“طلب الملك حسين في ١٩٥٧ النجدة من #الملك_سعود رحمهما الله فهب الملك سعود لنجدته وأرسل جيشا سعوديا إلى الاردن لانقاذها ، وواجهت الاردن كابوسا مريعا عندما بادر النابلسي (رئيس الحكومة،استعداداً لاندماجه مع جمال عبدالناصر، وذلك بقيامه بإقالة موظفين في البلاط الملكي ،و دمج الجيش العربي مع الحرس الوطني الذي يهيمن عليه الفلسطينيون، واشتراط استقالة 30من كبار الموظفين الأوفياء للملك، شعر الملك حسين بأن عرشه مهدد وحاول أن يتفادى الضربة بإقالة 3 وزراء، الا ان الوضع ازداد سوءا ووقفت حكومة سليمان النابلسي يساندها الجيش بقيادة علي أبي نوار ضد الملك باعلان قيام علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي، فكانت خطة الملك لمواجهتهم تقوم على إقصاء جميع العناصر الليبرالية والتقدمية والموالية لجمال عبدالناصر في الإدارة المدنية والعسكرية؛ والتخلص من حكومة النابلسي وحل البرلمان، وللتوصل إلى ذلك، لم يكن بوسعه سوى الاعتماد على الوحدات البدوية في الجيش الموالية للملكية. ،تقتضي الحكمة أن يزيد عددها
ولذا لم يتردد الملك حسين في اتخاذ مبادرة جريئة،فاتصل سرا بالملك سعود، وطلب مساعدته لقد طلب منه أن يضع اللواء السعودي المرابط على الحدود الأردنية تحت إمرته، وذلك للتمكن من قمع العصيان الرامي إلى الإطاحة بالعرش .عندما سمع الملك سعود الملك حسين يلتمس مساعدته، استجاب على الفور لطلبه واضعا خلفه كل الخلافات التاريخية بين الاسرتين العريقتين .فتحدث الملك سعود هاتفيا في الحال إلى قائد اللواء السعودي وقال له: «آمرك بأن تكون تحت تصرف الملك حسين وان تنفذ كل ما يأمرك به فتتلقى الأوامر منه مباشرة دون الرجوع إلينا»
فما كان من القائد السعودي إلا أن امتثل للاوامر فورا ودخلت قواته الاراضي الاردنية ، وبعد أيام،عقد العاهلان لقاء سرياً عند الحدود الأردنية السعودية
وعندما عاد الملك حسين إلى عمان، اتخذت الأحداث منحى مأساويا.
فالفرقة السورية التي تحتل منطقة عجلون قطعت الخطوط الهاتفية بين الأردن وسوريا والعراق
واجتازت كتائب عراقية الحدود متأهبة لدخول عمان لكي تستبق السوريين.كان الأردنيون في حالة من الغليان، ولكن وسط هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، كان الأمر الوحيد الذي يشيع الطمأنينة هو وفاء الملك سعود بوعده.
تعزيزات سعودية متنامية الأعداد ،لتزيد عدد الوحدات الموالية للنظام الملكي
وبعد صراعات واحداث متتالية استتب النظام في المملكة الأردنية الهاشمية . وفي أبريل1957،سافر الملك حسين إلى جدة لتقديم الشكر إلى الملك سعود على المساعدة التي قدمها له أثناء الأزمة العصيبة في بلده.
فماذا كان ليجري لو لم تصل التعزيزات السعودية في الوقت المناسب لإنقاذ عرشه ..
وهناك وضع الرجال نص البيان الذي سوف يشرح للعالم العربي مغزى لقائهما السري السابق، وهذا البيان ينص على :
١- العمل على تأمين الاستقلال التام والسيادة الكاملة لكل بلد عربي.
٢-تقوية التعاون العسكري بين الدول الأربع للدفاع ضد العدوان المشترك.
٣- عدم الدخول في الأحلاف الأجنبية.
٤-مساعدة الدول العربية الرازحة تحت الاستعمار على نيل حقها واستكمال حريتها.
الإخلاص الكامل للجامعة العربية وميثاقها ومبادئها والعمل على تدعيمها،
وإن العاهلين يؤكدان أنهما مرتبطان بهذه السياسة ويريان أن الخروج عليها إنما هو خروج على القومية العربية، مع الاتفاق بينهما على أن ما حدث في الأردن إنما هو من الشؤون الداخلية للأردن.
وفي يونيو١٩٥٧ وصل الملك سعود إلى عمان فاستقبله الملك حسين بحفاوة منقطعة النظير وحياه الشعب الأردني
،فاستعرض العاهلان عرض عسكري للجيش الأردني وتبادلا الهدايا
فأهدى الملك سعود نظيره ٣ سيارات كاديلاك و٣ كرايزلر و٣ باكارد.
وقدم الملك حسين إلى ضيفه جوادا عربيا أصيلا وقلده وسام النهضة.. ثم أصدرا بيانا مشتركا أثبت ماسبقه من بيانات ومواثيق بين البلدين.
وفي نادي الضباط حيث أقيمت حفلة على شرف الملك سعود،ألقى الملك حسين خطابا قال فيه:
«إخواني إني بهذه المناسبة أقر بأن أخي جلالة الملك سعود،أجل، أخي جلالة الملك سعود هو الذي انقذنا من المؤامرة التي نفذت ضدنا»
ووجه الملك سعود حين مغادرته الأردن الكلمة البليغة الآتية للشعب الأردني:
«حينما أغادر الأردن الشقيق أبعث للشعب الأردني على مختلف طبقاته شكري وامتناني على الشعور الفياض والاستقبال الرائع والحماس الذي قوبلت به أثناء هذه الزيارة أينما حللت وحيثما تجولت في هذه البلد العربي، لقدملأ قلبي ثقة مارأيته من روح التعاون بين الشعب الأردني وحكومته وجيشه وتمسكهم بشد أزر مليكهم في أحلك الأيام راجيا من الله أن يحفظ للاردن وحدته وتضامنه
وإن المخاطر التي تهددالأردن لايمكن التغلب عليها إلا بتماسك الجميع وتعاضدهم في هذه الأوقات العصيبة التي تجتازها الأمة العربية ،وإنه لمايسجل بالفخر والاعتزاز المواقف الرائعة التي وقفها جلالة أخي الملك حسين متكاتفا مع جيشه وشعبه في تعريب الجيش الأردني ثم تحرير الأردن من القيود الأجنبية التي كان مقيدا بها، ومحافظته على خطته في الحفاظ على كيان الأردن واستقلاله،سائلا الله أن يحفظ للأردن وحدته في ظل مليكه».ساهمت جولة الملك سعود في المنطقة الى تهدئة التوترات وعم الهدوء بعض الوقت
يذكر ان امريكا استعرضت قواتها متأخرة في المنطقة الا ان اسطولها لم يضطلع بأي دور يذكر في سحق التمرد و العصيان”.
منقول
المصادر : كتاب
١- الملك سعود ، (مِؤسس الدولة السعودية الحديثة ). تأليف ، سليم واكيم
٢-الملك سعود ، (الشرق في زمن التحولات ) ، تاليف : جاك بينوا ميشان..