وفي سبيل التضامن العربي ، اجتمع ولي العهد الأمير سعود ، بالنيابة عن والده ، في مؤتمر حضره ملوك ورؤساء الدول العربية ، للتشاور والبحث في إيجاد حل لقضية فلسطين وباقي القضايا العربية و ذلك في مدينة أنشاص القريبة من القاهرة في ٢٨ و٢٩ مايو سنة ١٩٤٦ م. وقد أصدر المجتمعون وقتها بياناً تاريخياً على الأمة العربية، رأينا أن من الضرورة وضعه هنا ليطلّع القارئ على الجهود التي كان يبذلها جلالته في سبيل كافة القضايا العربية، ومن أهمها قضية فلسطين.
البيان التاريخي
" تشاور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو رؤساء دول الجامعة العربية ممثلين بأشخاصهم أو بوكلائهم في المؤتمر الخاص الذي عقد في زهراء أنشاص يومي ٢٨ و٢٩ مايو سنة ١٩٤٦م بدعوة من حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق ملك مصر وصاحب بلاد النوبة والسودان وكردفان ودارفور.
وقد حضر حضرة صاحب الفخامة السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية ، وحضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله ملك شرقي الأردن ، وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الاله الوصي على عرش العراق ، وحضرة صاحب الفخامة الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية ، وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية ، وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير سيف الإسلام عبد الله نجل الإمام يحي ملك اليمن.
وبعد المداولة في المسائل العامة والخاصة بالشؤون العربية ، وجدوا أنفسهم متفقين تمام الاتفاق على أن البلاد العربية المشتركة في جامعة دولهم ترغب رغبة أكيدة في السلم الدائم بينها وبين جميع دول العالم ، وأن عليها بذل كل ما تستطيع في سبيل تأييد السلم ، وأنهم يرون أن من أعظم الوسائل إلى ذلك ، التعاون الصادق مع هيئة الأمم المتحدة وتقويتها واحترامها وتنمية الثقة بها .
ثم تداولوا في قضية فلسطين من شتى نواحيها فرأوا أن قضيتها ليست قضية خاصة بعرب فلسطين وحدهم ، بل هي قضية العرب جميعاً ، وأن فلسطين عربية يتحتم على دول العرب وشعوبها صيانة عروبتها وأنه ليس في إمكان هذه الدول أن توافق بوجه من الوجوه على أية هجرة جديدة ، ويعتبرون ذلك نقضا صريحا للكتاب الأبيض الذي ارتبط به الشرف البريطاني . ولهم عظيم الأمل إلا يعكر صفو علائق المودة القائمة بين الدول والشعوب العربية من جهة والدولتين الديمقراطيتين الصديقتين من جهة أخرى أي تشبث من جانبها يرمي إلى إقرار تدابير ماسة بحقوق عرب فلسطين حرصا منهم على دوام هذه الصداقة وتفاديا لرد فعل ينشأ بسبب ذلك ويفضي إلى اضطرا بات قد يكون لها أسوا الأثر في السلم العام.
أما فيما رأوا زيادة على ذلك فقد كلفوا الأمين العام لجامعة الدول العربية أن يحمل إلى مجلس الجامعة نتائج أبحاثهم ومداولاتهم وتوجيهاتهم في هذا الشأن ليتخذ أفضل الوسائل لصيانة مستقبل هذا الوطن العزيز على قلوب العرب أجمعين .
ثم تناولوا بالبحث مسألة طرابلس وبرقة ووجدوا أنفسهم متفقين تمام الاتفاق على أن استقلال هذه البلاد أمر طبيعي وعادل وأن حكوماتهم متفقة على ضرورته لأمن مصر والبلاد العربية ، وأن على جامعة الدول العربية التي قضى ميثاقها برعاية شؤون العرب ومصالحهم أن تهيْء الأسباب لهذا الاستقلال وأن تتعهده في بادئ الأمر بالرعاية اللازمة لظهور حكومة عربية في تلك البلاد ومعاونتها أدبيا وماديا حتى تستطيع النهوض بمسؤوليتها داخلا وخارجا كعضو من أعضاء جامعة الدول العربية .
ثم إقترح بعض أعضاء المؤتمر التشاور في المسألة المصرية ، فبعد المداولة وجدوا أنفسهم متفقين على تحقيق مطالب مصر القومية واستكمال سيادتها وجلاء القوات البريطانية عنها أمر لا بد منه ، وان قضية مصر قضية عامة لهم وهم يؤيدون مطالبها الحقة ويسندونها بكل ما في استطاعتهم . وقد سرهم ما سارعت إليه الحكومة البريطانية في تصريحها الذي ألقاه المستر اتلي رئيس وزرائها في مجلس العموم بتاريخ ٧ مايو الذي أعلن فيه عزم حكومته على سحب قواتها البرية والبحرية والجوية من الأراضي المصرية ، مما كان له أحسن الأثر في نفوسهم ونفوس حكوماتهم وشعوبهم والذي يأملون أن تستفتح به الحكومة البريطانية عهداً جديداً في علاقاتها مع مصر الشقيقة ، تلك العلاقات التي يرجون أن تقام على أمتن أسس الصداقة والثقة بين دولتين متساويتين . وهم يعلمون أن في هذه الصداقة والثقة أكبر أسباب الاستقرار والسلام في هذه الناحية من العالم .
