فقدت الساحة الثقافية مؤخراً الشاعر الكبير اللواء علي زين العابدين عن عمر يناهز الخامسة والثمانين أمضاها في خدمة دينه ومليكه ووطنه وقدم من خلالها تجربة شعرية متميزة شارك من خلال هذه التجربة بإبراز صوتنا الشعري في كثير من المحافل الثقافية والأمسيات الشعرية وقدمت عنه بعض الدراسات الأدبية التي أشادت بتجربته الشعرية.
والراحل علي زين العابدين من مواليد مكة المكرمة عام 1343ه ودرس في مدارسها حتى المرحلة الثانوية ثم التحق بالكلية الحربية بمصر ليتخرج منها عام 1366ه حاملاً البكالويوس في العلوم العسكرية وعاد إلى بلاده ليلتحق بسلاح المدرعات، كما ابتعث شاعرنا إلى الولايات المتحدة ليحصل على دراسات عليا في التخصص العسكري بعد ذلك تولى عدة مناصب عسكرية منها مدير الكلية الحربية ومدير الصحة العسكرية ورئيس هيئة العمليات الحربية وعضو القيادة العربية المشتركة بالقاهرة بعدها عين ملحقاً عسكرياً في السفارة السعودية بباريس وعاد ليكون قائداً لمنطقة مكة العسكرية حتى أحيل إلى التقاعد بعد أن بلغ رتبة "لواء".
هذا وقد شارك شاعرنا بنشر كثير من إنتاجه في الصحف والمجلات المحلية والعربية، وقد صدر له أعمال شعرية متعددة منها:
1- ديوان "صليل" الصادر عام 1404ه وقد جمع فيه الشاعر قصائده الحماسية والوطنية.
2- ديوان "هديل" وصدر عام 1404ه.
3- ديوان "تغريد" وصدر عام 1404ه ويحمل بعض القصائد الغزلية والمناسبات السعيدة.
4- ديوان "نجوى".
5- "اليهودية والنصرانية في نظر القرآن" دراسة.
6- "الحروب الأربع" دراسة تحليلة.
الشاعر المكي فاروق بنجر أبدى حزنه الشديد على رحيل شاعرنا وقال: اللواء والشاعر علي زين العابدين - رحمه الله - سليل أسرة مكية أدبية انتجت أكثر من خمسة أجيال من الأدباء والشعراء وهو من أبرزهم شاعرية وكان - رحمه الله - من مجايلي الشاعر حسن قرشي والأديب عبدالعزيز الرفاعي والشاعر محمد عبدالقادر فقيه وغيرهم، وكان من الشعراء العسكريين ولكنه كما يبدو أشعرهم طبيعة وإبداعاً فنياً ومعرفة وثقافة لغوية وخبرة أدبية، وللراحل مطولات شعرية في دواوينه (صليل - هديل - تغريد - نجوى) كان محورها القضايا العربية والإسلامية والوطنية والإنسانية والتجارب الذاتية والاجتماعية المحلقة في شعرية الوجدان والحس الإنساني، وقد صدر له قبل أسابيع ديوان جديد حمل عنوان "عزف ونزف" وكان فيه نسيجاً شعرياً من تجارب المناسبات والشعر العائلي الشفيف الذي يشع بإنسانية الأب والجد ورب الأسرة في ترانيم شعرية آسرة، ورغم أنه لم ينل حظه من التكريم الأدبي والدرس النقدي الذي يستحقه إلا أنه يعد من الشعراء المبرزين الذين شاركوا في الحركة الأدبية في الجيل الماضي - رحم الله - شاعرنا وأديبنا علي زين العابدين وأسكنه فسيح جناته.
الباحث الأكاديمي الدكتور خضر عريف الذي وصف رحيل زين العابدين بخسارة على الساحة الثقافية وقال: منيت الساحة الأدبية السعودية بالأمس بخسارة فادحة بوفاة الأديب السعودي المخضرم اللواء المتقاعد علي زين العابدين - رحمه الله - الذي يعتبر من المؤسسين للسلك العسكري السعودي ومن الرواد في الأدب العربي السعودي في عام 1372ه صدر أمر سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز بتعيين أديبنا آمراً للمدرسة العسكرية، فعمل جاهداً على تطويرها وأضاف إلى برامجها جملة من المواد المهمة مثل: القانون الدولي والاقتصاد الحربي وهندسة السيارات والتكتيك الذي كان يسمى (تعبئة) وكان خليطاً من هندسة الميدان والجغرافيا، كما أعاد تصميم تدريس الجغرافيا العسكرية وطور تدريس التاريخ العسكري.
