أذاعت المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر في المملكة العربية السعودية البيان المشترك لآتي :
" في العاشر والحادي عشر من شهر رمضان سنة 1375هـ ، الموافق العشرين والحادي والعشرين من شهر ابريل (نيسان) سنة 1956م اجتمع في المملكة العربية السعودية جلالة الإمام أحمد ملك المملكة المتوكلية اليمنية ، والسيد الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الحكومة المصرية ، وجلالة الملك سعود الأول ملك المملكة العربية السعودية .
وقد عقدت خلال هذين اليومين عدة اجتماعات ، تم فيها بحث المسائل التي تهم الدول الثلاثة بوجه خاص ، وتتصل بإقرار الأمن والسلام في العالم العربي بوجه عام .
وقد دارت المحادثات والمشاورات بين الرؤساء الثلاثة في جو من الود الخالص والتكاتف الكامل ، وقد حرص الجميع على تمكين أواصر الإخاء والتعاون فيما بين دولهم مستهدفين في ذلك أماني الشعوب العربية في الحرية والكرامة والأمن والسلام.
وقد أسفرت الاجتماعات عن عقد اتفاقية دفاع مشترك ثلاثية ، وقعها الرؤساء الثلاثة ثم إنها أتاحت فرصة مواتية لتبادل الرأي في وضع الخطط العظيمة التي تكفل نمو الروابط الاقتصادية والثقافية والفنية بين الدول الثلاث وتوثيق عرى التعاون بينها في سبيل خير العروبة ورخائها.
ولقد علقت محطة إذاعة مكة المكرمة في الحادي عشر من شهر رمضان 1375هـ - 21 ابريل 1956م ، على توقيع الحلف الثلاثي بين المملكة العربية السعودية ومصر واليمن فقالت :
تم اليوم نصر جديد للعرب , ولقضية العرب ، إذ وُقِعَ في جو ودي أخوي اتفاق ثلاثي جديد يستهدف جمع كلمة العرب ، ورفع مستواهم ، ودفع العدوان عن بلادهم وأراضيهم . ففي تمام الساعة الخامسة صباحاً اجتمع في القصر الملكي في جدة جلالة الملك سعود ، وجلالة الإمام أحمد ، وسيادة الرئيس جمال عبد الناصر تمهيداً لتوقيع الاتفاق المرموق .
وقد استهل جلالة الملك سعود الاجتماع بكلمة قصيرة قال فيها:
" اعتقد إنكم كلكم تشاركونني الفرحة بهذه الفرصة السعيدة التي أتاحت لي الاجتماع بكم ، وان أعز أمانينا في هذه الحياة أن نسعى لما فيه خير العرب والإسلام ، والعمل على التضامن لنكون صفا واحداً لمصلحة القضية العربية .
وبصفتي أخا لكم فأنني أرحب بكم ، في بلادكم ، أجمل ترحيب ، وأدعو الله سبحانه أن يوفقنا جميعا لما فيه مصلحة العرب والإسلام "
وقد أجاب الرئيس جمال عبد الناصر على هذه الكلمة قائلا:
" إنني اشكر جلالتكم على تهيئة هذه الفرصة للاجتماع بكم ، وبجلالة الإمام أحمد ونرجو أن يوفقنا الله لتحقيق ما نسعى إليه من الأهداف ".
وقد أمن جلالة الإمام احمد على هذا الدعاء الصالح ، والرجاء الصادق قائلا : بإذنه تعالى تتحقق لنا الآمال إن شاء الله ".
وبعد ذلك تم توقيع الاتفاق في فيض من الإخاء في الله ، والإخلاص للوطن العربي الواحد .
ولقد رؤي أن يكون هذا الاتفاق شاملا للاتفاق العسكري الثنائي الذي سبق أن عقد بين المملكة العربية السعودية ومصر ، وأن يستعاض عن ذلك بهذا الاتفاق الثلاثي ، بدل أن تعقد اتفاقات ثنائية إضافية بين المملكة العربية السعودية واليمن ، وبين الأخيرة ومصر .
ثم أقبل الأقطاب الثلاثة يهنئون أنفسهم ويهنئ بعضهم بعضا متعاهدين على التضامن في خدمة القضية العربية .
المرجع-الدليل العام للملكة العربية السعودية-1376ه-1957م تاليف عبدالمعين عثمان بشناق