كان قد ألقى هذا التصريح، أمام وفد صحفي عالمي، بمناسبة الاحتفال بتسيير ناقلة الزيت السعودية، التي أطلق عليها اسم (الملك سعود الأول:
"أحب أن أؤكد للجميع، أننا نحن العرب، نؤمن بالإخاء الإنساني، ونعتقده وندعو إليه. ولقد ساهم العرب والمسلمون، بقسط عظيم في انتشار الحضارة والمدنية والتقدم، في العالم. لهذا فإن دعوتنا إليه، وإلى حرية الشعوب، وممارستها حقوقها المعترف بها، ضمن الأنظمة العالمية المتعارف عليها، هو استمرار تقليدي لما يؤمل به العرب، في ماضيهم وحاضرهم.
وعلى هذا الأساس فإننا نؤمن بحقوق العرب، في أن يعيشوا في بلادهم أحراراً كراماً، وأن ينهلوا من التقدم البشري الإنساني، بجهودهم المستطاعة. وإنه لمن دواعي الشرف لي، ولإخوتي الأحرار، أن نسعى إلى هذه الغاية، التي نخدم فيها شعوبنا؛ لتجمع صفوفها المبعثرة، في وحدة عربية قومية شاملة، لتنظم فيها جميع العرب، في كل مكان من وطننا العربي الكبير المشترك بيننا، وأن تساهم هذه الوحدة المنشودة، التي نؤمن بها، ونسعى إليها، ونكافح جميعاً من أجلها، في استتباب الأمن والعدالة والحرية والمساواة، ورغد العيش للعالم بأسره. وإنني أود أن أؤكد، بأننا لا نرمي، من هذا العمل لوحدة صفوف العرب، وجمع كلمتهم ولم شملهم في وحدة كاملة، أي عدوان ضد أحد، وإنما نرمي بذلك إلى ممارسة حقوقنا في أوطاننا، أحراراً كراماً.
وإن من تحصيل الحاصل، أن أُعلن أن العرب قد ظلموا في كثير من أوطانهم، ومُنِعوا، بالقوة، من ممارسة حقوقهم الشرعية. وإننا، ومعنا إخواننا العرب الآخرون، نسعى بالطرق السلمية إلى إعادة حقوقنا المغتصبة. وإن #فلسطين لتأتي في أول ما يتظلم العرب منه، ويسعون لإيجاد حل سلمي لإزالة الظلم. كما أن شمال أفريقية وجنوب الجزيرة العربية، وشرقها، لها من اهتمامنا ومساعينا واسترجاع حقوق أهلها، ما هو لفلسطين نفسها. وإنني أنتهز هذه الفرصة؛ لأوضح للضمير العالمي بواسطتكم، أننا قد ظُلمنا في فلسطين، وشمال أفريقية، والجزيرة، وجنوب الجزيرة العربية، وشرقها، وساعد في هذا الظلم أصدقاؤنا في الغرب، أولئك الذين صادقناهم، وحالفناهم، وجاهدنا معهم في كفاحهم لتحرير بلدانهم، في حربين، لجهود العرب فيهما الأثر العظيم، الذي شهدوا به أنفسهم، بما كان له من ترجيح كفة أصدقائنا ـ هؤلاء قد تناسوا جهود العرب، وزمالتهم لهم في السلاح، والكفاح فلم يفوا لهم بوعودهم".