إلى أبناء شعبي في مدينة رسول الله،
أود، وأنا أودعكم في هذا المساء، بعد سروري واغتباطي بلقياكم في هذه المدينة الطيبة، أن أوجه شكري وتقديري وامتناني لكل فرد منكم، الصغير فيكم والكبير، والحاضر منكم والباد، على ما أحطموني به من مظاهر الولاء الصادق، والمحبة الخالصة، والمودة المتبادلة، معرباً للجميع عن تأثري بكل ما سمعت منكم ورأيت، مما عودتموني به في كل مناسبة، وإنني والله، لأبادلكم المحبة بمثلها، وأشعر من صميم قلبي بما لكم، ولمدينتكم من واجب الرعاية؛ ولهذا فقد اخترت جوار رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجواركم، فأمرت وزير ماليتنا بالشروع في بناء قصر لي عندكم؛ ليتسنى لي في كل عام، بحول الله ومشيئته، زيارة الحرم النبوي، والصلاة فيه، وشد الرحال الممنون إن شاء الله إليه، وأجتمع بكم، واستمع اليكم؛ فإليكم جميعاً أكرر شكري؛ وأستودعكم الله، وثقوا بأنني عاقد العزم علي أن أبذل المستطاع في كل ما يزيد في تقدم هذا الجزء العزيز من وطننا الكبير، وينعشه، ويضمن رغد العيش للجميع، والله ولي التوفيق، وعليه الاتكال، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.