خطاب الملك سعود
بالمدينة المنورة بمناسبة الانتهاء من عمارة المسجد النبوي الشريف
(أم القرى العدد 1588 في 11 ربيع الأول 1375 الموافق 28 أكتوبر 1955)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله، النور الهادي، وناشر لواء الحق والعدل، والسلام على آله وصحبه، ومن سلك سبيله، ونهج نهجه.
أيها الإخوان، أحييكم خير تحية، وأشكر الله على أن أتاح هذه الفرصة السعيدة التي جمعتنا في خير بقعة، وأفضل مدينة بعد بيت الله الحرام
أيها الإخوان، إن مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، لها في نفوسنا من الحب والحرمة ما لا تقوى عوادي الدهر على النيل منه، فهو حب متصل بالعقيدة والروح، والعقيدة أعز وأقوى ما يملكه الإنسان، لقد اشتد ساعد الإسلام، وانتشر في سائر الآفاق من هذه المدينة المنورة.
يعلم الله ما أصابنا من هلع، حينما بلغ والدي المرحوم أن بعض الأعمدة قد أصابها الوهن، فبادر لساعته باستدعاء الخبراء من المسلمين؛ لبحث الأمر، واستئصاله من جذوره، وكان لي الشرف بوضع الحجر الأساسي، ولقد رأيت، بعد أن توطدت الأمور لديَّ، أن يتسع المسجد؛ ليسع أكبر عدد من المصلين والزائرين، وأحمد الله أن تم كل شيء في عهدي، ويكون لي الشرف العظيم بافتتاحه اليوم بحضور هذا الجمع الذي يمثل المسلمين من مختلف الجهات، وإنه ليضاعف غبطتي وسروري حضور رجال الدين من سائر الأقطار، ومن يمن الطالع أن صادف تاريخ الانتهاء من هذه العمارة والاحتفال بها تاريخ هجرته، صلى الله عليه وسلم، إلى مدينته هذه في شهر ربيع الأول، وإني انتهز هذه المناسبة السعيدة فأزف إلى العالم الإسلامي نبأ مشروعنا في توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة، على هذا التنسيق الجميل وقد ألفت لجنة للإشراف الدائم على تنفيذ هذا المشروع، الذي يهمنا ويهم العالم الإسلامي أجمع، وأسأل الله أن يسدد خطانا في خدمة ديننا، والنهوض ببلادنا إلى المستوى اللائق بمركزها في هذا العالم، إنه سميع مجيب.