إني دعوتكم بمناسبة سفرنا لأطلب إليكم أن تكونوا خير مثال للهدى الذى نرجوه لأمتنا ، وقد عهدتكم أمناء ولله الحمد على واجبكم ، وقد اقتضت الزيادة الملموسة في هذه المنطقة في عدد السكان والحركة والنشاط أن ندعم مرافقنا العامة بها والإدارات الحكومية وفي مقدمتها دوائر الدين ، وثقوا أننا لن ندخر وسعاً في سبيل رفع مستوى شعبنا ، وقد اطلعتم على ما قمنا به أثناء إقامتنا هنا من مشاريع نرجو أن تكون عاملا على تحقيق العدالة الاجتماعية التي نريدها لجميع الأفراد من مختلف طبقات الأمة ، مسترشدين بهدى الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واعلموا أنه أهمّ ما وجهنا إليه ديننا هو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فمن الواجب أن نحرص على تحقيقه والإخلاص في إبلاغه والقيام به في رفق وبالحسن ، وقال حفظه الله :
" إن كتاب الله تعالى هو ديننا ومرجعنا وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام هي دليلنا وفيهما كل ما نحتاجه من تبصر وخير ورشاد ، ونحن من جانبنا سنحرص إن شاء الله كل الحرص على إقامته واتباعه وتحكيمه في كل أمر من الأمور ، وسنهتدي به على توفيق من الله إلى توفير أسباب الخير لأفراد الشعب جميعاً ،وأرجو أن تتعاونوا من جانبكم على إقامة الحق والبر والتقوى ففي الحديث الشريف الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أبرهم بعياله ، وقد هيأ الله لنا فرصة هذا الفضل الكبير فنحب أن تخلصوا وان تتبينوا الحق دائماً فتتبعوه وان تتبينوا السيئ فتجتنبوه وإننا نشكر الله تعالى الذى أمدَّنا بعونه وتوفيقه وهيأنا للخير وهيأ الخير لنا ، وثقوا أن العمل الصالح دائماً هو السبيل القوى إلى النجاح والله تعالى بقوله من عمل صالحاً فلنفسه ، والسيء دائماً عواقبه وخيمة أعاذنا الله وإياكم من كل سيئ ومكروه ،ويجب أن نعمل دائماً على مجاهدة النفس وصرفها عن الشر إلى الخير وهذا هو الجهاد الأكبر لأن النفس أمارة بالسوء إذا تركت تغلبت عليها الشهوات والهوى وهذا هو ما عناه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال بعد عودته عليه الصلاة والسلام من غزوة حنين " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر إلا وهو جهاد النفس " ثم قال سموه: " إن هذا هو سبيلنا وهو ما ندعوكم إليه دائماً والله سبحانه وتعالى سيؤيدنا بروح من عنده ما دامت النوايا طيبة منا فالعبرة دائماً وأبداً بالنية وليست بالأقوال والمظاهر وفي الحديث أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أقوالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، فإذا صلحت النية وكانت حسنة صلحت الأحوال وإن ساءت لا قدر الله ساء المصير " وهنا قال حضرات أصحاب الفضيلة ، : " إن الله تعالى قد قيضكم لنصر دينه ووفقكم لنشر رايته وبث تعاليمه وإقامة حدوده فنلتم رضاءه وتأييده وإننا سنعمل إن شاء الله تعالى وبتوفيقه على تحقيق كل ما يبرأ ذمتنا أمام الله وما نرجو إلا أن نكون دائماً موضع رضاكم ".
فقال حفظه الله : " إننا نأمل فيكم الخير ونثق بأنكم ستقومون بالواجب على الوجه الأكمل وإننا نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للخير وأن يجنبنا الهوى وسوء المصير والله المستعان " .
( جماد الثانية 1372 – 16 نوفمبر 1953 )
الملك سعود أحاديثه وخطبه – بقلم فؤاد شاكر
" إن كتاب الله تعالى هو ديننا ومرجعنا وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام هي دليلنا وفيهما كل ما نحتاجه من تبصر وخير ورشاد ، ونحن من جانبنا سنحرص إن شاء الله كل الحرص على إقامته واتباعه وتحكيمه في كل أمر من الأمور ، وسنهتدي به على توفيق من الله إلى توفير أسباب الخير لأفراد الشعب جميعاً ،وأرجو أن تتعاونوا من جانبكم على إقامة الحق والبر والتقوى ففي الحديث الشريف الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أبرهم بعياله ، وقد هيأ الله لنا فرصة هذا الفضل الكبير فنحب أن تخلصوا وان تتبينوا الحق دائماً فتتبعوه وان تتبينوا السيئ فتجتنبوه وإننا نشكر الله تعالى الذى أمدَّنا بعونه وتوفيقه وهيأنا للخير وهيأ الخير لنا ، وثقوا أن العمل الصالح دائماً هو السبيل القوى إلى النجاح والله تعالى بقوله من عمل صالحاً فلنفسه ، والسيء دائماً عواقبه وخيمة أعاذنا الله وإياكم من كل سيئ ومكروه ،ويجب أن نعمل دائماً على مجاهدة النفس وصرفها عن الشر إلى الخير وهذا هو الجهاد الأكبر لأن النفس أمارة بالسوء إذا تركت تغلبت عليها الشهوات والهوى وهذا هو ما عناه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال بعد عودته عليه الصلاة والسلام من غزوة حنين " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر إلا وهو جهاد النفس " ثم قال سموه: " إن هذا هو سبيلنا وهو ما ندعوكم إليه دائماً والله سبحانه وتعالى سيؤيدنا بروح من عنده ما دامت النوايا طيبة منا فالعبرة دائماً وأبداً بالنية وليست بالأقوال والمظاهر وفي الحديث أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أقوالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، فإذا صلحت النية وكانت حسنة صلحت الأحوال وإن ساءت لا قدر الله ساء المصير " وهنا قال حضرات أصحاب الفضيلة ، : " إن الله تعالى قد قيضكم لنصر دينه ووفقكم لنشر رايته وبث تعاليمه وإقامة حدوده فنلتم رضاءه وتأييده وإننا سنعمل إن شاء الله تعالى وبتوفيقه على تحقيق كل ما يبرأ ذمتنا أمام الله وما نرجو إلا أن نكون دائماً موضع رضاكم ".
فقال حفظه الله : " إننا نأمل فيكم الخير ونثق بأنكم ستقومون بالواجب على الوجه الأكمل وإننا نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للخير وأن يجنبنا الهوى وسوء المصير والله المستعان " .
( جماد الثانية 1372 – 16 نوفمبر 1953 )
الملك سعود أحاديثه وخطبه – بقلم فؤاد شاكر
ادارة الموقع