الملك الإنسان الأب العطوف

وبحكم عملي مدير عام – لمكتب معالي رئيس ديوان المظالم – ولكون الديوان يشغل منذ عدة سنوات – قصر جلالة الملك سعود – المعروف باسمه



وبحكم عملي مدير عام – لمكتب معالي رئيس ديوان المظالم – ولكون الديوان يشغل منذ عدة سنوات – قصر جلالة الملك سعود – المعروف باسمه . وبقصر الحمراء في حي المربع يأتي إلي الديوان المئات من المراجعين الذين ما أن يدخلوا إلى المكتب للمراجعة أو السلام على رئيس الديوان يجهشون بالبكاء ويرفعون أكف الضراعة إلى الله جل وعلا بالدعاء للملك سعود والرحم عليه وبخاصة كبار السن , وقد روى لي أكثر من ثلاثة مواطنين من كبار السن أن آلاف الأسر في كثير من أحياء الرياض وقراها وهجرها كانوا يتسلمون قبل دخول شهر رمضان سنوياً مواد غذائية من أكياس الأرز والطحين والسكر , وقلال وتنك التمر وشاي وهيل وبُن ولم يعلموا أن مصدرها جلالة الملك سعود بعد أن انقطعت عنهم بوفاته ومثل هذا يتم في الإحساء حسبما رواه لي احد وجهاء الإحساء , أنه ملك كريم مفضال عم خيره ونفعه كافة مواطنيه حتي رسخ حبه ومحبته واحترامه في سويداء قلب كل مواطنيه تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه خير الجزاء عن وطنه ومواطنيه وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .



20 / 10 / 1419                            عبد العزيز بن محمد العوشن       






الملك الإنسان الأب العطوف

يتميز الملك سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بإنسانيته الصادقة وعاطفته الجياشة وتحنانه الأبوي وعطفه على مواطنيه فهو يسعى جاهداً ويعمل مشكوراً في سبيل راحتهم وأمنهم وأمانهم وتعليمهم وصحتهم وتأمين حياة معيشية رغدة لهم , ينشد عن فقيرهم فيؤمن له مخصصات نقدية وعينية ويعود مريضهم حتى أنه أطلق عليه ملك القلوب , ومن الأدلة الكثيرة الكثيرة على ذلك أنه عندما زار مدينة تبوك – إمارة المقاطعة الشمالية – وهذا أسمها آنذاك , عندما زارها في عام 1373هـ ضمن زياراته الميمونة لمدن وقرى وهجر المملكة التفقدية أمر معالي أمير المقاطعة الشمالية – الأمير خالد بن أحمد السديري رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته – أمره بتقديم بيانات بالمحتاجين وخصص لهم قواعد سنوية , وفي زيارته لمدينة تيما وقف على بئرها المسمى (هداج) فأمر تغمده الله برحمته واسكنه فردوس جنته بشراء أربع مكائن كبيرة وتركيبها على حسابه أجزل الله مثوبته لرفع الماء من هذه البئر بعد أن عرف معاناة الأهالي من رفع الماء منها بالطريقة البدائية – الدلاء – والغروب – لسقياهم وسقيا مزارعهم ومواشيهم وتصدق على فقرائهم , وفي عام 1374هـ على ما اذكر أمر جلالته جزاه الله خير الجزاء – أمر معالي معالي الأمير مساعد بن أحمد السديري الذي حل محل أخيه خالد بعد نقل خدماته وزيراً لوزارة الزراعة أمره متعه الله بالصحة والعافية بالتوجه إلى مدينة ضبا لتفقد أحوال أهلها وكان من ضمن من تفقدهم أهالي جزيرة تابعة لضبا يسكنها ما يقارب (40) أسرة يعيشون على رزق الله ثم علي صيد السمك وبيعها بالمقايضة – بسكر – وأرز وطحين , وأمرني معاليه – وكنت أحد موظفي الإمارة حينذاك بإعداد برقية عن حال هذه الأسر وحاجتهم وتخصيص مرتبات شهرية لأولياء هذه الأسر  ونقلهم إلى مدينة ضبا ليتمكنوا من تعليم أبنائهم , وأقترح أن يكون المرتب الشهري لري الأسرة ثلاثين ريالاً , وتم رفعها لجلالة الملك سعود وقد وَضَعْتُ سهواً 300 ريالاً بدلاً من ثلاثين ريالاً بزيادة صفر على الثلاثين وجاءت الموافقة السامية الكريمة , وتم تعميد أمين عام مال وجمارك الشمال صالح الوكيل – رحمه الله رحمة واســعة واسكنـــه فسيح





