مكتبة ولى العهد المعظم بالرياض
هذه الكلمة قالها الأستاذ عبد الله بن حسين بن غانم بمناسبة بناء المكتبة الجديدة :
لم يزل التاريخ يسجل في صفحاته الخالدة جليل المآثر وحميد الفضائل التي يحمل لواء شرف لوائها سيد شباب العروبة ورافع مستوى النهضة العلمية ولى العهد المعظم ما يخلد مجداً مؤثلا يبقى على صفحات الدهور ذكره ، ورمزاً للسيادة تشهد له أَقلام الكتابة ، وبلاغة الخطابة ، حيث عجزها عن تعداد فضائل سموه الكريم ومآثره المجيدة من إصلاحات نافعة ومشاريع خيرية ، غير مكترث بما يقاسيه من مواصلة المتاعب ، مستسهلا مايعترضه من عقبات تُصِّعب الوصول إلى الغاية المنشودة ، فهدفه الوحيد ، وهمته العظيمة ، وديدن مقصودة من غرضه في الحياة هو خدمة شعبه بكل وسيلة تكفل له السعادة والفلاح وعز المستقبل ، من أجل ذلك اهتمامه بتأييد النهضة العلمية وتعضيده الثقافة الأدبية وتشجيعهما مادياًّ وعلمياًّ وأدبياًّ ، مع ما منحه المولى سبحانه من كرم النفس ودماثة الأخلاق والحلم والتواضع والعطف والحنوِّ حتى أشربت القلوب بحبه ، فأرتقي عرشاً من الحب معموراً بصدق الولاء تحفه المهابة ويرمقه الإجلال والإكبار.
لم يزل ولى العهد حفظه الله مقدراً للعلم مشغوفا بحبه معظما أهله بكل إجلال ، فهو بخطواته الميمونة ، وأعماله المباركة يحث على إحياء العلم ورفع مستواه ، وتقوية نهضته بالتعليم . ولم تزل خطوات أفكاره الرشيدة ، وأرائه السديدة ترنو إلى الأوج الأ علا ، فهو دائماً يبحث عن أهم المشاريع وإيمنها خطوة تخطو بالعلم قدما إلى النهوض . ففي يوم من أيام عمره السعيد وساعة من ساعاته الطيبة المباركة كان سموه يبحث مع ثلة من أفاضل العلماء عن شأن العلم وفضله وبذل الأسباب وأعمال الوسائل الممتة إلى رفع مناره ، ويحث على بث الدعاية إلى ذلك إلى أن أبدى سموه فكرته الرشيدة بإنشاء مشروع جليل وتشييد عمل خيري يبقى للأمة نفعه وفضيلة وذخرا في الدارين فعرض سموه في ذلك بأنه عازم على تأسيس مكتبة ضخمة البناء بديعة الشكل حافلة بجميع الكتب الدينية والأدبية والاجتماعية والرياضية ، وسيعتني سموه بتزويدها بالكتب الخطية القيمة النادرة الوجود ، كل ذلك على نفقته الخاصة ، وان يجعلها وقفاً لله في سبيل العلم ، فشكر الحاضرون سموه على هذه الهمة العالية والخطوة الفاضلة ولهجوا بالدعاء له ولجلالة والده العظيم عاهل العروبة والإسلام ، ففي غضون ذلك أصدر أمره الكريم بتنفيذ هذا المشروع الخيري والسعي فيه ، وارتياد موضع صحي لائق للمقصود بمشورة من فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم وأخذ رأيه في ذلك ، فاختير لها موضع بستان قريباً من مساكن طلبة العلم متوسطاً في البلد ونفذت الأعمال اللازمة لشراء هذا الموضع المبارك ، ووضعت الأعمال الهندسية لرسم خارطة المكتبة الممثلة لتفصيلها ، وقام سوق العمل فيها بهمة ونشاط ، فلم تنشب أن اشمخرّ بناؤها ، وما كان إلا بضعة أشهر حتى كمل تشييدها بأبدع فن دقيق وأجمل طراز أنيق ، مكملة بالأنوار الكهربائية ومكيفات الهواء والحمامات الحديثة وكل ما يحتاج إليه من أسباب الراحة ، فتمثلت برونق يحاكى صفاء لونه صفاء السماء ، وازدهار سناء يضاهي سناء الشمس بالضحى ، إذا كرر النظر إلى مظهر جمالها ، ولمحات جلالها خيل إليها أنها صيغت من ضياء ، وإذا تأمل إتقان وضعها ، وبهاء حسنها ، ولطافة شكلها ، رأى من محاسن المناظر ما يجلو الأبصار ويمتع الألحاظ ، ويزيد النفس ابتهاجاً ومسرة ، فلله درُّ راسم شكلها كيف تصور وضعها ، وحافظ رسمها وأتقن صنعها ، حتى برزت في غاية من الكمال ، متجلية بحسنها لعشاقها ، مائسة فخراً وإعجاباً بقبول خطابها ، تنادى حيَّهلا رجال العلم والعرفان ، هذه هي المكتبة التي يقدمها أمير العلماء ، وعالم الأمراء سعود السعادة ، ولى العهد المعظم إلى رجال العلم والأدب والتي سيبقي نفعها ما عمر الكون وتعاقب الملوان ، و ماهي إلا لمحة من لمحات بره ، وحسنة من آلاء فضله ، الذي يبذله في خدمة العلم ورفع مستواه ، كما أنه باذل نفسه وماله وكريم أعلاقه ضحية في إعلاء كلمة الله ونصر دينه.
النهضة الأدبية بنجد - تجميع وترتيب حسن محمد محمود الشنقيطى – الجزء الأول.
