عاصرت جميع معارك الملك عبدالعزيز وأحاطها بمشاعر الود والمحبة وأصبح يعوّل عليها في إدارة الشؤون الداخلية لقصره
وضحى آل عريعر.. أم الضعفاء والمحتاجين
الملك عبدالعزيز مع الملك سعود رحمهما الله الملك عبدالعزيز مع الملك سعود رحمهما الله
إعداد- منصور العساف
حرص الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- على جمع أبناء القبائل والأسر وزيادة القرب والألفة بينه وبين مختلف أمراء وشيوخ ووجهاء المجتمع، حيث أشار المؤرخون إلى أن المؤسس كان يهدف من تعدد زوجاته إلى هذا الهدف وهو الجمع بين أبناء القبائل وزيادة أواصر الألفة والقرب مع مختلف أمراء وشيوخ ووجهاء المجتمع، وقد ألمحت إلى ذلك صحيفة «الديلي اكسبريس» الانجليزية.
وقال جون فانيس في كتابه (أقدم أصدقائي العرب): كان الملك عبدالعزيز يطلق زوجة ليأخذ بأخرى، وغرضه مصاهرة القبائل وقد أورد المؤرخ عبدالرحمن الرويشد مجموعزوجات الملك عبدالعزيز في مصنفاته التاريخية حول الأسرة السعودية، فذكر أن المؤسس -طيب الله ثراه- تزوج للمرة الأولى وكان عمره سبعة عشر ربيعاً، حيث خطب له والده فتاة يقال إنها من البادية، وقد عاشت تلك الفتاة مع أسرة عبدالعزيز، ولم تعمر طويلاً، حيث توفيت بعد ستة أشهر من زفافها إليه، وكان ذلك في حدود عام 1312ه/1894م، وأشارت دراسة لمجلة الدارة بأن اسم تلك الفتاة (شريفة بنت صقر الفجري) من بني خالد.
ومن زوجاته -رحمه الله- الأميرة وضحى بنت محمد بن حماده بن مشاري بن حسين بن محمد بن حماده بن عريعر بن دجين بن سعدون آل عريعر، وكانت من شيوخ قبيلة بني خالد، وهي والدة الملك سعود -رحمه الله- وقد تزوجها الملك المؤسس حين كان في الكويت.
أوصت بثلث مالها للفقراء كصدقة جارية وخصصت دخل مزارعها لأعمال البر
أول الأنجال
كانت الزوجة الثانية للملك المؤسس من شيوخ قبيلة بني خالد، وهي والدة الملك سعود –رحمه الله- وقد تزوجها الملك المؤسس حين كان في الكويت وهي الأميرة وضحى بنت محمد بن حمادة بن مشاري بن حسين بن محمد بن حمادة بن عريعر بن دجين بن سعدون آل عريعر، وقد أنجبت الأميرة وضحى مولودها البكر من الملك عبدالعزيز وهو الأمير تركي، الذي يكنى به الملك عبدالعزيز والذي ولد عام (1318ه - 1900م) وقيل قبل ذلك وقد توفي- رحمه الله- في عام (1337ه) وهي السنة المعروفة بنجد باسم سنة الرحمة حيث انتشرت حينذاك الحمى الأسبانية التي يقال: إن انتشارها جاء مع تفشي الأوبئة التي خلفتها الحرب العالمية الأولى حيث انتشار الموت والجثث في معظم أقطار العالم.
أنجبت الأميرة وضحى كلاً من الأمير عبدالله والأمير خالد والأميرة منيرة وقد توفي ابنيها عبدالله وخالد في سن الطفولة أما منيرة فقد توفيت في عهد جدها الملك عبدالعزيز وترجح الدكتورة دلال الحربي أن وفاتها كانت عام (1360ه) اعتماداً على إحدى الوقفيات التي أشير فيها إلى أن والدتها الأميرة وضحى أوقفت على ابنتها منيرة منزلاً وخصصت لها فيه أضحية سنوية، في حين أن وفاتها –رحمها الله- كانت - وهي حامل- في الرابع عشر من شهر جمادى الآخرة عام (1358ه) وفقاً لما نشرته صحيفة أم القرى والذي أفاد بأن الأميرة منيرة توفيت "بعد مرض دام قرابة أسبوع".
