رسالة من الملك عبدالعزيز بعد محاولة الإغتيال

 
تُعد قضية محاولة قتل الملك عبد العزيز وهو يطوف بأطهر بقعة على وجه هذه البسيطة وملابساتها من الأشياء الجديرة بالمتابعة والعرض وإن كان هذا نشر في وقته وقالت عنه جريدة أم القرى ما قالت إلا إننا بعرضنا لها هنا ليس الهدف منه اجترار الماضي ونبش أحداثه ، إنما هدفنا ويعلم الله أن نستشعر منهج هذا القائد وأنه وجد في عصر لوحق لنا أن نصفه بأنه عصر ليس بعصره ، بل يذكرنا بسيرة السلف عندما تحيط بهم المداهمات وتنتابهم المصائب ، ومع ذلك نجدهم صابرين غير عابثين بهذه الفانية ، وخير مثال على ذلك كما أسلفنا هي تلك الحادثة التي تعرض لها الملك عبد العزيز وهو يطوف بالبيت العتيق . ومما دعاني إلى إعادة الكتابة عنها هو أن الملك عبد العزيز يرحمه الله كان كثيراً ما يذكر هذه الحادثة ليعلم منها ويذكر بها فضل الله عليه وأنه لو لم يلطف الله به لما كان ما كان ، كما أن الملك عبد العزيز يعد الحادثة أكثر من إرسال تفاصيلها إلى أكثر ممن كان يسأل عنه ويطمئن عليه من علماء الداخل وعلماء وسياسي الخارج ، ثم إنه وقعت تحت أنظارنا عند بعض الأحبة هذه الوثيقة التي يذكر فيها الملك تلك الحادثة ، بشيء من التفصيل وبلغة الواثق من نصر الله ، ولعل هذا هو ما كان يعلمه الله منه ، لذلك مكنه الله سبحانه وتعالى من قلوب العباد قبل رقابهم وهذا فضل الله يعطيه من يشاء من عباده رحمه الله والمسلمين أجمعين .
 
ونص هذه الرسالة التي كانت خلواً من التاريخ إنما الذي يظهر منها أنها من الرسائل التي عادة ما تلحق برسائل أصليه أو تكون نقلت من رسالة أو وثيقة أصلية .
 
" نحمد الله الذي أخزى أعداءه في كل وموقف وأفسد كل تدبير لهم وآخر ذلك أنه عندما كنا نطوف طواف الإفاضة الساعة الواحدة فجراً من صباح يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة وبينما نحن في الشوط الرابع عند الحجر الأسود تقدمنا شخص معه خنجر وهم بطعننا وكذلك كان اثنان آخرين من الخلف يحملان الخناجر فالتقط الابن سعود الرجل الأمامي ليرمي به بعيداً فعاجله أحد رجال حرسنا الرجل برمية بندقية فقتله وهمّ أحد النفرين الذين كانا في الوراء بطعن الابن سعود ولكن أصيب برصاصه من الحرس فقتل وكذلك قتل الشخص الثالث وثبت أن هؤلاء الفاعلين من زيود اليمن ، والتحقيق جاري لمعرفة أسباب الحادثة والدافعين له ، فنحمده تعالى أن جعل كيد أهل الكيد في نحورهم و أتممنا الطواف وكأن الحادث لم يقع ونحن بفضل الله بكل خير وعافيه واستقبلنا وفود المهنئة بالعيد السعيد كجاري العادة " .
 
عبد العزيز
 
____________________________________________________________________________
 
المرجع الأستاذ /عبد الله منيف

الأستاذ /عبد الله منيف