هذه الكلمة قالها الأستاذ عبد الله بن حسين بن غانم بمناسبة بناء المكتبة الجديدة :
لم يزل التاريخ يسجل في صفحاته الخالدة جليل المآثر وحميد الفضائل التي يحمل لواء شرف لوائها سيد شباب العروبة ورافع مستوى النهضة العلمية ولى العهد المعظم ما يخلد مجداً مؤثلا يبقى على صفحات الدهور ذكره ، ورمزاً للسيادة تشهد له أَقلام الكتابة ، وبلاغة الخطابة ، حيث عجزها عن تعداد فضائل سموه الكريم ومآثره المجيدة من إصلاحات نافعة ومشاريع خيرية ، غير مكترث بما يقاسيه من مواصلة المتاعب ، مستسهلا مايعترضه من عقبات تُصِّعب الوصول إلى الغاية المنشودة ، فهدفه الوحيد ، وهمته العظيمة ، وديدن مقصودة من غرضه في الحياة هو خدمة شعبه بكل وسيلة تكفل له السعادة والفلاح وعز المستقبل ، من أجل ذلك اهتمامه بتأييد النهضة العلمية وتعضيده الثقافة الأدبية وتشجيعهما مادياًّ وعلمياًّ وأدبياًّ ، مع ما منحه المولى سبحانه من كرم النفس ودماثة الأخلاق والحلم والتواضع والعطف والحنوِّ حتى أشربت القلوب بحبه ، فأرتقي عرشاً من الحب معموراً بصدق الولاء تحفه المهابة ويرمقه الإجلال والإكبار.
لم يزل ولى العهد حفظه الله مقدراً للعلم مشغوفا بحبه معظما أهله بكل إجلال ، فهو بخطواته الميمونة ، وأعماله المباركة يحث على إحياء العلم ورفع مستواه ، وتقوية نهضته بالتعليم . ولم تزل خطوات أفكاره الرشيدة ، وأرائه السديدة ترنو إلى الأوج الأ علا ، فهو دائماً يبحث عن أهم المشاريع وإيمنها خطوة تخطو بالعلم قدما إلى النهوض . ففي يوم من أيام عمره السعيد وساعة من ساعاته الطيبة المباركة كان سموه يبحث مع ثلة من أفاضل العلماء عن شأن العلم وفضله وبذل الأسباب وأعمال الوسائل الممتة إلى رفع مناره ، ويحث على بث الدعاية إلى ذلك إلى أن أبدى سموه فكرته الرشيدة بإنشاء مشروع جليل وتشييد عمل خيري يبقى للأمة نفعه وفضيلة وذخرا في الدارين فعرض سموه في ذلك بأنه عازم على تأسيس مكتبة ضخمة البناء بديعة الشكل حافلة بجميع الكتب الدينية والأدبية والاجتماعية والرياضية ، وسيعتني سموه بتزويدها بالكتب الخطية القيمة النادرة الوجود ، كل ذلك على نفقته الخاصة ، وان يجعلها وقفاً لله في سبيل العلم ، فشكر الحاضرون سموه على هذه الهمة العالية والخطوة الفاضلة ولهجوا بالدعاء له ولجلالة والده العظيم عاهل العروبة والإسلام ، ففي غضون ذلك أصدر أمره الكريم بتنفيذ هذا المشروع الخيري والسعي فيه ، وارتياد موضع صحي لائق للمقصود بمشورة من فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم وأخذ رأيه في ذلك ، فاختير لها موضع بستان قريباً من مساكن طلبة العلم متوسطاً في البلد ونفذت الأعمال اللازمة لشراء هذا الموضع المبارك ، ووضعت الأعمال الهندسية لرسم خارطة المكتبة الممثلة لتفصيلها ، وقام سوق العمل فيها بهمة ونشاط ، فلم تنشب أن اشمخرّ بناؤها ، وما كان إلا بضعة أشهر حتى كمل تشييدها بأبدع فن دقيق وأجمل طراز أنيق ، مكملة بالأنوار الكهربائية ومكيفات الهواء والحمامات الحديثة وكل ما يحتاج إليه من أسباب الراحة ، فتمثلت برونق يحاكى صفاء لونه صفاء السماء ، وازدهار سناء يضاهي سناء الشمس بالضحى ، إذا كرر النظر إلى مظهر جمالها ، ولمحات جلالها خيل إليها أنها صيغت من ضياء ، وإذا تأمل إتقان وضعها ، وبهاء حسنها ، ولطافة شكلها ، رأى من محاسن المناظر ما يجلو الأبصار ويمتع الألحاظ ، ويزيد النفس ابتهاجاً ومسرة ، فلله درُّ راسم شكلها كيف تصور وضعها ، وحافظ رسمها وأتقن صنعها ، حتى برزت في غاية من الكمال ، متجلية بحسنها لعشاقها ، مائسة فخراً وإعجاباً بقبول خطابها ، تنادى حيَّهلا رجال العلم والعرفان ، هذه هي المكتبة التي يقدمها أمير العلماء ، وعالم الأمراء سعود السعادة ، ولى العهد المعظم إلى رجال العلم والأدب والتي سيبقي نفعها ما عمر الكون وتعاقب الملوان ، و ماهي إلا لمحة من لمحات بره ، وحسنة من آلاء فضله ، الذي يبذله في خدمة العلم ورفع مستواه ، كما أنه باذل نفسه وماله وكريم أعلاقه ضحية في إعلاء كلمة الله ونصر دينه.
النهضة الأدبية بنجد - تجميع وترتيب حسن محمد محمود الشنقيطى – الجزء الأول.