بيان الملك سعود إلى أبناء شعبه من أهل البادية

بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبدالعزيز آل سعود إلى من يراه من قبائلنا، وأهل الوفادة منهم.
السلام عليكم، ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد: فإن أكبر ما يهمنا هو العمل على ما فيه أمر صلاح دينكم ودنياكم، وغايتنا الوحيدة أن نسعى إلى ما فيه راحتكم، وتخفيف العناء عنكم، وقد اعدتم الوفادة في الرياض في كل سنة؛ لاستلام عوائدكم، وقد رأينا تكليفكم عناء السفر كل سنة مما يشق عليكم، ويجهدكم مالاً وبدناً، ورأينا من مصلحتكم أن تضاعف عوائدكم، وأن نتحمل عنكم مشقة السفر؛ فنكلف هيئات من قبلنا تصلكم إلى هجركم وبلدانكم، وتسلم كل إنسان عادته بيده مضاعفة، بغير أن يتكلف مشاق السفر إلى الرياض. وهذا فضلاً عن توفير عناء السفر عليكم، يساعدكم على الانصراف لما فيه صالحكم، ويعود لما فيه منفعتكم الشخصية، سواء كانت زراعية، أو تنمية مواشيكم؛ كما يوفر علينا الوقت للنظر في صالحكم، وصالح رعية البلاد.
وقد كلفنا هيئة تتوجه لكم بعد الحج، فمن كان في هجرته، وصلته إلى هجرته، ومن كان في بلده، وصلته إلى بلده، ومن كان من أهل البادية، وصلته الهيئات إلى الآبار وقت الزكاة.
ورأفة بحال الرعية، أمرنا بأن كل إنسان له عادية جارية عندنا، فتوفي عن أطفالٍ وأرامل، ستعطى عادته ما يجري اليه مضاعفة لأيتامه، ومن يعول؛ وأمرنا أن ينظر في سكان الهجرة، وأهل البوادي، من ليس لهم عوائد سابقة، ويستحقون هباتنا، أن يجري لهم عوائد أمثالهم؛ ليشمل العطاء كافة المستحقين. وإذا أثبتت الهيئات ذلك، قررناها لكم سنوياً، حيث تصلكم في أماكنكم، إن شاء الله، ومن أجل ذلك، فاعتباراً من أول شهر ذي الحجة 1373 قد أمرنا بإلغاء المناخة إلغاء تاماً؛ الهيئات من أول السنة الجديدة؛ حيث يتناول كل منكم ضعف المعتاد، كما ذكرنا آنفاً. فنسأل الله أن يجعل في هذا خيراً لنا ولكم، وأن ينصر ديننا، ويعلي كلمته، ويوفقنا وإياكم بما يحبه ويرضاه.