شعبي العزيز
أغادر هذا الوطن المقدس، بعد أن أقمت بين ظهرانيكم، هذه المدة الوجيزة، التي كانت من أحب الأيام إليّ؛ لأنني ازددت فيها بكم علماً، كما ازددت فيها لكم حباً؛ لما لقيته منكم من إخلاص، ومحبة لوطنكم ولمليككم، ولما لقيته من حسن التعاون بينكم وبين حكومتكم.
وإن البيان ليعجز عن إيفائكم حقكم، من الشكر، إزاء ما لقيته من شعوركم الكريم، ووفائكم النبيل. ولقد كان مدعاة لفخري، بل فخر الوطن جميعاً، ما لقيته من حماسكم، وشجاعتكم، وقوة بأسكم، واستعدادكم، الذي أظهرتموه؛ بمناسبة قضية فلسطين، ذلك الروح العظيم، الذي سيكون، من آثاره، ما نأمله من نصر الله لذلك الوطن الشقيق، بفضل الله، ثم بجهودكم، وتكاتف الأمم العربية والإسلامية .
أغادر هذه البلاد المقدسة، إلى الجزء الثاني من الوطن العزيز، ولن يباعد بيننا، بعد الشقة، فنحن على اتصال بكم، نعمل دائبين، لما فيه خير الوطن وأبنائه، جميعاً. وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم، لما يحبه ويرضاه، ويعلي شأن هذا الوطن، في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، الذي نسأل الله أن يطيل بقاءه، ويؤيده بنصر من عنده .