برقية جلالة الملك رقم 275 تاريخ 18 محرم سنة 1352هـ
الابن سعود ..
"لقد أحطت علما بما ذكرت ، أما من قبل ولاية العهد فأرجو من الله أن يوفقك للخير تفهم إننا نحن الناس جميعا ما نعز أحداً ولا نذل أحداً ، إنما المعز والمذل هو الله سبحانه وتعالى ، ومن التجأ إليه نجا ، ومن أغتر بغيره ( عياذاً بالله ) وقع وهلك موقفك اليوم غير موقفك بالأمس ،ينبغي أن تعقد نيتك على ثلاثة أمور:-
أولاً: نية صالحة وعزم على أن تكون حياتك وأن يكون دينك إعلاء كلمة التوحيد ونصر دين الله ، وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتاً خاصة لعبادة الله والتضرع بين يديه في أوقات فراغك ،تعبد الله في الرخاء تجده في الشدة ، وعليك بالحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الأمر وصدق في العزيمة ، ولا يصلح مع الله سبحانه وتعالىإلا الصدق ، وإلا العمل الخفي الذي بين المرء وربه.
ثانياً: عليك أن تجد وتجتهد في النظر في شؤون الذين سيوليك الله أمرهم بالنصح سراً وعلانية ، والعدل في الحب والبغض ، وتحكيم هذه الشريعة في الدقيق والجليل والقيام بخدمتها باطنا وظاهراً ، وينبغي أن لا تأخذك في الله لومة لائم .
ثالثاً: عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة ، وفي أمر أسرتك خاصة ، اجعل كبيرهم والداً ومتوسطهم أخا ، وصغيرهم ولداً ، أرهن نفسك لرضاهم وأدمج زلتهم وأقل عثرتهم ، وأنصح لهم ، واقض لوازمهم بقدر إمكانك ، فإذا فهمت وصيتي هذه ولازمت الصدق والإخلاص في العمل فأبشر بالخير.
أوصيك بعلماء المسلمين خيراً ، احرص على توقيرهم ومجالستهم وأخذ نصيحتهم ، واحرص على تعليم العلم ، لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم ، ومعرفة هذه العقيدة ، احفظ الله يحفظك.
هذه مقدمة نصيحتي إليك ، والباقي يصلك إن شاء الله في غير هذا ، سيبايعك الناس في الحجاز يوم الإثنين وسيقبل البيعة عنك أخوك فيصل ، وسيصل إليك هو وأفراد الأسرة لتبليغك ببيعة أهل الحجاز ، وليبايعوك عن أنفسهم .
وأرجو من الله أن يوفقك للخير."
عبد العزيز
الابن سعود ..
"لقد أحطت علما بما ذكرت ، أما من قبل ولاية العهد فأرجو من الله أن يوفقك للخير تفهم إننا نحن الناس جميعا ما نعز أحداً ولا نذل أحداً ، إنما المعز والمذل هو الله سبحانه وتعالى ، ومن التجأ إليه نجا ، ومن أغتر بغيره ( عياذاً بالله ) وقع وهلك موقفك اليوم غير موقفك بالأمس ،ينبغي أن تعقد نيتك على ثلاثة أمور:-
أولاً: نية صالحة وعزم على أن تكون حياتك وأن يكون دينك إعلاء كلمة التوحيد ونصر دين الله ، وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتاً خاصة لعبادة الله والتضرع بين يديه في أوقات فراغك ،تعبد الله في الرخاء تجده في الشدة ، وعليك بالحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الأمر وصدق في العزيمة ، ولا يصلح مع الله سبحانه وتعالىإلا الصدق ، وإلا العمل الخفي الذي بين المرء وربه.
ثانياً: عليك أن تجد وتجتهد في النظر في شؤون الذين سيوليك الله أمرهم بالنصح سراً وعلانية ، والعدل في الحب والبغض ، وتحكيم هذه الشريعة في الدقيق والجليل والقيام بخدمتها باطنا وظاهراً ، وينبغي أن لا تأخذك في الله لومة لائم .
ثالثاً: عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة ، وفي أمر أسرتك خاصة ، اجعل كبيرهم والداً ومتوسطهم أخا ، وصغيرهم ولداً ، أرهن نفسك لرضاهم وأدمج زلتهم وأقل عثرتهم ، وأنصح لهم ، واقض لوازمهم بقدر إمكانك ، فإذا فهمت وصيتي هذه ولازمت الصدق والإخلاص في العمل فأبشر بالخير.
أوصيك بعلماء المسلمين خيراً ، احرص على توقيرهم ومجالستهم وأخذ نصيحتهم ، واحرص على تعليم العلم ، لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم ، ومعرفة هذه العقيدة ، احفظ الله يحفظك.
هذه مقدمة نصيحتي إليك ، والباقي يصلك إن شاء الله في غير هذا ، سيبايعك الناس في الحجاز يوم الإثنين وسيقبل البيعة عنك أخوك فيصل ، وسيصل إليك هو وأفراد الأسرة لتبليغك ببيعة أهل الحجاز ، وليبايعوك عن أنفسهم .
وأرجو من الله أن يوفقك للخير."
عبد العزيز