وبينما يتم توسيع الحرم المكي وصلت شكوى إلى الملك تخطره بأن مقام “إبراهيم” عليه السلام، وهو حجر يشبه المكعب، يؤدي إلى إعاقة الطائفين وخاصة في الأيام التي يكون فيها الحرم مزدحم مثل أوقات الحج والعمرة في شهر رمضان ولهذا قام بعض العلماء بتقديم أقتراح بأن يتم نقل المقام إلى الخلف بجوار الرواق، ووافق الملك وبالفعل تم أتخاذ إجراءات النقل.
وفي تلك الفترة كان الشيخ “محمد متولي الشعراوي” أستاذًا في كلية الشريعة بمكة المكرمة، وقد علم بأمر نقل المقام من مكانه إلى الخلف قبل الموعد الذي تم تحديده للنقل بخمس أيام، كما قيل له بأن علماء السعودية أستندوا في قرار النقل بسيدنا محمد حيث سبق وأن نقله حيث كان ملاصقا للحرم في بداية الأمر.
فأعترض الشيخ “الشعراوي” بفكرة نقل المقام، حيث رأى بأنها مخالفة للشريعة وقام بالإتصال بالعلماء في المملكة العربية السعودية ومصر ولكنهم قالوا بأن الأمر انتهى وان المكان الجديد للمقام تم الانتهاء منه،فقام بارسال خطاب الى الملك سعود قائلا فيه: “ياجلالة الملك سعود لا يصح ان يتم نقل مقام سيدنا إبراهيم من مكانه حيث انه مكان ومكين وان مكان المقام محدد والحجر الذي صعد عليه أبونا إبراهيم عليه السلام محدد أيضا، لذلك فلا يصح نقله إلى الخلف”.
وروى الشيخ الشعراوي للملك سعود قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء سيل في الحرم وادى الى ازاحة الحجر من مكانه، فقام خليفة المؤمنين باعادته الى نفس المكانه، دون اى تغيير حيث كان من الصحابة من قام بقياس المسافات التي بين الكعبة وبين موقع الحجر، وتم إعادته إلى مكانه من جديد.
وعندما قرا الملك سعود الرسالة قام بدراسة الأمر مرة أخرى مع علماء المملكة العربية السعودية، وعلى الفور قام باصدار قرار بابقاء الحجر فى مكانه، بل وتناقش مع الشعراوى فى قرار التوسعة واخذ بأراءه فى ذلك الامر، حيث قام بهدم المبنى الكبير الذي يحتوى على حجر المقام، وتم وضعه في قبة صغيرة من الزجاج غير قابل للكسر.