في عهد الدولة السعودية الاولى ، قام الامام عبدالعزيز بن محمد ال سعود رحمه الله بغزو العراق واستطاع ان يؤدب الشيعة في النجف وكربلاء ، وان يحطم مابنوه من قباب على قبر الحسين وغيره فكان ذلك سبب في غضبة ايرانية عارمة ، انتهت بارسال احد الروافض بطريقة سرية فكانت النتيجة اغتيال الامام عبدالعزيز ونسال الله ان يتقبله من الشهداء.
ولقد تكررت هذه الحادثة مع احد احفاده الا وهو الملك الضرغام عبدالعزيز ال سعود رحمه الله ، حيث قام ثلاثة من الجنسية اليمنية بمحاولة اغتياله في الحرم المكي ، ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل ، بعد ان اظهر الملك سعود رحمه الله تضحية غير مستغربة في التصدي لهم ، ممايدل على عظم بره بوالده ، وهذه القصة سوف تكون موضوع مشاركتي لهذا اليوم .
في عام 1353هـ باشر الملك عبدالعزيز رحمه الله الطواف مع الطائفين في المسجد الحرام ، وكان ابنه سعود وبعض الحراس الشخصيين يمشون خلفه ، وعندما كان يريد البدء في الشوط الخامس وبينما اراد ان يستلم الحجر الاسود ، انطلق رجل من مكان قريب من حجر اسماعيل وكان في يده خنجر وانطلق في اتجاه الملك عبدالعزيز من الخلف يريد اغتياله ، فقام الملك سعود ليحمي والده بظهره وامسك بصاحب الخنجر باليد الاخرى والقاه ارضا ليلتقي مصيره الذي ينتظره على يد احد حراس الملك فيرديه قتيلا .
وماهي الا برهه قصيرة حتى انقض رجل اخر ، ولكن طعنته اصابت كتف الملك سعود الايسر بينما كان يحمي ظهر والده ، ثم انطلق رجل ثالث من ناحية الركن الايمن ولما رآى صاحبيه قد قتلا ولى مدبرا فاتته طلقة محكمة من احد الجنود فطرحته ولكنها لم تقتله.
في هذه القصة اظهر احد الجنود مهارة عجيبة في الرمي ، فهو الذي قتل المجرم الاول فلم يسدد الرمية له بشكل افقي لانه خشي ان تخترف راسه فتصيب في احد الحجاج ولكنه قفز قفزة غير عادية فسددها عليه بشكل عمودي ، اي انه صبها عليه صبا.
واما الاخر فقتل على يد احد حراس الملك سعود ، واما الثالث فلم يقتل ولكنه اصيب في مقتل ومن خلاله تم التعرف على زميليه وتم معرفة حقيقة المشكلة كاملة.
وعن هذه الواقعة تحدث الشعراء ومنهم خلف بن هذال العتيبي (شاعر الوطن) وذلك من خلال احدى مشاركاته في الجنادرية في السنين الماضية فيقول :
نهار الزقلة اللـي فـي الحـرم حجـة وحشـد وفـودنجـا عبدالعـزيـز مْــن اجنـبـي (ن) حــج باعـتـاده
يبـي هدمـة عمـود الديـن غاسـق فـاسـق نـمـرودوسار سعود في وجه الخسيس النجس واصطاده
تغشـى والــده وامـتـد واخـطـت خنـجـر المـقـروديخـيـب مــن ارســل المـقـرود لا ســره ولا فـــاده
ملتقى الوطن والقبايل العربية