فهد الأول
كان الأمراء تركي وعبدالله وخالد والأميرة منيرة أشقاء للملك سعود الذي أصيب مع إخوته في مقتبل شبابه بذات المرض الذي أصابهم بيد أنه شفي منه كما يذكر فؤاد حمزة في (البلاد العربية السعودية)، كما أن الأميرة وضحى احتضنت الأمير فهد ابن الملك عبدالعزيز بعد وفاة والدته من عائلة الدخيل من مدينة بريدة وقد توفيت والدته وهو رضيع فاعتنت به الأميرة وضحى مع أبنائها، وقد توفي الأمير فهد بن عبدالعزيز مع أخيه تركي شقيق الملك سعود في سنة الرحمة (1337ه) وبعد وفاته بقرابة سنتين ولد فهد الثاني ابن الملك عبدالعزيز .
حب ووفاء
وعلى الرغم من أن الأميرة وضحى انفصلت عن الملك عبدالعزيز إلا أن الملك المؤسس كان يكن لها الاحترام والتقدير، ويثمن مواقفها المشرفة معه وكان يحيطها وأبناءها بمشاعر الود والمحبة ويسكنهما معه أينما حل وارتحل، لا سيما وأن وضحى هي أولى زوجات الملك عبدالعزيز اللائي لحقن به حين استعادته مدينة الرياض، حيث وصلتها مع والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي، وكانت الأميرة وضحى وشقيقة الملك (نورة بنت عبدالرحمن) ممن يعول عليهن الملك المؤسس في إدارة شؤون قصره الداخلية.
الانتقال للكويت
أما والدة الأميرة وضحى فهي عبطاء السرداح وقد اشتهرت -رحمها الله- بجلدها وصبرها وقوة شخصيتها، وقد عاشت أواخر عمرها مع ابنتها في الرياض وتوفيت بعد معركة السبلة عام (1347ه) وقد تزوج الملك عبدالعزيز بوضحى حين إقامته بالكويت وكانت أخت وضحى "حصة" قد تزوجت لاحقاً بالشيخ مبارك الصباح أمير الكويت حينذاك، وكان السبب في قدوم وضحى للكويت أنه بعد وفاة والدها محمد بن حسين العريعر انتقلت والدتها "عبطاء" إلى القطيف حيث أخويها "نهار" و"طلمس" وبقدوم ابن عم ابنتيها حمادة بن عبدالله بن الحسين آل عريعر من الكويت، والذي كان على علاقة وطيدة مع الملك عبدالعزيز بحكم إقامته بالكويت ومعرفته بالشيخ مبارك الصباح، انتقلت العائلة إلى الكويت وهناك تزوج الملك المؤسس بالأميرة وضحى.
