تهنئة الملك سعود للعالم الإسلامي بحلول عيد الفطر

إخواني المسلمين،
نحمد الله الكريم إليكم، الذي أنعم علينا بإتمام صيام رمضان، ونسأله تعالى أن يتقبل، منا ومنكم، صيامه وقيامه، وأن يضاعف لنا ولكم ما قدمنا فيه من صالح الأعمال، ثم أهنئكم بعيد الفطر السعيد، الذي هو، كما تعلمون، من أحفل الأعياد التي ترتفع فيها أصوات المؤمنين بالشكر إلى الله على ما تفضل به من عونه على أداء فريضة الصيام، وما مكنهم من تبادل عواطف الرحمة والأخوة في الإسلام، وأغتنم هذه الفرصة السعيدة لأشير إشارة خاصة إلى ما يعانيه المسلمون من أزمات، وشدائد، وأحداث في مشارق الأرض ومغاربها، وأن لا ناصر لهم كي يعيشوا حياة سعيدة إلاَّ بالاتحاد والاتفاق، والتمسك بعروة الدين الوثقى، والسير على ما سار عليه السلف الصالح في السر والعلن، واتباع هدي النبي، صلى الله عليه وسلم، بسلوك السبيل الأقوم، سبيل القرآن الذي هو حجة الله تعالى على العالمين، في كل عصر وحين، والعمل بدين الفطرة، الذي يأمر بالعدل، والمساواة، والإخاء، والإيمان، الأمر الذي أوصيكم إخواني، وأوصي نفسي به، قال الله تعالى: �" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ."
وقال تعالى: " الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ."
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والسلام عليكم، ورحمة الله.