصرح دورا كبيرا فى أوائل تعليم المرأة , وتخرج منها جيلا كاملا من النساء الرائدات .
وهذا يوضح دور المرأة من خلال ما قامت به كريمات الملك سعود من تشجيع التعليم في زمن بدأت تظهر فيه أهمية تعليم الفتاة لتمارس دورها الفعال في المجتمع ، إلا أن ذلك الدور والمتمثل في تشجيع كريمات الملك سعود لتعليم الفتاة السعودية - بالرغم من الاعتراضات - حسمه الأسلوب التدريجي في اقناع الأهالي وقناعة الملك سعود شخصياً بهدفهن مما جعله يقف مسانداً ومشجعاً لهن .
المرجع: مقابله مع الاميره حصة بنت سعود بمناسبة مؤتمر المئوية عام 1999م
وعُينت الأميرة نورة بنت سعود رئيسة للمبرة, والأميرة موضي بنت سعود نائبة لها،أما الأميرة حصة فقد أصبحت أمينة المبرة والمشرفة العامة عليها ، وكانت تداوم فى مكتبها يوميا لمتابعة سير الدراسة شخصيا . وقامت الأميرة حصة بإحضار السيدة الفاضلة زاهية عسيران من لبنان للإشراف على المبرة مع مدرسات من لبنان .
و لكن استمرت مشكلة رفض الأهالي لتعليم فتياتهن بعد فتح المبرة بدليل أن الأميرة حصة تسلمت خطابات تهديد من الأهالي والطلب منهم بإقفال المبرة ، و قاموا بتقديم اعتراضاًت إلى الملك سعود رحمه الله إلا أنه ولقناعته بأهمية تعليم الفتاة,قام بالوقوف بجانب بناته وساندهن وشد من أزرهن على خطوتهن الرائدة مما شجعهن على استمرار بقائها. و لكن و بعد عام بدأ التقبل التدريجي بأهمية التعليم للفتاة وأصبح عدد التلميذات خمسون طالبة في قسميها الداخلي والخارجي مما أحوجهم للانتقال إلى مبنى جديد في المربع كان يسكنه رشيد الكيلاني ، وشجعهن أيضا الأمير فهد بن عبد العزيز وزير المعارف وأمدهن بالمناهج التعليمية اللازمة للمدرسة . وبعد فترة ازداد عدد التلميذات إلى 220 تلميذة في القسم الداخلي والخارجي، كما ازداد عدد المدرسات أيضاً إلى 15 مدرسة. وكانت مراحل التدريس تبدأ من الروضة إلى الثانوي . وقدمت المدرسة التعليم المجاني وأمدت الطالبات باحتياجاتهن المدرسية ووفرت حافلات لنقل الطالبات إلى منازلهن ،كما أن سياسة مجانية التعليم أيضاً مورست في معهدى :(الأنجال والكريمات) .
ولأهمية هذه المدارس وتميزها بالريادة, فقد كان كبار الشخصيات التي تزور المملكة تأتي للاطلاع عليها وزيارتها ، ومن أهم الزائرات لها الملكة زين والدة الملك حسين ملك الأردن, و الأميرة عائشة بنت الملك محمد الخامس والتي كانت الأميرة حصة من أشد المعجبات بها وبدورها بجانب والدها في المنفى ، وكذلك الصحفية المصرية -الرائدة- أمينة السعيد والتي تعتبر أول صحفية عربية تزور المملكة وبدعوة شخصية من الأميرة حصة بنت سعود عام(1960م 1380هـ)، و التى أظهرت في كتاباتها الصورة المشرفة للمرأة السعودية المتعلمة القادرة على القيام بواجباتها الاجتماعية اتجاه مجتمعها . واستمرت المبرة حتى عام(1964م 84هـ) وذلك بعد مغادرة الملك سعود البلاد ، عندما ضمتها الرئاسة العامة لتعليم البنات في إدارتها وأصبح اسمها المدرسة السادسة عشر في حي المربع بالرياض بعد أن لعب هذا الصرح دورا كبيرا فى أوائل تعليم المرأة , وتخرج منها جيلا كاملا من النساء الرائدات .
وهذا يوضح دور المرأة من خلال ما قامت به كريمات الملك سعود من تشجيع التعليم في زمن بدأت تظهر فيه أهمية تعليم الفتاة لتمارس دورها الفعال في المجتمع ، إلا أن ذلك الدور والمتمثل في تشجيع كريمات الملك سعود لتعليم الفتاة السعودية - بالرغم من الاعتراضات - حسمه الأسلوب التدريجي في اقناع الأهالي وقناعة الملك سعود شخصياً بهدفهن مما جعله يقف مسانداً ومشجعاً لهن .
المرجع: مقابله مع الاميره حصة بنت سعود بمناسبة مؤتمر المئوية عام 1999م