مقال عبد الله الصالح الرشيد

مقال عبد الله الصالح الرشيد

ما ذكرته عن الملك سعود تؤكده أعماله الخيرة

في زاويته من وحي الوطن وضع الأستاذ محمد عبد الله الحميد النقاط على الحروف على بعض القضايا الاجتماعية الهامة التي تتعلق بمستقبل الوطن وراحة المواطنين.

ففي العدد 1206 جال قلمه وبسط باختصار الحديث عن خمسة موضوعات حيوية بأسلوب ما قل ودل لا أستطيع في هذه العجالة وفي هذا الحيز المحدود التعقيب عليها جميعها، ولكن في فقرته الأولى ألمح باقتضاب إلى الدور التاريخي الذي قام به الملك سعود رحمه الله في خدمة دينه ووطنه وشعبه وقضايا أمته العربية أثناء تولية الحكم بمسلسل هذه الشجرة المباركة وما شهدته البلاد في عهده من رخاء

وازدهار حيث كان يأمر بالمشروع الحضاري والتنموي في أي جزء بالمملكة ولم تمض سوى شهور قليلة إلا ونرى المشروع قد شمخ ومن ثم بدأ يعطى ثماره اليانعة بفضل متابعته

الجادة له وحرصه الشديد على سرعة تنفيذه .

أما حدبه وعطفه وإنسانيته وتواضعه فهذا سيظل مضرب المثل في الوفاء والكمال والقدوة الحسنة ... أذكر منها على سبيل المثال أحد المواقف التي لن أنساها فأثناء جولاته التفقدية في أنحاء البلاد زار محافظة الرس بالقصيم عام 1379هـ وكنت
مع مجموعة من المعلمين الشباب نملك دراجات نارية هي وسيلتنا الوحيدة للذهاب إلى مدارسنا.

وقد اتفقنا قبيل الزيارة على أن نشكل بدراجاتنا كوكبة تحيط بموكبه أثناء تنقلاته بالمحافظة وتوابعها وكان رحمه الله عندما يحل الظلام يأمر باستئجار شاحنة كبيرة لتحميل دراجاتنا رحمة بنا وشفقة علينا من السير ليلا حيث ندرة الكهرباء في الأرياف في تلك الحقبة وبينما نحن عائدون برفقته بعد مغرب ذات يوم من بلدة الشنانة عائدا إلى مقر إقامته في الرس أوقف موكبه في الطريق وطلب حضورنا وكنا عشرة معلمين فأعطانا مكافأة مادية مع ساعة يد ثمينة وشكرنا فرداً فرداً ... وكان كعادته عند جولاته عندما يمر بصاحب خيمة في الطريق يقف عنده ويتناول فنجالا من القهوة وينفحه بما قسم الله ويواصل مسيرته غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الوطن والأمة أحسن الجزاء ... ومن هنا أعود إلى نقطة أخرى أشار إليها الأستاذ الحميد وهي حول توصيات ملتقى الحوار الثاني بمكة المكرمة وما أقترحه من أن تكون جلسات الملتقيات القادمة مفتوحة للرأي العام وأن تعطى الفرصة فيها لشخصيات أخرى تنتظر دورها ومكانها على طاولة المشاركة في الحوار وإبداء الرأي في كل ما يحقق لهذا الوطن مزيداً من العزة والمتعة والخير والازدهار والاستقرار ... وهذا الاقتراح اعتبره في الصميم وهو بالتأكيد لن يغيب عن فطنة واهتمام المسؤولين.
عبد الله الصالح الرشيد




مدير عام تعليم سابق - الرس

جريدة الوطن -27-1 2004—5 ذو الحجة 2004 –عدد (1215)

جريدة الوطن