بسم الله الرحمن الرحيم
إنه ليطيب لي اليوم، وأنا على أهبة مغادرة هذه البلاد العظيمة، أن أحيي أهل الهند قاطبة تحية الصداقة والوداد، وأن أشكر فخامة رئيس جمهوريتها الحكيم، الدكتور راجندار براساد، وزعيمها الكبير البانديت جواهر لال نهرو، وجميع أعضاء الحكومة المركزية وحكام المقاطعات التي زرتها، ورؤساء وأعضاء وزرائها، وجميع الموظفين الذين اشتركوا في تنفيذ البرامج الدقيقة في الاستقبالات، التي حياني بها وعلى الأخص للوزراء، والموظفين، وضباط الجيش والأمن، الذين رافقوني في هذه الرحلة الميمونة، أشكرهم جميعاً شكراً جزيلاً، وأعلن اغتباطي العظيم، وتقديري الشامل للجماهير الهندية؛ التي تراصت بجموعها الغفيرة أينما حللت، وكلما ظهرت، تحييني بالبشر والحبور الصادر من قلوب مفعمة بالصدق والمحبة. إن الأجيال التي ربطت العرب بالهند، والهنود بالعرب، والجوار الذي أحكم هذا الرباط، وطيب حواشيه، والمصلحة المشتركة، كلها تدفعنا إلى تقوية هذه العلاقات وتوسعتها، وهذا ما سأعمل مع حكومتي على تحقيقه بعون الله، ولقد أثلج صدري، وطمأن بالي ما أكدته لي الحكومة، وما يقره الكثيرون ممن لاقينا من الزعماء، من أن حكومة الهند تسير في تطبيق ما يفرضه عليها الدستور من معاملة جميع الطوائف بالمساواة، وحفظ حقوق المسلمين؛ الذين يبلغ عددهم أربعين مليوناً، وإني أذكر بالإعجاب والتقدير الكفاءة والهمة التي نهضت بالهند منذ استقلالها، في جميع نواحي الحياة، مما جعلها قدوة صالحة في الحقل الصناعي، والتنظيم الإنتاجي في جميع مظاهره، ومن دواعي سروري أن تكون حكومتي وبلادي قد ارتبطت مع هذه البلاد العظيمة في قرارات مؤتمر باندونج؛ التي توخينا بها جميعاً الأمن والاستقرار لبلادنا، والسلام للعالم أجمع، فإلى بلاد الهند العزيزة، وإلى شعبها الطيب الخير أكرر تحيتي وشكري وتقديري.
ام القرى