زوجات الملك
تزوج المؤسس بعدد من النساء فبعد زواجه من الأميرة وضحى تزوج بالأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل عام 1318ه ولم تنجب منه، ثم تزوج بعد استعادته للرياض مباشرة إحدى بنات الشيخ عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، وتسمى طرفة، فأنجبت له فيصلاً (الملك) الذي ولد عام 1324ه/ 1906م، وكانت قد أنجبت قبل فيصل بنتا اسمها نورة عام 1322ه/ 1904م، وقد توفيت الأميرة طرفة والدة الملك فيصل -رحمهما الله- عام 1324ه وعمر فيصل لا يتجاوز بضعة أشهر، ثم تزوج المؤسس ب(الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود)، وقد أنجبت له ولداه محمد، وخالد (الملك) والأميرة العنود، وقد توفيت الأميرة الجوهرة زوجة الملك عبدالعزيز عام 1337ه / 1919م، أي في سنة الرحمة وقد حزن عليها الملك حزناً عميقاً، ثم تزوج الأميرة (حصة بنت أحمد بن محمد السديري)، فولدت للملك ولداً سماه سعداً، توفي صغيراً، فطلقها الملك عبدالعزيز، وتزوجها بعده أخوه الأمير محمد بن عبدالرحمن، حيث ولدت له الأمير عبدالله بن محمد، ثم طلقها، وتزوجها الملك عبدالعزيز بعد طلاقها من أخيه، وأنجبت له فهد (خادم الحرمين الشريفين) وسلطان، وعبد الرحمن، وتركي، ونايف، وسلمان (خادم الحرمين الشريفين)، وأحمد، وبنتاً سميت فلوة، وبنتاً أخرى سميت شعيع توفيتا صغيرتين، ثم أنجبت موضي، ولولوة، ولطيفة، والجوهرة، وجواهر، وقد عاشت بعد الملك عبدالعزيز، ثم وافتها المنية عام 1389ه، بعد وفاة زوج الأميرة الجوهرة الأمير سعد أخو الملك عبدالعزيز في وقعه كنزان عام 1333ه، تزوج الملك عبدالعزيز ب(الجوهرة) وأنجبت له عدداً من الأولاد الذكور هم سعد، عبد المحسن، ومساعد، وابنتين هما الأميرة حصة والأميرة البندري، ثم توفيت -رحمها الله- في حياة الملك عبدالعزيز، بعد وفاة الجوهرة تزوج الملك عبد العزيز بالأميرة (فهدة بنت العاصي بن شريم) من شيوخ قبيلة شمر، فأنجبت له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والأميرة صيتة والأميرة نوف، ثم توفيت في حياة الملك عبدالعزيز، تلا ذلك زواجه بالأميرة (هيا بنت سعد السديري)، فأنجبت للملك عبدالعزيز الأمير بدر والأمير عبدالإله والأمير عبدالمجيد، وابنتين هما، الأميرة نورة والأميرة مشاعل، وقد توفيت -رحمها الله- شهر صفر عام 1424ه، وكان الملك عبدالعزيز قد تزوج قبل ذلك بفتاة من العجمان هي الأميرة (لجعة بنت خالد بن حثلين)، فولدت له الأميرة سارة فقط، كما تزوج -رحمه الله- بالأميرة (نوف بنت ابن شعلان) حفيدة الشيخ نوري الشعلان شيخ قبائل (الرولة)، وذلك عام 1354ه، وقد أنجبت له كلاً من الأمير ثامر والأمير ممدوح والأمير مشهور، وتزوج أيضاً ب (لولوة بنت صالح بن دخيل) من أهل بريدة من الدواسر، وقد أنجبت له (فهد الأول) بلغ سن الفتوة، ثم توفي عام 1337ه أي في (سنة الرحمة) وهو الذي احتضنته الأميرة وضحى العريعر بعد وفاة والدته، فتربى معها كأحد أبنائها وتوفي مع ابنها البكر تركي، ثم تزوج الملك عبد العزيز ب (هيلة بنت صالح بن إبراهيم الربدي) من مشاهير الأسر في منطقة القصيم، ولم تنجب، كما تزوج ب(هيا بنت حسن بن مهنا) من أمراء بريدة سابقا، ولم تنجب، وتزوج (نورة بنت حسن السليمان) من القصيم كذلك، ولم تنجب أيضاً، كما تزوج (موضي آل منديل) من مشاهير