صاحب الجلالة الملك سعود المعظم
( بقلم ) السيد عمر الصالح البرغوثي
( بقلم ) السيد عمر الصالح البرغوثي
قدم عليه – يعني صاحب الجلالة - وفد المقدسات الإسلامية فهش ، وأهتز طرباً وأبتسم فرحاً وعم نفسه البشر ، ثم رحب به لتكليفه بعمل الخير . وبادره بالشكر لتذكيره بعمارة المساجد التي وضع حب صيانتهم أو حمايتهم لمن صغره لتضوع الجود من إراداته وتدفقت الشهامة من أركانه وفاض وقاره بالهيبة والاحتشام وتبرع جلالته بمبلغ مائة ألف دينار لعمارة الصخرة المباركة والمسجد الأقصى وأعرب عن استعداده لتغطية كل ما يحتاجه هذا المشروع من نفقه .
وما عف عن دفع جميع التكاليف من اقتصاد وتوفير وإنماء تضحية منه ليشترك أخوانه المسلمون معه في الأجر والثواب لأن رغبته في الإنعام والسخاء فوق رغبته في الشكر والثناء حتى أن صدره ينشرح للعطاء أكثر من سرور سائله بالعطايا فالسماحة ومكارم الأخلاق معدنه الثمين هذه لفته سامية تذكرنا بنفحات الخلفاء الأولين زاخراً بتاريخ العروبة ألحقه الإسلام الصحيح ومرحباً بالكرم العربي الأصيل وأهلا بشهامة بكر وشيبان أحفاد أبطال ذي قار وبواسل القادسية . الذين نشروا الدين وهدموا الطاغوت وعلموا الناس مكارم الأخلاق .
لقد كفكفت أيها المليك دموع المسجد الأقصى بمحبتك . ونضرت وجه الصخرة المباركة بجودك واحتضنت الآثار الإسلامية بمنّك فحفظت لنا معجزة الدين ومفخرة الدهر وآية بيت المقدس الخالدة فدب فيه الأمل العذب بعد قنوط وأخضر فيه الرجاء الذابل وأيقظت وشائح القربى .
فالجود أشرف ملابس العظماء وأجمل حلل الملوك والأمراء وأجلب الحمد وادفع الذل وقد قال الشاعر :
من يفعل الخير لم يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فالكرم أوله شكر وأخره ذكر تعوده المليك السعود ليسقي ذوي الحاجات ويقضي حاجتهم الكثيرة بإشارة لطيفة .
المصدر:الجهاد
التاريخ: 12شوال 1 373هـ الموافق 14يونيو 1954م
الجهاد