وبعد فإنا نبارح هذه البقاع المقدسة بقلب مفعم بالمحبة والعطف على شعبنا العزيز الذي لم يدخر وسيلة في إبداء شعور الولاء لعرشنا إلا أظهرها رائعة صادقة ولا أحجم عن تضحية في سبيل المحافظة على كيان أمتنا ولا تردد في الرغبة لرفع مستوى بلادنا وسمعتها وذلك ما يحدو بنا إلى أن نجدد له العهد ونؤكد له الوعد بأنا عازمون على التضحية بكل غال في سبيل النهوض به وببلادنا العزيزة إلى المستوى اللائق بهما في شتى مناحي الحياة الخاصة والعامة الدينية والدنيوية حتى تكثر فيها الخيرات ويعم الرخاء جميع الطبقات ونراها بعون الله وتوفيقه ترفل بحلل من العز والكرامة وتنعم باستقرار وطمأنينة وسلام بين الأمم .
ونرى بهذا الظرف من الواجب المحتم علينا أن نطلب إلى كل مواطن من أبناء شعبنا داخل البلاد وخارجها قريباً كان أو بعيداً كبيراً أو صغيراً أن يضع نصب عينيه ويحرص بين جنبيه على المبدأ الأسمى والغاية المثلى التي ما قامت هذه المملكة إلا على أسسها القويمة ولا يرجى لها الازدهار والمنعة والعلو إلا بالاعتصام بها تلك هي التمسك بمبادئ الدين الحنيف الذي حرم علينا الخبائث وأتاح لنا الطيبات وضمن لنا خير الدنيا ونعيم الآخرة.
وإني بصفتي ولى أمر هذه الأمة المسئول عن حفظ استقلالها وكيانها وعدم تدخل الأجانب في داخليتها والذب عن حيادها والمحافظة على أعراضها وأموالها مطالب من الله بالبيعة التي في عنقي وبما أدين الله فيه بنفسي أن أحرم ما حرم الله وأحل ما أحله الله وأقاتل دون ذلك بحدى وجهدي وأدفعه بلساني وسنانى وأن أصون بعون الله العقيدة الإسلامية من عبث العابثين وفساد المفسدين وأنفذ أحكام الشريعة السمحة بكل ما آتاني الله من حول وطول . وقد نمى إلى أن بعض الغلاة المتطرفة الجهال يرون في التنكب عن هذا الصراط المستقيم خيراً وأن التمسك به والثبات فيه جمود وقد أعماهم الله عن حقائق الأمور فلم يروا أن هذا الملك لم يقم إلا على الدين وأن هذه الأمة لم يلم شعثها ويلتئم صدعها إلا بالدين وأن الأمة العربية كانت في جاهليتها تائهة في بيداء التردي والجهالة والفرقة والضعف حتى منَّ الله عليها بهذا الدين الحنيف فأرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق فظهرت على الأمم ونهضت في شتى شئون الحياة ثم عادت فهزلت وهوت واستعبدت عند ما تخلى الكثير من أبنائها عن هذا الدين الحنيف وعن العقيدة الصحيحة وها نحن اليوم وقد جمع الله شملنا ويسر لنا وسائل المنعة والقوة وفتح لنا أبواب الرزق راح أعداؤنا يستغلون جهل جهالنا وخساسة المتنطعين منا لإفساد عقيدتنا فيأتون ما حرم الله وينتهكون حرمة ما أحل الله ويقدحون في عقيدتنا من هنا وهناك فالي هؤلاء خاصة وإلى جميع أبناء شعبي عامة أوجه قولي وأخص إنذاري بأن في عنقي بيعة إسلامية وعلى أداء واجباتها كاملة غير منقوصة وفي يدي أمانة مباركة وعلىَّ حفظها وللأمة في ذمتي عهد مقدس علىَّ أن أقوم به وكل ذلك يقوم على مبادئ الدين والشريعة السمحة . فمن والانا في ذلك واليناه وعرفنا له حقه وقربناه ومن شذَّ عنا في ذلك واتخذ السفه والجهالة والمروق مركباً فليأذن من الله ثم منا بحرب لا هوادة فيها ولا رحمة فلا نعترف فيها بقربى قريب أو كبر كبير . فمن اختزن جهالته لنفسه في صدره فالله حسبنا عليه وهو نعم الوكيل ومن جهر بالمعصية وجاهر بها فأحكام الشريعة تكفينا شره وحكم الردة معروف والحلال بين والحرام بين والشرع ميزان العدل والعدل أساس الملك وأني عامل إن شاء الله بالحكمة القائلة : " إن من التمس رضاء الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضاء الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس " وأنى أرجو وأعمل لا كتساب رضاء الناس برضاء الله وأعوذ بالله من سخط الله .