قبيلة بني خالد، وهي والدة الأميرة شيخة بنت عبدالعزيز، ولم تنجب غيرها، ثم تزوج -رحمه الله - زوجة أخرى من مشاهير بني خالد، وهي الأميرة (شاهة بنت حزام الخالدي) والدة الأميرة دليل بنت عبدالعزيز، بعدها تزوج بامرأة من القصيم، انجبت له الأميرة الجوهرة الأولى التي تزوجها الأمير خالد بن محمد بن عبدالرحمن، كما تزوج الملك عبدالعزيز بفتيات أخريات أنجبن له العديد من البنين والبنات، منهن الأميرة (بزة الأولى)، وقد أنجبت له الأمير ناصر بن عبدالعزيز من مواليد 1338ه / 1920م، ولم تنجب غيره، ومن زوجاته الأميرة (شهيدة) والدة الأمير منصور والأمير مشعل والأمير متعب والأميرة قماشة، وقد توفيت -رحمها الله- في قصر المربع عام 1358ه، وهي من كبريات نسائه ومن أشهرهن تديناً وعطفاً على المحتاجين ومساعدة الفقراء والمعوزين، ومن زوجاته أيضاً الأميرة (بزة الثانية) المتوفاة سنة 1360ه / 1940م، وقد أنجبت للملك عبدالعزيز كلاً من الأمير بندر والأمير فواز، وكذلك الأميرة (منيّر) -تصغير منيرة - والدة الأمير طلال والأمير نواف والأميرة مضاوي، وقد توفيت بعد الملك عبدالعزيز بزمن طويل، وتعد من مشاهير زوجاته، وتنضم إلى زوجاته أيضاً الأميرة (بشرى) والدة الأمير مشاري بن عبدالعزيز التي لم تنجب غيره، ومن زوجاته أيضاً الأميرة (موضي) والدة الأمير ماجد والأمير سطام والأميرة سلطانة، والأميرة هيا والأميرة جوزاء، وقد توفيت بعد الملك عبدالعزيز بمدة طويلة، وقد عرفت بين مواطنيها بالبر والصلاح، وكان الملك عبدالعزيز يسميها أم الفقراء، ومن زوجات الملك عبدالعزيز الأميرة (سعيدة) والدة الأمير هذلول المولود عام 1361ه، كما أنجبت الأميرة عبطاء من مواليد 1365ه/ 1944 م، أما زوجته الأميرة (بركة) فقد انجبت له الأمير مقرن وهو من مواليد عام 1364ه/ 1944م، في حين أنجبت له الأميرة (فطيمة) الأمير حمود بن عبدالعزيز الذي ولد عام 1367ه/1947م ولعله كان أصغر أبنائه رحمه الله، كما أن من زوجاته المعروفات الأميرة (الجازي بنت ابن حثلين) أخت خالد بن حثلين من العجمان، وكذلك الأميرة (نورة بنت سعد العريفي) أمير مزعل من أهل القويعية، والأميرة (موضى بنت سلطان بن منديل) الخالدية والدة الأميرة شيخه بنت عبدالعزيز، و(جواهر بنت محمد بن طلال بن رشيد)، ولم تنجب منه.
أوقافها ووفاتها
عاصرت الأميرة وضحى جميع معارك زوجها الملك عبدالعزيز وأدركت وفاة جميع أبنائها وتوفيت -رحمها الله- بعد وفاة الملك سعود بأربعين يوما في مدينة الرياض في ( 17 صفر 1389ه) حيث توفيت –رحمها الله- بعد أن تجاوزت التسعين من العمر، وقد وصفت بأنها امرأة صالحة اشتهرت بالكرم ولين الجانب والعطف على الضعفاء والمحتاجين حتى أنها أوصت بثلث مالها للفقراء والمساكين كصدقة جارية كما أوصت باستثمار هذه الأموال بعد وفاتها كأوقاف للأعمال الخيرية والإنسانية، وقد وجد الباحثون عدداً من المخطوطات والوثائق النادرة التي أوصت من خلالها الأميرة وضحى –رحمها الله- بالصرف على أوجه الخير ودعم المحتاجين وعتق الأرقاء، كما كانت تسير الحملات إلى الحج من مالها، وكانت تراقب أحوال ذويها وأقاربها وتساعد الضعيف والمحتاج منهم وتخصص دخل مزارعها في الخرج والأحساء لأعمال البر، وقبل وفاتها أوصت بثلث مالها لصرفه على الأوقاف والأعمال الخيرية رحمها الله رحمة واسعة .
