الخلافة الإسلامية تنتظر الرؤيا الصادقة
لما إنفرط عقد الخلافة الإسلامية تشتت شمل المسلمين وتفرق جمعهم . وانهارت قواهم ولعبت بهم أيدي المستعمرين واستأ صدت عليهم الذئاب ولم يزالوا حتى الآن دون رابطة تربطهم ولا جامعة تجمعهم .
والآن أخذ الوعي الإسلامي يستيقظ وأخذ المسلون يفكرون في أمورهم ومصيرهم وأخذ كل قطر مسلم يحارب ليتحرر النيل الأجنبي .
وقد عرف المسلمون في كل الدنيا أنهم لابد لهم من قيادة عامة ، توحد كفاحهم وأهدافهم . وقواهم وثقافتهم وتجعل منهم كتلة واحدة تمسك بيدها ميزان السياسة العالمية والأمينة العامة وتستطيع أن ترجحها في الجهة التي تميل إليها .
وهذه القيادة لا يمكن أن تحقق المعنى الصحيح الآ بالخلافة الإسلامية حيث يتولى خليفة المسلمين إدارة دفتها ويسهر على التعرف على أحوال المسلمين في جميع الكرة الأرضية ويعمل لتحسين أحوالهم ورفع مستواهم والانتفاع بمواهبهم والاستفادة من قوتهم ويجمعهم على مائدة واحدة هي كتاب الله وسنة رسوله ويبعثهم بعثا جديدا لا إلحاد فيه ولا طغيان ولا ضعف ولا ذل ولا هوان ولا رعديد ولا خائف ولا جبان يبعثهم بعثا يعيد به سيرة المسلمين الأولى بعثًا يحميهم من العدوان ويقيهم شر الحماية والوصايا والاستعمار.
بعثا: يشد به أزر الخلافة وتشد به الخلافة أزرها.
بعثا: يمزج المسلمين على ما بينهم من أبعاد مزجا ثقافيا... واقتصاديا وأخلاقيا وعسكريا فيكون منهم وحدة لا تنقصم عراها.
ترى : من هذا الشخص الذي ترمقه أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتنتظره الخلافة الإسلامية وتحقق به أهداف الإسلام والمسلمين .
لقد شعر المسلمون في خارج البلاد السعودية بضرورة وجود خليفة للمسلمين ورشحوا لمنصب الخلافة الإسلامية الضخم صاحب الجلالة الملك سعود المعظم . ورددت هذا الصحف العربية السعودية نقلا عما نشرته الصحف الخارجية .
رشحته : لأنه حامي الحرمين الشريفين وخادمهما وحارسهما
رشحته : لأنه الملك الذي يأتمر بأوامر ربه ويلجأ لربه متهجداً في جنح الليل ويقيم شعائر الدين ويحكم بما أنزل الله . ويخافه وبنشره توحيده . ويثبت أركان العدالة .
رشحته : لأنه الملك الذي يهتم بشؤون المسلمين بكل مكان ويعمل على مساعدتهم الأخذ بيدهم وينصرهم ويخف لنجدتهم .
رشحته : تحكم بلاده بالقضاء الشرعي والأحكام الإسلامية ولا تأخذه في الحق وفي أحكام الإسلام لومه لائم .
كان هذا الترشيح في الصحف ورددته بعض محطات الإذاعة ثم تلا هذا ترشيح روحي جديد .
هذا الترشيح الروحي الجديد هو :
•� هذه الرؤيا الصادقة التي رؤيت في مكة المكرمة . وفي سوريا بحماة . وفي شرق الجزيرة بالإحساء التي حملت رسالة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لخادم الحرمين الشريفين وحاميها سعود الأول يمنع الأذى والروائح الكريهة عن حجرته النبوية وعن مسجده الحرام بالمدينة المنورة ، وقد تبلغ جلالته الرسالة وبادر فلبى النداء . وأصدر أمره بإزالة المباني القريبة من الحجرة الشريفة وقدرت أثمان ما سيدفعه جلالته ثمنا للأماكن التي ستزول بمليونين وأربعمائة وستة وخمسون ريال سعودية عدا ما ينفق في إزالة هذه المباني وإصلاح الطرقات التي ستحدث وتحسينها .وأعتقد أن هذا العدد لا يصدر الآ وقد شرع في تنفيذ المشروع .
•� وهذه المصادفة الكريمة التي شاء الله أن تكون وهي حصول ذكرى مولد الرسول العظيم علية الصلاة والسلام وذكرى جلوس حارس الحرمين الشريفين في أسبوع واحد.
هذا الترشيح الإسلامي الذي نشرته الصحف وهذا الترشح الروحي الذي وقع هذه الأيام لم يحصل الآ ليستدعي اهتمام المسلمين ويدعوهم للتفكير ويلفت أنظارهم لرجل الساعة صاحب الجلالة الملك سعود المعظم .
وجريدة المدينة الشعبية تؤيد هذين الترشيحين وتقول عن عقيدة وإيمان أن جلالة الملك سعود هو خليق بهذا المنصب الإسلامي الخطير .
__________________________________________________________________________________________________
المصدر:المدينة
التاريخ: 18 ربيع الأول 1374هـ الموافق : 14 نوفمبر 1954
المدينة