طبيب مصري عالج الملك سعود , ومكث في مصر لمدة شهر ونص

هُناك حكايات لم تُرو عن أشهر الشخصيّات المصرية التى حققت نجاحات كبيرة، ولكن أصبحت سيرتها مع الوقت في طيّ النسيان، مثل طبيب العيون الذى ربمّا لم يسمع عنهُ الكثيرون، دكتور سالم بك هنداوي، المصريّ الذى أجرى عمليات جراحية حققت نجاحات واسعة، وصلت صداها إلى حُكام المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز آل سعود وابنهُ الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود.

الحقيقة أنّ المعلومات المتوفرة عن الطبيب سالم بك هنداوي قليلة، ولكن هُناك مراجع طبية تقول إنه ولد في المنوفية، فيما تعود أصوله إلى عشيرة «الهنداوية» التي حاربت مع إبراهيم باشا بن محمد علي باشا فى الشام، ثم انتشرت هذه العشيرة فى سوريا والأردن وفلسطين وليبيا، أما في المعلومات الواردة في مجلة «العرب»: «ولد سالم سالم في مدينة القاهرة، وكان والده الشيخ سالم الشرقاوي الذي ترجع أصوله إلى مدينة الزقازيق، محافظة الشرقية».
 

e19f284d092fbc9feaf48f63f642262f.jpg
 

ومن المنوفية إلى القاهرة، ذهبَ «الهنداوي» إلى العاصمة التى كان يقرأ عنها في الكتب ليحصُل على شهادة الطب سنة 1910، وقت كانت تُسمى آنذاك، «إجازة»، ثم عمل في المستشفى «العباسي» -الذى أنشأه الخديوي عباس- طبيبًا للرمد، ويُقال أيضًا إنه عقب انتهاءه من دراسة الطب في مصر، سافر إلى ألمانيا ليحصل على شهادة الدكتوراة في الطب والجراحة والولادة وشهادة الامتياز، ثم انتقل إلى العاصمة النمساوية فيينا فأقام بها فترة وجيزة، عاد بعدها إلى مصر.

وفي سنة 1918، عُينَ «الهنداوي» مديرًا داخل «بيمارستان- مستشفى» قلاوون، التى اختصّت حينها بأمراض الرمد والعيون، وتفوق في عمله داخل المستشفى، لدرجة أنه أصبح يمتلك شهرة واسعة داخل وخارج مصر، حتى أنه أجرى عمليات جراحية ناجحة للملك عبدالعزيز، أهلتهُ ليُصبح بشكل شبه رسمي طبيب العائلة المالكة السعوديّة.

 وعن شُهرة «الهنداوي» عربيًا، يُقال إن الأمير سعود بن عبدالعزيز كان يشكو رمدًا في عينيه، فأراد والده أنّ يدعو الطبيب المصري، سالم الهنداوي، الذى كان قد أجرى للملك عملية جراحية ناجحه في عينه، وبالفعل اتصل مستشار الملك آنذاك، الشيخ حافظ وهبة، مصري الجنسية، بالحكومة المصرية، لطلب سفر الدكتور المصري إلى المملكة، ولكنه اعتذر عن السفر، لأنّ درجة الحرارة في مكة المكرمة كانت مرتفعة للغاية، ولا تساعد على إجراء العملية.

وعندّما تعذّر سفر «الهنداوي»، رأت الحكومة المصرية توجيه الدعوة للأمير سعود لزيارة مصر، وفي البدء، كان الملك عبدالعزيز متحفظًا على قيام الأمير بزيارة مصر، خصوصًا بعد حادثة المحمل المصري، التى حدثت في موسم الحج عام 1344 هجريّة، ولكن بعد توجيه الدعوة الرسمية، وافق الملك شاكرًا، كمّا رأى أنها فرصة لتعزيز التعاون.

وبتاريخ 9 أغسطس، وصل الأمير إلى السويس، واستقبلهُ المصريون بحفاوة لا نظير لها، وكان في استقباله مندوبون من الحكومة، وجمع غفير من أعيان البلاد، كما نزل في ضيافة الحكومة في منزل أُعد له خصيصًا، داخل حي المنيرة، ومكث في مصر لمدة شهر ونص، أجرى خلالها عمليتين في عينيه، الأولى في 22 أغسطس 1926، أما الثانية في 28 أغسطس 1926، وفقًا لموقع «المقاتل».

وبعد النجاحات التى حققها «الهنداوي» في مجال طب العيون، بنى سنة 1932، دارًا للشفاء عُرفت باسم «دار الحكمة لابن هنداوي»، وفقًا لمّا روته دكتور، أمل محفوظ، فيما كرمته المملكة العربية السعودية بنشر صورته برفقة الملك عبدالعزيز آل سعود داخل قصر الملك، كمّا ظهرت على موقع «الملك سعود» الإلكتروني، مُرفقة بعنوان يقول: «الأمير سعود قبيل عودته إلى بلاده من مصر ومعه طبيب عيونه سالم بك هنداوي وحفلات لتوديعه».

CiqdK6fXEAAmWg9.jpg