وضحى آل عريعر.. أم الضعفاء والمحتاجين
الملك عبدالعزيز مع الملك سعود رحمهما الله الملك عبدالعزيز مع الملك سعود رحمهما الله
إعداد- منصور العساف
حرص الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- على جمع أبناء القبائل والأسر وزيادة القرب والألفة بينه وبين مختلف أمراء وشيوخ ووجهاء المجتمع، حيث أشار المؤرخون إلى أن المؤسس كان يهدف من تعدد زوجاته إلى هذا الهدف وهو الجمع بين أبناء القبائل وزيادة أواصر الألفة والقرب مع مختلف أمراء وشيوخ ووجهاء المجتمع، وقد ألمحت إلى ذلك صحيفة «الديلي اكسبريس» الانجليزية.
وقال جون فانيس في كتابه (أقدم أصدقائي العرب): كان الملك عبدالعزيز يطلق زوجة ليأخذ بأخرى، وغرضه مصاهرة القبائل وقد أورد المؤرخ عبدالرحمن الرويشد مجموعزوجات الملك عبدالعزيز في مصنفاته التاريخية حول الأسرة السعودية، فذكر أن المؤسس -طيب الله ثراه- تزوج للمرة الأولى وكان عمره سبعة عشر ربيعاً، حيث خطب له والده فتاة يقال إنها من البادية، وقد عاشت تلك الفتاة مع أسرة عبدالعزيز، ولم تعمر طويلاً، حيث توفيت بعد ستة أشهر من زفافها إليه، وكان ذلك في حدود عام 1312ه/1894م، وأشارت دراسة لمجلة الدارة بأن اسم تلك الفتاة (شريفة بنت صقر الفجري) من بني خالد.
ومن زوجاته -رحمه الله- الأميرة وضحى بنت محمد بن حماده بن مشاري بن حسين بن محمد بن حماده بن عريعر بن دجين بن سعدون آل عريعر، وكانت من شيوخ قبيلة بني خالد، وهي والدة الملك سعود -رحمه الله- وقد تزوجها الملك المؤسس حين كان في الكويت.
أوصت بثلث مالها للفقراء كصدقة جارية وخصصت دخل مزارعها لأعمال البر
أول الأنجال
كانت الزوجة الثانية للملك المؤسس من شيوخ قبيلة بني خالد، وهي والدة الملك سعود –رحمه الله- وقد تزوجها الملك المؤسس حين كان في الكويت وهي الأميرة وضحى بنت محمد بن حمادة بن مشاري بن حسين بن محمد بن حمادة بن عريعر بن دجين بن سعدون آل عريعر، وقد أنجبت الأميرة وضحى مولودها البكر من الملك عبدالعزيز وهو الأمير تركي، الذي يكنى به الملك عبدالعزيز والذي ولد عام (1318ه - 1900م) وقيل قبل ذلك وقد توفي- رحمه الله- في عام (1337ه) وهي السنة المعروفة بنجد باسم سنة الرحمة حيث انتشرت حينذاك الحمى الأسبانية التي يقال: إن انتشارها جاء مع تفشي الأوبئة التي خلفتها الحرب العالمية الأولى حيث انتشار الموت والجثث في معظم أقطار العالم.
أنجبت الأميرة وضحى كلاً من الأمير عبدالله والأمير خالد والأميرة منيرة وقد توفي ابنيها عبدالله وخالد في سن الطفولة أما منيرة فقد توفيت في عهد جدها الملك عبدالعزيز وترجح الدكتورة دلال الحربي أن وفاتها كانت عام (1360ه) اعتماداً على إحدى الوقفيات التي أشير فيها إلى أن والدتها الأميرة وضحى أوقفت على ابنتها منيرة منزلاً وخصصت لها فيه أضحية سنوية، في حين أن وفاتها –رحمها الله- كانت - وهي حامل- في الرابع عشر من شهر جمادى الآخرة عام (1358ه) وفقاً لما نشرته صحيفة أم القرى والذي أفاد بأن الأميرة منيرة توفيت "بعد مرض دام قرابة أسبوع".
