خطاب الملك سعود إلى أبناء شعبه 1955

بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبدالعزيز الفيصل آل سعود إلى أبناء شعبه العزيز،
��������� السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
��������� إن المدرسة السلفية التي أسست في بلجرشي من قبل ناصر بن مغرم ومحمد بن جماح؛ والتي منهاجها تعليم الدين الإسلامي، والعقيدة السلفية، وإفهام الناس الحق من الباطل، واجتناب ما حرم الله وتحليل ما أحل الله ـ إن هذه المدرسة قد أسسها هؤلاء الرجال على حساب أنفسهم، وعلى ما تبرع به أهل الخير، وبعد زيارتنا لهذه المنطقة، وتفقدنا لهذه المدرسة، رأينا ما سرنا من أساتذتها وطلابها، مما تحلو به من العقيدة الصالحة، والدعوة إلى الله، وإقبال الناس على هذه المبادئ الشريفة السليمة التي نرجو أن تزداد وتمتد إلى جميع أنحاء المملكة، التي لا قوام لها، ولا عز لها، إلاَّ بهذه الدعوة والعقيدة الصالحة، والعمل بكتاب الله وشريعة نبيه، صلى الله عليه وسلم، وتحليل ما أحل الله، وتحريم ما حرم الله. ولا يمكن حفظ كيان، أو دفاع عدو، إلاَّ بالتمسك بدين الله، وبأحكام كتابه، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإن قمنا بهذا قولاً ونطقاً باللسان، وعملاً بالأركان، وعقيدة بالجنان، فقد أدينا الرسالة، وحصلت لنا المنعة، وكافحنا العدو بالسلاح القوي، ألا وهو السلاح الرباني الذي لا يعادله أي سلاح أو أي قوة، قال الله في كتابه الكريم:� إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا ، فإذا دافعنا عن دينه دافع عنا، وإذا أهملناه وتكلمنا مجرد كلام وتمن، فهذا لا ينفعنا شيئاً كما في الحديث:� إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، فنرجو أن نكون ممن قال، وأعتقد بقلبه، وصدقته أعماله، وبهذه المناسبة، فقد أمرنا أن تكون نفقات هذه المدرسة السلفية الصالحة، التي لمسنا منها حب الخير، والدعوة إلى الله، أن تكون نفقاتها، من أساتذة وطلاب، على نفقتنا الخاصة، أن نرعاها حق الرعاية، كما أمرنا بإشادة طابق ثان لبنايتها؛ لإيواء النائين عن البلاد من طلابها، كل هذا نرجو به التقرب إلى الله، وتعزيز الدين ومن قام بالدين، ونرجو أن نرى في أنحاء مملكتنا، في المدن والقرى، من يقوم بهذه الدعوة على غرار ما أمر الله به ورسوله، وتطبيق ما جاء في الكتاب والسنة، ونحن نساعدهم ونؤيدهم؛ لأن المكافح للجهل ولأهل الزيغ والفساد، وللذين لا يرعون للدين مكانة، هذا الجندي، وهو الرادع الأساسي لهؤلاء. ألا إن جند الله هم الغالبون".
��������� والذي أوصي به نفسي وشعبي، هو تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية، والميسرة والمعسرة، والاعتصام بدين الله، وتطبيق سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعدم الميل إلى ما يخل بالدين، وبتقاليد الإسلام، ومبادئنا العربية الشريفة، التي يؤيدها الإسلام، فإن عملنا بهذا نجحنا في أمر ديننا ودنيانا، وإن تركناه، لا سمح الله، فما أهوننا على الله كما قال الله في كتابه العزيز:� إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ، وهذا لا يمنع عن اتخاذ كل قوة في البلاد عسكرياً أو مادياً أو معنوياً، وكل ما فيه رقي للبلاد، والنهوض بها في شتى مرافق الحياة، التي لا تتعارض مع الدين الإسلامي. وأرجو الله أن يرينا وأياكم الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا وإياكم الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يريني فيكم ما يسرني من صلاح دينكم ودنياكم، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين أعواناً على الحق، وعلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويخذل أعداءه. فهو حسبنا ونعم الوكيل.