مقال للدكتورة بنت الشاطئ
كتب جديدة عن شبل الجزيرة
اليوم ومصر تحتفل بضيفها العظيم ، وتبارك هذه المناسبة الغراء التي تؤكد ما بين مصر والجزيرة من خالص الود ووثيق الصلات...
اليوم ومصر ترى في شخص العاهل العربي صورة مشرقة من صور الجزيرة الغالية ، التي ترنو إليها أبصارنا ، وتهفو لها أرواحنا ، وتتعلق بها قلوبنا ، ونستقبلها على البعد بوجهنا مع مشرق الشمس وحين الظهيرة ، ووقت العصر ، وساعة الغروب ، وفي الليل قبل أن ننام!.
اليوم ومصر تلمح في ركب العاهل العربي موكباً حاشداً من باهر الرؤى ومجيد الذكريات تتراءى فيه الجزيرة وقد انبثق من غربها شعاع من النور الأسنى ، مبشراً بفجر صادق ينسخ الليل المظلم ، وارتفع صوت الرسول العربي عليه الصلاة والسلام – هاتفاً من جوار البيت العتيق:
" الله أكبر".
فتداعت الأصنام أمام هتفته ، وانتثر حطامها على أرض الجزيرة تحت موطئ الداعي إلى التوحيد ، ثم كانت يقظة واعية أذهلت الدنيا ، وألقت بأزمة العالم إلى أرض المعجزات ، هذه التي قدر لها منذ أربعة عشر قرنا أن تغير بالإسلام تاريخ البشرية ، وتقرر مصائر دول وشعوب وعروش وتيجان ، وحضارات وديانات !!..
واليوم ومصر تستحضر مشهد المعركة الكبرى التي خاضها العاهل الراحل : " عبد العزيز آل سعود " ضد الرجعية المرهوبة ، والجمود الميت ، والعزلة التي بنت الأسوار حول الصحراء ، وأقامت عليها حراساً غلاظاً أشداء ، فما انتهت المعركة إلا وموجة الحياة الجديدة تنطلق من نجد وتكتسح أمامها ركام الرجعية وحطام الأسوار ، فتهيء الجزيرة للثورة الهائلة التي أعقبت تدفق سيل الذهب الأسود ، واكتشاف النبع الثمين الذي طوته الصحراء في أحشائها ، واحتفظت به قرونا وآمادا ، مطموراً تحت الحصا والرمال.
اليوم ومصر تمجد ذكرى العاهل الذي مضى ، وتتحدث عن نضاله الشاق الظافر في سبيل البعث ثم تلتفت إلى شبله في ثقة وأمل وإعزاز.
اليوم ، تقدم مكتبة " الأهرام" إلى قرائها كتابين جديدين، كتباً بمناسبة كهذه المناسبة السعيدة وظهرا قبيل زيارة جلالة الملك سعود ، لمصر : أم الدنيا ومهد الحضارة.
ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي ، توجه " شبل الجزيرة " إلى لبنان وسوريا، في زيارة رسمية هدفها توطيد ما بين العرب من وثيق العرى وقديم الصلات ، وجمع كلمة الشعوب في الشرق العربي – وطننا الأكبر – لتلقى العدو المشترك متحدة متآزرة متساندة ، وتواجه معركة صفاً واحداً وبنياناً مرصوصاً ، قد التأمت صدوعه ، وسدت ثغراته ، حتى لا يجد العدو فيه منفذاً ، ولا يرى إليه سبيلاً..
وهزت الزيارة الكريمة مشاعر إخواننا في سوريا ولبنان ، فكان موسم أدبي حافل ، ملأ الصحف والأندية بمقالات الكتاب وقصائد الشعراء وخطب الساسة والقادة ، حتى إذا آب الركب الميمون إلى الجزيرة بقى الصدى القوي يملأ آفاق المشرق ، داعياً إلى التضامن ، مبشراً بالوحدة ، حاثاً على الجهاد.
وهذا هو " الأستاذ فهد المارك " يسجل " صدى زيارة شبل الجزيرة إلى لبنان ، وإلى سوريا " في كتابين نشرتهما " المطبعة الهاشمية " بدمشق وأهداهما الأستاذ فهد " إلى المختصين لوحدة العروبة والإسلام ".
" جريدة الأهرام "
يوم الإثنين 17 رجب1373 هـ - 22 مارس 1954م
\" جريدة الأهرام \"