فهد الأول
كان الأمراء تركي وعبدالله وخالد والأميرة منيرة أشقاء للملك سعود الذي أصيب مع إخوته في مقتبل شبابه بذات المرض الذي أصابهم بيد أنه شفي منه كما يذكر فؤاد حمزة في (البلاد العربية السعودية)، كما أن الأميرة وضحى احتضنت الأمير فهد ابن الملك عبدالعزيز بعد وفاة والدته من عائلة الدخيل من مدينة بريدة وقد توفيت والدته وهو رضيع فاعتنت به الأميرة وضحى مع أبنائها، وقد توفي الأمير فهد بن عبدالعزيز مع أخيه تركي شقيق الملك سعود في سنة الرحمة (1337ه) وبعد وفاته بقرابة سنتين ولد فهد الثاني ابن الملك عبدالعزيز .
حب ووفاء
وعلى الرغم من أن الأميرة وضحى انفصلت عن الملك عبدالعزيز إلا أن الملك المؤسس كان يكن لها الاحترام والتقدير، ويثمن مواقفها المشرفة معه وكان يحيطها وأبناءها بمشاعر الود والمحبة ويسكنهما معه أينما حل وارتحل، لا سيما وأن وضحى هي أولى زوجات الملك عبدالعزيز اللائي لحقن به حين استعادته مدينة الرياض، حيث وصلتها مع والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي، وكانت الأميرة وضحى وشقيقة الملك (نورة بنت عبدالرحمن) ممن يعول عليهن الملك المؤسس في إدارة شؤون قصره الداخلية.
الانتقال للكويت
أما والدة الأميرة وضحى فهي عبطاء السرداح وقد اشتهرت -رحمها الله- بجلدها وصبرها وقوة شخصيتها، وقد عاشت أواخر عمرها مع ابنتها في الرياض وتوفيت بعد معركة السبلة عام (1347ه) وقد تزوج الملك عبدالعزيز بوضحى حين إقامته بالكويت وكانت أخت وضحى "حصة" قد تزوجت لاحقاً بالشيخ مبارك الصباح أمير الكويت حينذاك، وكان السبب في قدوم وضحى للكويت أنه بعد وفاة والدها محمد بن حسين العريعر انتقلت والدتها "عبطاء" إلى القطيف حيث أخويها "نهار" و"طلمس" وبقدوم ابن عم ابنتيها حمادة بن عبدالله بن الحسين آل عريعر من الكويت، والذي كان على علاقة وطيدة مع الملك عبدالعزيز بحكم إقامته بالكويت ومعرفته بالشيخ مبارك الصباح، انتقلت العائلة إلى الكويت وهناك تزوج الملك المؤسس بالأميرة وضحى.