ويواصل الدكتور عريف :ومن الوظائف العسكرية التعليمية التي ابتكرها لأول مرة وظيفة (كبير المعلمين) التي عين عليها معالي الأستاذ علي الشاعر وزير الإعلام السابق الذي كان نقيباً آنذاك، ومن الوظائف التي أدخلها أيضاً وظيفة أركان حرب الوحدة (وهو المتحدث والآمر باسم القائد)، وبذلك تتجلى بعض الخطوات التأسيسية التي أقدم عليها اللواء علي زين العابدين، كما أشرف أديبنا على بناء الكلية الحربية بالرياض منذ وضع الأساسات بتكليف من سمو الأميرمشعل بن عبدالعزيز، وواصل العمل الدؤوب حتى تم تأسيس وتأثيث مباني الكلية عام 1374ه وكان مقر الكلية في الطائف ثم صدر أمر سمو وزير الدفاع بنقلها إلى الرياض تحت اسم (كلية الملك عبدالعزيز الحربية)، وكانت امتداداً وتطويراً للمدرسة العسكرية، وقد تم افتتاح الكلية في الخامس من جمادى الآخرة عام 1375ه.
ومن المناصب التي تقلدها أديبنا أيضاً وظيفة المدير العام للصحة العسكرية، وقد قام بواجبه في تطوير هذا القطاع المهم والحساس، فتم عمل إصلاحات في مبنى مستشفى الطائف ثم إنشاء مبنى جديد للعيادات المتخصصة، وبموافقة سمو وزير الدفاع أنشئ مبنى جديد، كما استأذن سموه في عمل مماثل في مستشفى الرياض لأول مرة بالاستعانة بصيدلي سعودي.
والموهبة الأدبية لدى اللواء علي زين العابدين قديمة ومتأصلة، وقد شهدت الأحداث التاريخية والعسكرية في المملكة الكثير من شعره المتميز، فبعد أن صدر أمر جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سعود وزيراً للدفاع والطيران، ألقى أديبنا بين يديه قصيدة نالت استحسان سموه جاء فيها:
إلى لوائك فاجمع كل ذي حول
أغر أغلب ما زلت به قدم
وكل ذي همة قعساء فارهة
شعاره العزم والإقدام والشمم
تجري العروبة في أعراقه شمماً
تكاد غرته بالنجم تصطدم
قد تيمته المعالي وهو تيمها
حبان قلباهما بالحب يضطرم
وفي حفل افتتاح الكلية الذي أقيم في السابع من شهر جمادى الأولى عام 1375ه الذي شرفه جلالة الملك سعود - رحمه الله - كان لأديبنا قصيدة مشهودة جاء فيها:
وقف الدهر وقفة الإجلال
حين شيدت مصنع الأبطال
واشرأب الزمان نحوك يرنو
أدهشته روائع الأعمال
زعم المرجفون زوراً وقالوا
لا تشاد القصور فوق الرمال
أنت شيدت في الرمال صروحاً
نافست في الشموخ شم الجبال
ويوضح عريف مكانة الراحل الشعرية قائلاً: وشاعرية اللواء زين العابدين برزت في سن مبكرة، فقد ألقى قصيدة بين يدي جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - في التاسعة عشرة من عمره بوصفه ممثلاً للكشافة السعودية ولقب وقتها (شاعر الكشافة) كما حمل لقلب (شاعر الجيش) الذي أطلقه عليه سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز عام 1371ه وألقى كثيراً من قصائده بين أيدي عدد من الملوك مرات كثيرة، في مقدمتهم الملك المؤسس - رحمه الله - ومن ثم الملك سعود والملك فيصل - رحمهما الله - كما تشرف بالمثول بين يدي سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز وسمو الأمير فهد بن سعود الذي كلفه بمسؤولية كبيرة في الجيش هي (رئاسة هيئة العمليات الحربية).
وللواء زين العابدين عدد من الدواوين الشعرية: الأول بعنوان "صليل" ويعبر اسمه عن مضمون قصائده المتعلقة بالعسكريات والحماسة والسياسة وقضايا العرب والمسلمين. والثاني بعنوان "تغريد" وفيه قصائد الغزل والأفراح والوصف. والثالث بعنوان "هديل" وفيه قصائد الوجدان وقد طبعت جميعها عام 1404ه.
ولم يقتصر نتاجه الأدبي على الشعر بل إن له إسهامات معروفة في الكتابة الصحفية ذات الطابع السياسي، إذ كتب كثيراً في قضايا تهم الأمة الإسلامية والعربية. رحمه الله رحمة واسعة، فوفاته خسارة للأدب والفكر والإبداع.