____________________________________________________________________________
البيان التاريخي
" تشاور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو رؤساء دول الجامعة العربية ممثلين بأشخاصهم أو بوكلائهم في المؤتمر الخاص الذي عقد في زهراء أنشاص يومي ٢٨ و٢٩ مايو سنة ١٩٤٦م بدعوة من حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق ملك مصر وصاحب بلاد النوبة والسودان وكردفان ودارفور.
وقد حضر حضرة صاحب الفخامة السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية ، وحضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله ملك شرقي الأردن ، وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الاله الوصي على عرش العراق ، وحضرة صاحب الفخامة الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية ، وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية ، وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير سيف الإسلام عبد الله نجل الإمام يحي ملك اليمن.
وبعد المداولة في المسائل العامة والخاصة بالشؤون العربية ، وجدوا أنفسهم متفقين تمام الاتفاق على أن البلاد العربية المشتركة في جامعة دولهم ترغب رغبة أكيدة في السلم الدائم بينها وبين جميع دول العالم ، وأن عليها بذل كل ما تستطيع في سبيل تأييد السلم ، وأنهم يرون أن من أعظم الوسائل إلى ذلك ، التعاون الصادق مع هيئة الأمم المتحدة وتقويتها واحترامها وتنمية الثقة بها .
ثم تداولوا في قضية فلسطين من شتى نواحيها فرأوا أن قضيتها ليست قضية خاصة بعرب فلسطين وحدهم ، بل هي قضية العرب جميعاً ، وأن فلسطين عربية يتحتم على دول العرب وشعوبها صيانة عروبتها وأنه ليس في إمكان هذه الدول أن توافق بوجه من الوجوه على أية هجرة جديدة ، ويعتبرون ذلك نقضا صريحا للكتاب الأبيض الذي ارتبط به الشرف البريطاني . ولهم عظيم الأمل إلا يعكر صفو علائق المودة القائمة بين الدول والشعوب العربية من جهة والدولتين الديمقراطيتين الصديقتين من جهة أخرى أي تشبث من جانبها يرمي إلى إقرار تدابير ماسة بحقوق عرب فلسطين حرصا منهم على دوام هذه الصداقة وتفاديا لرد فعل ينشأ بسبب ذلك ويفضي إلى اضطرا بات قد يكون لها أسوا الأثر في السلم العام.
أما فيما رأوا زيادة على ذلك فقد كلفوا الأمين العام لجامعة الدول العربية أن يحمل إلى مجلس الجامعة نتائج أبحاثهم ومداولاتهم وتوجيهاتهم في هذا الشأن ليتخذ أفضل الوسائل لصيانة مستقبل هذا الوطن العزيز على قلوب العرب أجمعين .
ثم تناولوا بالبحث مسألة طرابلس وبرقة ووجدوا أنفسهم متفقين تمام الاتفاق على أن استقلال هذه البلاد أمر طبيعي وعادل وأن حكوماتهم متفقة على ضرورته لأمن مصر والبلاد العربية ، وأن على جامعة الدول العربية التي قضى ميثاقها برعاية شؤون العرب ومصالحهم أن تهيْء الأسباب لهذا الاستقلال وأن تتعهده في بادئ الأمر بالرعاية اللازمة لظهور حكومة عربية في تلك البلاد ومعاونتها أدبيا وماديا حتى تستطيع النهوض بمسؤوليتها داخلا وخارجا كعضو من أعضاء جامعة الدول العربية .
ثم إقترح بعض أعضاء المؤتمر التشاور في المسألة المصرية ، فبعد المداولة وجدوا أنفسهم متفقين على تحقيق مطالب مصر القومية واستكمال سيادتها وجلاء القوات البريطانية عنها أمر لا بد منه ، وان قضية مصر قضية عامة لهم وهم يؤيدون مطالبها الحقة ويسندونها بكل ما في استطاعتهم . وقد سرهم ما سارعت إليه الحكومة البريطانية في تصريحها الذي ألقاه المستر اتلي رئيس وزرائها في مجلس العموم بتاريخ ٧ مايو الذي أعلن فيه عزم حكومته على سحب قواتها البرية والبحرية والجوية من الأراضي المصرية ، مما كان له أحسن الأثر في نفوسهم ونفوس حكوماتهم وشعوبهم والذي يأملون أن تستفتح به الحكومة البريطانية عهداً جديداً في علاقاتها مع مصر الشقيقة ، تلك العلاقات التي يرجون أن تقام على أمتن أسس الصداقة والثقة بين دولتين متساويتين . وهم يعلمون أن في هذه الصداقة والثقة أكبر أسباب الاستقرار والسلام في هذه الناحية من العالم .
____________________________________________________________________________
المصدر: الدليل العام للمملكة العربية السعودية
تأليف وإعداد: عبد المعين عثمان بشناق.
تأليف وإعداد: عبد المعين عثمان بشناق.
الدليل العام للمملكة العربية السعودية