بسم الله الرحمن الرحيم
شعبي الكريم، الحمدلله الذي هدانا للنور والايمان، وانعم علينا بفرائض الاسلام، وخصنا بنعمة الصيام التي بها فلاحنا في ديننا ودنيانا، فقد اهل علينا شهر رمضان المبارك الذي انزل فيه القران بينات من الهدى والفرقان، شهر التفرغ للعبادة والأعمال الصالحة، وانا فيها لاول مرة في حياتي بعيداً عن شعبي الكريم، لا يشاركني فرحة الإفطار، ولا اشاركه في مثوبة القيام، وروعة العمرة في بيت الله الحرام.
على ان شعبي على بعدي عنه مازال ماثلاً في خيالي، في صيامه وقيامه، وفي الخيرات يأخذ فيها بأيد سخيةـ ونفوس ذكية فهنيئاً له، ولجميع المسلمين فرادى وجماعات، تبريكاً بهذه الايام المباركات.
ولقد حاولت جهدي أن اعود الى بلدي الحبيب قبل حلول شهر الصيام، الا ان العمليات المتتابعه التي اجريت لنا، والزمتنا الاقامة في الفراش اكثر من خمسين يوماً، اوجبت على الاطباء ان يحلو بضرورة الاستجمام بعيداً عن زحمة العمل، كي نستعيد مافقدناه، ونعود بنعمة وافرة من الله في صحتنا ونشاطنا، ان شاء الله، للاعداد في السير بشعبنا الى حياة افضل، ومستوى اعلى.
وإني لأعبر الايام الباقيه التي تفرق بيننا، وانتظر بفارغ الصبر يوم اللقاء، لنعود للعمل معا بقلوب مفعمة بالمحبة لبلادنا، والاخلاص لامتنا، والايمان بالله ربنا، سائلين المولى عز وجل ان ياخذ بيدنا لنصرة الشريعة الغراء واقامة العدل ونشر ألوية الطمأنينة والاستقرار والتقدم في ربوعنا، وان يجعل لنا من فضله واحسنه وافر الحظ والنصيب في ثواب صيامه وقيامه. على اننا سنشارك شعبنا، وان شاء الله، في ايام العيد السعيد. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه آمين.