زوجات الملك
تزوج المؤسس بعدد من النساء فبعد زواجه من الأميرة وضحى تزوج بالأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل عام 1318ه ولم تنجب منه، ثم تزوج بعد استعادته للرياض مباشرة إحدى بنات الشيخ عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، وتسمى طرفة، فأنجبت له فيصلاً (الملك) الذي ولد عام 1324ه/ 1906م، وكانت قد أنجبت قبل فيصل بنتا اسمها نورة عام 1322ه/ 1904م، وقد توفيت الأميرة طرفة والدة الملك فيصل -رحمهما الله- عام 1324ه وعمر فيصل لا يتجاوز بضعة أشهر، ثم تزوج المؤسس ب(الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود)، وقد أنجبت له ولداه محمد، وخالد (الملك) والأميرة العنود، وقد توفيت الأميرة الجوهرة زوجة الملك عبدالعزيز عام 1337ه / 1919م، أي في سنة الرحمة وقد حزن عليها الملك حزناً عميقاً، ثم تزوج الأميرة (حصة بنت أحمد بن محمد السديري)، فولدت للملك ولداً سماه سعداً، توفي صغيراً، فطلقها الملك عبدالعزيز، وتزوجها بعده أخوه الأمير محمد بن عبدالرحمن، حيث ولدت له الأمير عبدالله بن محمد، ثم طلقها، وتزوجها الملك عبدالعزيز بعد طلاقها من أخيه، وأنجبت له فهد (خادم الحرمين الشريفين) وسلطان، وعبد الرحمن، وتركي، ونايف، وسلمان (خادم الحرمين الشريفين)، وأحمد، وبنتاً سميت فلوة، وبنتاً أخرى سميت شعيع توفيتا صغيرتين، ثم أنجبت موضي، ولولوة، ولطيفة، والجوهرة، وجواهر، وقد عاشت بعد الملك عبدالعزيز، ثم وافتها المنية عام 1389ه، بعد وفاة زوج الأميرة الجوهرة الأمير سعد أخو الملك عبدالعزيز في وقعه كنزان عام 1333ه، تزوج الملك عبدالعزيز ب(الجوهرة) وأنجبت له عدداً من الأولاد الذكور هم سعد، عبد المحسن، ومساعد، وابنتين هما الأميرة حصة والأميرة البندري، ثم توفيت -رحمها الله- في حياة الملك عبدالعزيز، بعد وفاة الجوهرة تزوج الملك عبد العزيز بالأميرة (فهدة بنت العاصي بن شريم) من شيوخ قبيلة شمر، فأنجبت له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والأميرة صيتة والأميرة نوف، ثم توفيت في حياة الملك عبدالعزيز، تلا ذلك زواجه بالأميرة (هيا بنت سعد السديري)، فأنجبت للملك عبدالعزيز الأمير بدر والأمير عبدالإله والأمير عبدالمجيد، وابنتين هما، الأميرة نورة والأميرة مشاعل، وقد توفيت -رحمها الله- شهر صفر عام 1424ه، وكان الملك عبدالعزيز قد تزوج قبل ذلك بفتاة من العجمان هي الأميرة (لجعة بنت خالد بن حثلين)، فولدت له الأميرة سارة فقط، كما تزوج -رحمه الله- بالأميرة (نوف بنت ابن شعلان) حفيدة الشيخ نوري الشعلان شيخ قبائل (الرولة)، وذلك عام 1354ه، وقد أنجبت له كلاً من الأمير ثامر والأمير ممدوح والأمير مشهور، وتزوج أيضاً ب (لولوة بنت صالح بن دخيل) من أهل بريدة من الدواسر، وقد أنجبت له (فهد الأول) بلغ سن الفتوة، ثم توفي عام 1337ه أي في (سنة الرحمة) وهو الذي احتضنته الأميرة وضحى العريعر بعد وفاة والدته، فتربى معها كأحد أبنائها وتوفي مع ابنها البكر تركي، ثم تزوج الملك عبد العزيز ب (هيلة بنت صالح بن إبراهيم الربدي) من مشاهير الأسر في منطقة القصيم، ولم تنجب، كما تزوج ب(هيا بنت حسن بن مهنا) من أمراء بريدة سابقا، ولم تنجب، وتزوج (نورة بنت حسن السليمان) من القصيم كذلك، ولم تنجب أيضاً، كما تزوج (موضي آل منديل) من مشاهير قبيلة بني خالد، وهي والدة الأميرة