وقد اتصل بنا أيضاً أن الكثيرين من الذين نعموا في بحبوحة من العيش بما منَّ الله عليهم به من الرزق يكثرون التردد إلى الخارج فينفقون أموالا طائلة في غير طاعة الله ثم يعودون وقد تزعزعت عقيدتهم وتهلهلت القيم الخلقية العربية في نفوسهم وفي ذلك خطر على مجتمعنا وعقيدتنا وإسراف في أموالنا في حين أنا أحوج ما نكون إلى تقوية سياجنا الديني والخلقي لصد هذه التيارات المتضاربة التي تجتاح عالم اليوم وتكاد تقضى على قيمه الاجتماعية ونحن أيضاً أحوج فأحوج إلى إنفاق أموالنا في إصلاح بلادنا وتأسيس الشركات بأموالنا للقيام بجليل الأعمال النافعة لإنهاضها من كبوتها واستعادة مكانتها من القوة والمتعة والثراء بين الأمم فعلى هؤلاء أن يتقوا الله في أنفسهم وليحذروا مغبة جهالتهم ومن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بلظلام للعبيد على أنا بهذا كله لم نقصد إلى إنقاص شئ مما أحل لنا الله وما أباح لنا الشرع من أطايب الرزق فقد أنعم الله علينا بالكثير من أسبابها وكان حقاً لنا أن نتمتع باقتصاد وإحسان متقين الله في أعمالنا ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) وقد حثنا الله في كتابه العزيز على ارتياد مناهل العلم والتوغل في حكمة كما أمرنا باتخاذ وسائل القوة والمنعه فالعزة لله ورسوله وللمؤمنين ونحن اليوم في بدء نهضة ثقافية تقوم على الأسس الدينية والخلقية الصحيحة ومن واجب كل مواطن أن يبذل فيها استطاعته ويبذل واجبه ، والمجهود الأهلي في هذه الميدان لا تقل أهميته عن المجهود الرسمي والمنشئات الأهلية هي العماد الثاني للثقافة العامة في كل بلد .
فعلى الذين منَّ الله عليهم بالسعة أن يساهموا في هذا المجهود المبرور ليخلدوا ذكرهم في أمتهم ويكتسبوا بذلك رضاء الله وشكر الناس بدلا من إنفاقهم الأموال فيما لا يكسب إلا سخط الله والناس وبلادنا الناهضة في حاجة ماسة إلى جهود جميع أبنائها للبناء والإنشاء لا للهلاك والتخريب ونحن أولى بإعادة مجدنا الغاير الذي قام على ديننا الحنيف لا التخبط في عمايات لا توصل إلا إلى الهاوية.
فسبيلنا هذا سوىّ مبين وصرا طنا قويم مستقيم وقد عاهدنا الله سبحانه على اتباعه والثبات فيه وتعهدنا لأمتنا في البيعة أن نستقيم عليه فمن سار معنا كان له علينا حق الرعاية وحرمة الولاء وقرب الإخاء ومن شذّعنا وصد عن السبيل فلا حق له ولا رعاية ولا ولاء.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل إنكك سميع مجيب .
الملك سعود أحاديثه وخطبه – بقلم فؤاد شاكر
ونرى بهذا الظرف من الواجب المحتم علينا أن نطلب إلى كل مواطن من أبناء شعبنا داخل البلاد وخارجها قريباً كان أو بعيداً كبيراً أو صغيراً أن يضع نصب عينيه ويحرص بين جنبيه على المبدأ الأسمى والغاية المثلى التي ما قامت هذه المملكة إلا على أسسها القويمة ولا يرجى لها الازدهار والمنعة والعلو إلا بالاعتصام بها تلك هي التمسك بمبادئ الدين الحنيف الذي حرم علينا الخبائث وأتاح لنا الطيبات وضمن لنا خير الدنيا ونعيم الآخرة.
