(1354هـ- 1358هـ) (1935م – 1939م)
عند تعيين الأمير سعود ولياً للعهد، وبعد نجاح زيارته لمصر رأى الملك عبد العزيز إعطاء ابنه سعود الفرصة للسفر إلى الخارج والتعرف على أحوال الدول الصديقة التي تتعامل معه إلا أن حرب اليمن قد حالت دون تحقيق هذه الرغبة في حينها ، وبعد نتائج حرب اليمن والدور الذي لعبه سعود فيها ومن ثم قراره بعد حادثة الحرم بتزويد سعود بالمزيد من المسؤوليات، شجع الملك عبد العزيز ابنه على السفر إلى أوروبا. وتم إعداد برنامج شامل لزيارة العديد من الدول بما فيها إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وبعض البلدان العربية [1] . وبعد انتهاء الرحلة الأوربية، واصل الأمير سعود رحلته إلى العالم العربي عبر الإسكندرية متوجهاً إلى القدس وشرق الأردن وذلك في عام( 1354هـ أيار 1935م ) والتي عاد منها في آب من تلك السنة إلى جدة. وكان يرافقه في هذه الرحلة وفد يضم فؤاد حمزة والدكتور مدحت شيخ الأرض. أما رحلته إلى الأردن فقد كانت في إطار رغبة والده المعلنة في توطيد العلاقات مع الهاشميين كما عبر عنها الملك عبد العزيز بعد حادث الاعتداء عليه في مكة [2]. وكان استقباله في فلسطين استقبالاً حافلاً حيث صلى في المسجد الأقصى الشريف والمسجد الإبراهيمي في الخليل [3] . ويعتبر أول أمير سعودي يذهب إلى القدس، وقد رافقه في هذه الزيارة فهد ابن كريديس وصالح العلي وخير الدين الزركلي إضافة إلى فؤاد حمزة، ومجموعة من المسئولين في الحجاز.
تذكر المصادر البريطانية السرية أن رحلته إلى أوروبا تكللت بنجاح كبير بفضل أخلاقه الحميدة وشخصيته [4] . وقد ذكرت أيضاً قي تقرير آخر لها أن دوره في الأردن اتسم بالمثالية وحققت هدفين: أولهما تحسين العلاقات مع البيت الهاشمي، وثانيهما توضيح دور المملكة في مساعدة عرب فلسطين في محنتهم [5] .
وفي وقت لا حق وقعت المملكة العربية السعودية في ( 1354هـ 2 نيسان 1936م ) معاهدة أخوة عربية وتحالف مع العراق التي فتحت مجالاً لتقوية العلاقات الدبلوماسية وإنشاء علاقات عسكرية كما شجعت على انضمام دول عربية أخرى إليها، وقد سبقتها معاهدة مماثلة مع اليمن في( 1353هـ934م.)
وفي عام( 1355هـ أيار 1936م)، ولتعزيز هذا التفاهم وترجمته إلى واقع عملي ملموس، قام الأمير سعود بدعوة من الملك غازي بزيارة للعراق رحب فيها العاهل العراقي بسعود ترحيباً حاراً، وحققت هذه الزيارة نتائج إيجابية في توطيد العلاقات العامة بين البلدين. ثم وقّعت المملكة معاهدة أخرى مع مصر اعترفت من خلالها مصر رسمياً بالمملكة العربية السعودية، وعلى أثرها بدأت الحكومة السعودية ابتعاث طلابها وطياريها إلى مصر للدراسة والتدريب.
وقام ولي العهد السعودي بزيارة البحرين في( 13 شوال 1356هـ) ( 15 كانون الأول 1937م ) بهدف تحسين العلاقات المتوترة بينها وبين قطر بسبب مسائل الحدود [6].
وفي عام( 1355هـ 1937م ) أوفد الملك عبد العزيز سعوداً إلى بريطانيا لتمثيله في الاحتفالات الخاصة بتتويج الملك جورج السادس، واجتمع خلالها بالعديد من الزعماء العرب والأجانب، وكانت المناسبة بداية لصداقات متينة مع العديد منهم. وقد استغل وجوده هناك لاستعراض العديد من القضايا الثنائية والعربية, وتلتها زيارة خاصة أخرى إلى بريطانيا في (جمادي الثانية 1357هـ آب 1938م ) مع أخيه محمد ومكثا لمدة شهر وقد ذكرت بعض التعليقات على هذه الزيارة أنه كان لها أهداف سياسة أيضاً [7].
وقد تلتها زيارات أخرى إلى إمارات الخليج حتى بداية إعلان الحرب العالمية الثانية 1358 – 1364هـ ( 1939- 1945م ) . وقد
تميزت هذه الفترة بالاهتمام العالمي بقضايا الحرب دون سواها.
المرجع فهدة بنت سعود
الهوامش
- ^ برقية من الملك عبدالعزيز لأبنه فيصل تاريخ ورودها 17/10/1358
- ^ تقرير من جدة ص. 286
- ^ 1935 CONFIDENTIAL SEPT. FOR PALESTINE , JERUSALEM HIGH COMMISIONNER
- ^ 11.1935 JULY (191) FOREIGN OFFICE REPORT - 636 I,P . V . RULING FAMILIES OF ARABIA
- ^ POLITICAI DIARIES OF THE ARAB WORID, V.V,- ANNUAL REPORT, 1936, FROM BULLARD TO MR. EDEN CONFIDENTIAL P.286 وثائق بريطانية من وزارة الداخلية البريطانية ( 1935).
- ^ RULING FAMIILIES OF ARABIA – POLITICAL AGENCY , BAHRAIN , 25 TH DES. 1937 CONFIDENTIALوثائق بريطانية التقرير السنوي (1936) صز286
- ^ المصدر السابق. ( ص 762 )