شيخة بنت عبدالعزيز، ولم تنجب غيرها، ثم تزوج -رحمه الله - زوجة أخرى من مشاهير بني خالد، وهي الأميرة (شاهة بنت حزام الخالدي) والدة الأميرة دليل بنت عبدالعزيز، بعدها تزوج بامرأة من القصيم، انجبت له الأميرة الجوهرة الأولى التي تزوجها الأمير خالد بن محمد بن عبدالرحمن، كما تزوج الملك عبدالعزيز بفتيات أخريات أنجبن له العديد من البنين والبنات، منهن الأميرة (بزة الأولى)، وقد أنجبت له الأمير ناصر بن عبدالعزيز من مواليد 1338ه / 1920م، ولم تنجب غيره، ومن زوجاته الأميرة (شهيدة) والدة الأمير منصور والأمير مشعل والأمير متعب والأميرة قماشة، وقد توفيت -رحمها الله- في قصر المربع عام 1358ه، وهي من كبريات نسائه ومن أشهرهن تديناً وعطفاً على المحتاجين ومساعدة الفقراء والمعوزين، ومن زوجاته أيضاً الأميرة (بزة الثانية) المتوفاة سنة 1360ه / 1940م، وقد أنجبت للملك عبدالعزيز كلاً من الأمير بندر والأمير فواز، وكذلك الأميرة (منيّر) -تصغير منيرة - والدة الأمير طلال والأمير نواف والأميرة مضاوي، وقد توفيت بعد الملك عبدالعزيز بزمن طويل، وتعد من مشاهير زوجاته، وتنضم إلى زوجاته أيضاً الأميرة (بشرى) والدة الأمير مشاري بن عبدالعزيز التي لم تنجب غيره، ومن زوجاته أيضاً الأميرة (موضي) والدة الأمير ماجد والأمير سطام والأميرة سلطانة، والأميرة هيا والأميرة جوزاء، وقد توفيت بعد الملك عبدالعزيز بمدة طويلة، وقد عرفت بين مواطنيها بالبر والصلاح، وكان الملك عبدالعزيز يسميها أم الفقراء، ومن زوجات الملك عبدالعزيز الأميرة (سعيدة) والدة الأمير هذلول المولود عام 1361ه، كما أنجبت الأميرة عبطاء من مواليد 1365ه/ 1944 م، أما زوجته الأميرة (بركة) فقد انجبت له الأمير مقرن وهو من مواليد عام 1364ه/ 1944م، في حين أنجبت له الأميرة (فطيمة) الأمير حمود بن عبدالعزيز الذي ولد عام 1367ه/1947م ولعله كان أصغر أبنائه رحمه الله، كما أن من زوجاته المعروفات الأميرة (الجازي بنت ابن حثلين) أخت خالد بن حثلين من العجمان، وكذلك الأميرة (نورة بنت سعد العريفي) أمير مزعل من أهل القويعية، والأميرة (موضى بنت سلطان بن منديل) الخالدية والدة الأميرة شيخه بنت عبدالعزيز، و(جواهر بنت محمد بن طلال بن رشيد)، ولم تنجب منه.
أوقافها ووفاتها
عاصرت الأميرة وضحى جميع معارك زوجها الملك عبدالعزيز وأدركت وفاة جميع أبنائها وتوفيت -رحمها الله- بعد وفاة الملك سعود بأربعين يوما في مدينة الرياض في ( 17 صفر 1389ه) حيث توفيت –رحمها الله- بعد أن تجاوزت التسعين من العمر، وقد وصفت بأنها امرأة صالحة اشتهرت بالكرم ولين الجانب والعطف على الضعفاء والمحتاجين حتى أنها أوصت بثلث مالها للفقراء والمساكين كصدقة جارية كما أوصت باستثمار هذه الأموال بعد وفاتها كأوقاف للأعمال الخيرية والإنسانية، وقد وجد الباحثون عدداً من المخطوطات والوثائق النادرة التي أوصت من خلالها الأميرة وضحى –رحمها الله- بالصرف على أوجه الخير ودعم المحتاجين وعتق الأرقاء، كما كانت تسير الحملات إلى الحج من مالها، وكانت تراقب أحوال ذويها وأقاربها وتساعد الضعيف والمحتاج منهم وتخصص دخل مزارعها في الخرج والأحساء لأعمال البر، وقبل وفاتها أوصت بثلث مالها لصرفه على الأوقاف والأعمال الخيرية رحمها الله رحمة واسعة .
لجمعة 24 جمادى الأولى 1437 هـ- 4 مارس 2016م - العدد 17420 , صفحة رقم ( 17اا )