خطاب الملك سعود يوجّه بياناً تاريخياًّ في مكة المكرمة

" ... ألقيت على كاهلي أعباء الملك ، وشرف خدمته وحماية الحرمين الشريفين ، في هذه الليلة التي شاهدت فيها بعيني ، وسمعت بأذني ، ولمست بشعوري ما تكنه صدوركم ، وما تنطوي عليه نواياكم من المحبة ، والذكرى الطيبة لولي أمركم الراحل ، ومن الإخلاص والولاء لخليفته في ولاية أمركم ".

وبعد هذه الإشادة بأبناء شعبه طلب من الله أن يجعل له منهم " خير عون على طاعته "ثم بيّن -رحمه الله- في كلمة موجزة سياسته العامة " ... جاعلاً عيني وأنا أنظر في شؤون الدولة أن أراقب الله كأنني أراه ، فإن لم أكن أراه فإنه يراني " وأرجوه تعالى " ... أن يمدني بعون من عنده ، فيما تفضل على به من ولاية الأمر في بلده الحرام وما أولاني من شرف خدمة الحرمين الشريفين " أما عن ضيوف الأماكن المقدسة:فقد وضح أنهم ضيوف مملكته ، يجب السهر على راحتهم ، وبذل الجهود لتوفير كافة متطلباتهم ، وتذليل العقبات أمامهم ، وهذا كله يعني اهتماما أكبر بالأماكن المقدسة" ... وإنني سأولي بلدتكم المباركة هذه - مكة المكرمة - أعظم عنايتي ، وأكبر اهتمامي " ولتوفير الخدمات لضيوف البلاد المقدسة لابد من التآزر وتوحيد الجهود وقد أبرز هذا الجانب قائلاً " ... كي أؤمن بمساعدتكم والتآزر معكم للوافدين على بيت الله الحرام من مشارق الأرض ومغاربها ما يسهل عليهم قضاء الفريضة براحة وصحة وكرامة " على أن ذلك الاهتمام قد امتد إلى المدينة المنورة ، كيف لا وهو القائل في خطابه لأهالي المدينة المنورة " ... وأشعر من صميم قلبي بما لكم ولمدينتكم من واجب لرعاية ، لهذا فقد أخذت جوار رسول الله وجواركم ، فأمرت وزير ماليتنا بالشروع في بناء قصر لي عندكم ، ليتسنى لي في كل عام بحول الله ومشيئته زيارة الحرم النبوي ، والصلاة فيه ، وشد الرحال المسنون إليه ، وثقوا بأنني عاقد العزم على أن أبذل المستطاع في كل ما يزيد تقدم هذا الجزء العزيز من وطننا الكبير، وينعشه ويضمن رغد العيش للجميع.." .