وإني بصفتي ولى أمر هذه الأمة المسئول عن حفظ استقلالها وكيانها وعدم تدخل الأجانب في داخليتها والذب عن حيادها والمحافظة على أعراضها وأموالها مطالب من الله بالبيعة التي في عنقي وبما أدين الله فيه بنفسي أن أحرم ما حرم الله وأحل ما أحله الله وأقاتل دون ذلك بحدى وجهدي وأدفعه بلساني وسنانى وأن أصون بعون الله العقيدة الإسلامية من عبث العابثين وفساد المفسدين وأنفذ أحكام الشريعة السمحة بكل ما آتاني الله من حول وطول . وقد نمى إلى أن بعض الغلاة المتطرفة الجهال يرون في التنكب عن هذا الصراط المستقيم خيراً وأن التمسك به والثبات فيه جمود وقد أعماهم الله عن حقائق الأمور فلم يروا أن هذا الملك لم يقم إلا على الدين وأن هذه الأمة لم يلم شعثها ويلتئم صدعها إلا بالدين وأن الأمة العربية كانت في جاهليتها تائهة في بيداء التردي والجهالة والفرقة والضعف حتى منَّ الله عليها بهذا الدين الحنيف فأرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق فظهرت على الأمم ونهضت في شتى شئون الحياة ثم عادت فهزلت وهوت واستعبدت عند ما تخلى الكثير من أبنائها عن هذا الدين الحنيف وعن العقيدة الصحيحة وها نحن اليوم وقد جمع الله شملنا ويسر لنا وسائل المنعة والقوة وفتح لنا أبواب الرزق راح أعداؤنا يستغلون جهل جهالنا وخساسة المتنطعين منا لإفساد عقيدتنا فيأتون ما حرم الله وينتهكون حرمة ما أحل الله ويقدحون في عقيدتنا من هنا وهناك فالي هؤلاء خاصة وإلى جميع أبناء شعبي عامة أوجه قولي وأخص إنذاري بأن في عنقي بيعة إسلامية وعلى أداء واجباتها كاملة غير منقوصة وفي يدي أمانة مباركة وعلىَّ حفظها وللأمة في ذمتي عهد مقدس علىَّ أن أقوم به وكل ذلك يقوم على مبادئ الدين والشريعة السمحة . فمن والانا في ذلك واليناه وعرفنا له حقه وقربناه ومن شذَّ عنا في ذلك واتخذ السفه والجهالة والمروق مركباً فليأذن من الله ثم منا بحرب لا هوادة فيها ولا رحمة فلا نعترف فيها بقربى قريب أو كبر كبير . فمن اختزن جهالته لنفسه في صدره فالله حسبنا عليه وهو نعم الوكيل ومن جهر بالمعصية وجاهر بها فأحكام الشريعة تكفينا شره وحكم الردة معروف والحلال بين والحرام بين والشرع ميزان العدل والعدل أساس الملك وأني عامل إن شاء الله بالحكمة القائلة : " إن من التمس رضاء الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضاء الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس " وأنى أرجو وأعمل لا كتساب رضاء الناس برضاء الله وأعوذ بالله من سخط الله .
وقد اتصل بنا أيضاً أن الكثيرين من الذين نعموا في بحبوحة من العيش بما منَّ الله عليهم به من الرزق يكثرون التردد إلى الخارج فينفقون أموالا طائلة في غير طاعة الله ثم يعودون وقد تزعزعت عقيدتهم وتهلهلت القيم الخلقية العربية في نفوسهم وفي ذلك خطر على مجتمعنا وعقيدتنا وإسراف في أموالنا في حين أنا أحوج ما نكون إلى تقوية سياجنا الديني والخلقي لصد هذه التيارات المتضاربة التي تجتاح عالم اليوم وتكاد تقضى على قيمه الاجتماعية ونحن أيضاً أحوج فأحوج إلى إنفاق أموالنا في إصلاح بلادنا وتأسيس الشركات بأموالنا للقيام بجليل الأعمال النافعة لإنهاضها من كبوتها واستعادة مكانتها من القوة والمتعة والثراء بين الأمم فعلى هؤلاء أن يتقوا الله في أنفسهم وليحذروا مغبة جهالتهم ومن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بلظلام للعبيد على أنا بهذا كله لم نقصد إلى إنقاص شئ مما أحل لنا الله وما أباح لنا الشرع من أطايب الرزق فقد أنعم الله علينا بالكثير من أسبابها وكان حقاً لنا أن نتمتع باقتصاد وإحسان متقين الله في أعمالنا ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) وقد حثنا الله في كتابه العزيز على ارتياد مناهل العلم والتوغل في حكمة كما أمرنا باتخاذ وسائل القوة والمنعه فالعزة لله ورسوله وللمؤمنين ونحن اليوم في بدء نهضة ثقافية تقوم على الأسس الدينية والخلقية الصحيحة ومن واجب كل مواطن أن يبذل فيها استطاعته ويبذل واجبه ، والمجهود الأهلي في هذه الميدان لا تقل أهميته عن المجهود الرسمي والمنشئات الأهلية هي العماد الثاني للثقافة العامة في كل بلد .
فعلى الذين منَّ الله عليهم بالسعة أن يساهموا في هذا المجهود المبرور ليخلدوا ذكرهم في أمتهم ويكتسبوا بذلك رضاء الله وشكر الناس بدلا من إنفاقهم الأموال فيما لا يكسب إلا سخط الله والناس وبلادنا الناهضة في حاجة ماسة إلى جهود جميع أبنائها للبناء والإنشاء لا للهلاك والتخريب ونحن أولى بإعادة مجدنا الغاير الذي قام على ديننا الحنيف لا التخبط في عمايات لا توصل إلا إلى الهاوية.
فسبيلنا هذا سوىّ مبين وصرا طنا قويم مستقيم وقد عاهدنا الله سبحانه على اتباعه والثبات فيه وتعهدنا لأمتنا في البيعة أن نستقيم عليه فمن سار معنا كان له علينا حق الرعاية وحرمة الولاء وقرب الإخاء ومن شذّعنا وصد عن السبيل فلا حق له ولا رعاية ولا ولاء.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل إنكك سميع مجيب .
الملك سعود أحاديثه وخطبه – بقلم فؤاد شاكر