جناته , بدى له أن المبلغ فيه لبس فالموظف في الأمارة والأمارات والمراكز التابعة لها من ضمنها إمارة ضبا – لا يزيد راتب متوسطهم عن 250 ريالاً ومدير عام الأمارة والجمارك لا يتعدى 400 إلي 600 ريالاً شهرياً فرفع معالي الأمير لجلالته مصحح الوضع ومشير ألي أن المرتب المقترح لأولياء هذه الأسر هو ثلاثين ريالاً لا ثلاثمائة ريال فأمر جلالته رحمه الله بصرفها بواقع ثلاثمائة ريال لكل رب أسرة قائل في أمره البرقي الكريم أن المولي جل وعلا هو الذي رزقهم وأعطاهم , وأستمر فعلاً صرفها , وزياراته الميمونة – يعقبها أو تأتي معها بحمد الله وفضله أمطار غزيرة تسيل على أثرها الأودية والشعاب والتلاع ويتبعها الخير والبركة , فتنبت الأراضي وتعشوشب الرياض وتخضر الجبال والصحاري والخروم ويعم الكلأ , فعند زيارته لمدينة تبوك التي كان لا يسكن عجها آنذاك , حتي أنه أصبح يضرب به المثل – مثل عج تبوك – هدأ عجها وسكن مدة إقامته , وتلبدت السماء بالغيوم ثم هطلت الأمطار غزيرة مدرارة بعد معاناة المقاطعة الشمالية من جدب دام أكثر من خمس سنوات , لوم يبق شعيب أو واد إلا وسال ودام عشبه وكلأه سنوات طويلة .

وعلي يديه رحمه الله تطورت المملكة تطوراً لا يضاهيه أي تطور كان أنشأ الآلف المدارس والكليات والمعاهد والجامعة التي سميت باسمه رحمة الله عليه وإنشاء المستشفيات وعلى رأسها المستشفي الذي سمي باسمه عرفاناً لجلالته وكان يستقبل ويعالج أي مريض في جميع منطقة نجد , وأقام مئات السدود المائية , بدء بسد وأدي حنيفة ونمار , ولبن وسدود أخرى في الرياض ونجد والمنطقة الغربية والجنوبية , وأقام شبكات الطرق التي تصل شرق المملكة بغربها وشمالها بجنوبها , وأسس توطين البادية في حرض ووزع عليهم الأراضي الزراعية و وأقام الدارات – الفلل – الفاخرة لموظفي الدولة – في حي الملز و وفي عهده أنشأ الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية , وصناديق الإقراض – العقارية – والزراعية كما تم فتح معهد الإدارة العامة , وتم توسعة الحرمين الشريفين – المكي – والنبوي .







وهذا قليل من كثير بل وفيض من غيص وأعماله الجليلة الخيرة الكبيرة خير شاهد له .

تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عن وطنه ومواطنيه خير الجزاء.

 

                                            المواطن

عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن العوشن

                                                               

(الرياض – الرمز البريدي 11138)

ويروي أن والده الملك عبد العزيز كان يتفاءل به ويقول في ولادة الملك سعود تم فتح الرياض , وبفضل الله ثم فضله حماني الله ثم الملك سعود من خناجر الخونة الغدرة الذين حاولوا قتله في الحرم فتلقي الملك سعود طعناتهم , وأنقذنا الله ثم الملك سعود من جدار في قصر المربع كنا نتفيأ ظلاله بعد أن حملني على وصاح بالجالسين معي محذراً وسقط الجدار بعد ثوان من ابتعادنا عنه حيث رأى أن الجدار على وشك التهادي بسبب العاصفة .                  

عبد العزيز بن محمد العوشن