ابتهال إلى الله
" إلى إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.. فإنني ابتهل إلى الله تعالى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أن يوفقنا لصالح الأعمال وأن يتجاوز عنا وعن جميع المسلمين ذنوبنا وخطايانا ، وأن يجعلنا ممن صام الشهر ، واستكمل الأجر ، وفاز بجائزة الرب .
التمسك بالإسلام وشعائره
والذي أوصيكم به ونفسي " تقوى الله سبحانه وتعالى وفي السر والعلانية و تحليل ما أحله الله وما جاء في سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وتحريم ما حرمه . وليس بخاف على أحد منكم ما أصاب المسلمين وحل بهم ، ولا شك عندي أن ذلك كان بسبب تخليهم عن مبادئهم الدينية وأعظم هذه المبادئ هو التمسك بكتاب الله وسنة نبيه ، واعتقاد ما اعتقده السلف الصالح الذين تعرفون ماضيهم وقد نالوا العز والكرامة ، وما ذلك إلا بقوة إيمانهم ومحافظتهم على شرائع الإسلام وشعائره ، فنالوا ما نالوا من النصر والتأييد بهذا السبب وهذا المبدأ الشريف .
وجوب توحيد الصفوف
فعليكم أيها المسلمون الرجوع إلى الله في سركم وعلانيتكم ، وتحليل ما أحل الله وتحريم ما حرم: والصدق فيما بينكم وصفاء القلوب بعضكم لبعض ، وتوحيد كلمتكم وجمع صفوفكم في هذا الجو المكفهر الذي حير كل عاقل من تعقده . وان تخالف أمور المسلمين فيما بينهم صدمة للإسلام وأهله فهبوا أيها المسلمون إلى تصحيح مبادئكم واسترجاع مجدكم وتوحيد كلمتكم ، كما قال الله تعالى في كتابه الحكيم : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ) .
فإلى متى والى أين أيها المسلمون هذا التفرق وهذا التشتت الذي أحدث فجوة في صفوف المسلمين
واستغلها الأ غيار كما قال بعض أعداء العرب والمسلمين لما سئل : ( بما تسعين على العرب وهم أكثر منكم عددا وعده ؟ ) . فأجاب بقوله : " أتسعين عليهم بالتفرقة فيما بينهم " .
فلنُضح بالغالي والرخيص
وأقول لكم بكل صراحة : أن هذا شيء واقع ، ولهذه المناسبة فاني استنهض هممكم وأذكركم بماضيكم المجيد الذي سطره التاريخ بأحرف من نور ، قال الله تعالى : " ولا تهنوا ولا تحزنوا،إن الأعلون إن كنتم مؤمنين " ونحن على أتم استعداد للسير فيما فيه عز العرب والمسلمين ، فلنضح بالغالي والرخيص في سبيل ذلك عن عقيدة وإيمان ، مبتهلين إلى الله عز وجل في هذا الشهر المبارك أن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، ويذل أعداء الدين ، ويجمع شمل المسلمين ، ويحفظ كيان هذه الأمة المجيدة ، متكاتفين متحدين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: الأهرام
التاريخ: 9 مايو 1954م
" إلى إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.. فإنني ابتهل إلى الله تعالى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أن يوفقنا لصالح الأعمال وأن يتجاوز عنا وعن جميع المسلمين ذنوبنا وخطايانا ، وأن يجعلنا ممن صام الشهر ، واستكمل الأجر ، وفاز بجائزة الرب .
التمسك بالإسلام وشعائره
والذي أوصيكم به ونفسي " تقوى الله سبحانه وتعالى وفي السر والعلانية و تحليل ما أحله الله وما جاء في سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وتحريم ما حرمه . وليس بخاف على أحد منكم ما أصاب المسلمين وحل بهم ، ولا شك عندي أن ذلك كان بسبب تخليهم عن مبادئهم الدينية وأعظم هذه المبادئ هو التمسك بكتاب الله وسنة نبيه ، واعتقاد ما اعتقده السلف الصالح الذين تعرفون ماضيهم وقد نالوا العز والكرامة ، وما ذلك إلا بقوة إيمانهم ومحافظتهم على شرائع الإسلام وشعائره ، فنالوا ما نالوا من النصر والتأييد بهذا السبب وهذا المبدأ الشريف .
وجوب توحيد الصفوف
فعليكم أيها المسلمون الرجوع إلى الله في سركم وعلانيتكم ، وتحليل ما أحل الله وتحريم ما حرم: والصدق فيما بينكم وصفاء القلوب بعضكم لبعض ، وتوحيد كلمتكم وجمع صفوفكم في هذا الجو المكفهر الذي حير كل عاقل من تعقده . وان تخالف أمور المسلمين فيما بينهم صدمة للإسلام وأهله فهبوا أيها المسلمون إلى تصحيح مبادئكم واسترجاع مجدكم وتوحيد كلمتكم ، كما قال الله تعالى في كتابه الحكيم : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ) .
فإلى متى والى أين أيها المسلمون هذا التفرق وهذا التشتت الذي أحدث فجوة في صفوف المسلمين
واستغلها الأ غيار كما قال بعض أعداء العرب والمسلمين لما سئل : ( بما تسعين على العرب وهم أكثر منكم عددا وعده ؟ ) . فأجاب بقوله : " أتسعين عليهم بالتفرقة فيما بينهم " .
فلنُضح بالغالي والرخيص
وأقول لكم بكل صراحة : أن هذا شيء واقع ، ولهذه المناسبة فاني استنهض هممكم وأذكركم بماضيكم المجيد الذي سطره التاريخ بأحرف من نور ، قال الله تعالى : " ولا تهنوا ولا تحزنوا،إن الأعلون إن كنتم مؤمنين " ونحن على أتم استعداد للسير فيما فيه عز العرب والمسلمين ، فلنضح بالغالي والرخيص في سبيل ذلك عن عقيدة وإيمان ، مبتهلين إلى الله عز وجل في هذا الشهر المبارك أن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، ويذل أعداء الدين ، ويجمع شمل المسلمين ، ويحفظ كيان هذه الأمة المجيدة ، متكاتفين متحدين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: الأهرام
التاريخ: 9 مايو 1954م