بيان الملك سعود إلى أهالي مكة المكرمة

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأبنائي جيرة المسجد الحرام، وخدام بيته، وأبناء شعبي الكريم،
في هذه الليلة التي ألاقيكم فيها بعد أن لبى عاهلنا العظيم نداء ربه، تغمده الله برحمته، وألقيت على كاهلي أعباء الملك، وشف خدمة وحماية الحرمين الشريفين،
في هذه الليلة التي شاهدت فيها بعيني، وسمعت بأذني، ولمست بشعوري ما تكنه صدوركم، وما تنطوي عليه نواياكم من المحبة، والذكرى الطيبة لولي أمركم الراحل، ومن الإخلاص والولاء لخليفته في ولاية أمركم، في هذه الليلة المباركة، توجهت إلى الله تعالى، وأنا أطوف ببيته العتيق، أن يمدني بعون من عنده فيما تفضل علي به من ولاية الأمر في بلده الحرام، وما أولاني من شرف خدمة الحرمين الشريفين، وضيافة الوافدين إليهما من مختلف أقطار العالم، وتوجهت إلى الله تعالى، وملء نفسي نية حسنة أن يضاعف الله لي من هذه النية. ويريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه، ويريني الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه، وتوجهت إلى الله تعالى أن يمنحني القدرة على شكر نعمته، بطاعته في أوامره. ومراقبته في خلقه، وسألته تعالى أن يجعل لي منكم خير عون على طاعته. هذا ما سألت الله إياه تحدثت به إليكم من باب الحديث بنعمة الله، ولأعاهدكم عليه، باذلاً كل جهدي فيه، جاعلاً نصب عيني، وأنا أنظر في شؤون الدولة، أنني أراقب الله كأنني أراه؛ فإن لم أكن أراه فهو يراني,...
في هذه الليلة المباركة، أحب أن أسدي إليكم خالص شكري وتقديري لعواطفكم الكريمة، وولائكم الصادق، وأرجو الله المجيب لسائله أن يستجيب لما سألته، ويعينني على القيام بأعباء الحكم على ما يقتضيه كتاب الله، وسنة رسوله، وإني سأولي بلدتكم المباركة هذه أعظم عنايتي، وأكبر اهتمامي؛ كي أؤمن بمساعدتكم، والتآزر معكم للوافدين على بيت الله الحرام من مشارق الأرض ومغاربها، ما يسهل عليهم قضاء الفريضة في راحة وصحة وكرامة نسأل الله أن يسدد خطواتنا جميعاً، ويوفقنا لما فيه خير المسلمين.....