والراحل علي زين العابدين من مواليد مكة المكرمة عام 1343ه ودرس في مدارسها حتى المرحلة الثانوية ثم التحق بالكلية الحربية بمصر ليتخرج منها عام 1366ه حاملاً البكالويوس في العلوم العسكرية وعاد إلى بلاده ليلتحق بسلاح المدرعات، كما ابتعث شاعرنا إلى الولايات المتحدة ليحصل على دراسات عليا في التخصص العسكري بعد ذلك تولى عدة مناصب عسكرية منها مدير الكلية الحربية ومدير الصحة العسكرية ورئيس هيئة العمليات الحربية وعضو القيادة العربية المشتركة بالقاهرة بعدها عين ملحقاً عسكرياً في السفارة السعودية بباريس وعاد ليكون قائداً لمنطقة مكة العسكرية حتى أحيل إلى التقاعد بعد أن بلغ رتبة "لواء".
هذا وقد شارك شاعرنا بنشر كثير من إنتاجه في الصحف والمجلات المحلية والعربية، وقد صدر له أعمال شعرية متعددة منها:
1- ديوان "صليل" الصادر عام 1404ه وقد جمع فيه الشاعر قصائده الحماسية والوطنية.
2- ديوان "هديل" وصدر عام 1404ه.
3- ديوان "تغريد" وصدر عام 1404ه ويحمل بعض القصائد الغزلية والمناسبات السعيدة.
4- ديوان "نجوى".
5- "اليهودية والنصرانية في نظر القرآن" دراسة.
6- "الحروب الأربع" دراسة تحليلة.
الشاعر المكي فاروق بنجر أبدى حزنه الشديد على رحيل شاعرنا وقال: اللواء والشاعر علي زين العابدين - رحمه الله - سليل أسرة مكية أدبية انتجت أكثر من خمسة أجيال من الأدباء والشعراء وهو من أبرزهم شاعرية وكان - رحمه الله - من مجايلي الشاعر حسن قرشي والأديب عبدالعزيز الرفاعي والشاعر محمد عبدالقادر فقيه وغيرهم، وكان من الشعراء العسكريين ولكنه كما يبدو أشعرهم طبيعة وإبداعاً فنياً ومعرفة وثقافة لغوية وخبرة أدبية، وللراحل مطولات شعرية في دواوينه (صليل - هديل - تغريد - نجوى) كان محورها القضايا العربية والإسلامية والوطنية والإنسانية والتجارب الذاتية والاجتماعية المحلقة في شعرية الوجدان والحس الإنساني، وقد صدر له قبل أسابيع ديوان جديد حمل عنوان "عزف ونزف" وكان فيه نسيجاً شعرياً من تجارب المناسبات والشعر العائلي الشفيف الذي يشع بإنسانية الأب والجد ورب الأسرة في ترانيم شعرية آسرة، ورغم أنه لم ينل حظه من التكريم الأدبي والدرس النقدي الذي يستحقه إلا أنه يعد من الشعراء المبرزين الذين شاركوا في الحركة الأدبية في الجيل الماضي - رحم الله - شاعرنا وأديبنا علي زين العابدين وأسكنه فسيح جناته.
الباحث الأكاديمي الدكتور خضر عريف الذي وصف رحيل زين العابدين بخسارة على الساحة الثقافية وقال: منيت الساحة الأدبية السعودية بالأمس بخسارة فادحة بوفاة الأديب السعودي المخضرم اللواء المتقاعد علي زين العابدين - رحمه الله - الذي يعتبر من المؤسسين للسلك العسكري السعودي ومن الرواد في الأدب العربي السعودي في عام 1372ه صدر أمر سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز بتعيين أديبنا آمراً للمدرسة العسكرية، فعمل جاهداً على تطويرها وأضاف إلى برامجها جملة من المواد المهمة مثل: القانون الدولي والاقتصاد الحربي وهندسة السيارات والتكتيك الذي كان يسمى (تعبئة) وكان خليطاً من هندسة الميدان والجغرافيا، كما أعاد تصميم تدريس الجغرافيا العسكرية وطور تدريس التاريخ العسكري.
ويواصل الدكتور عريف :ومن الوظائف العسكرية التعليمية التي ابتكرها لأول مرة وظيفة (كبير المعلمين) التي عين عليها معالي الأستاذ علي الشاعر وزير الإعلام السابق الذي كان نقيباً آنذاك، ومن الوظائف التي أدخلها أيضاً وظيفة أركان حرب الوحدة (وهو المتحدث والآمر باسم القائد)، وبذلك تتجلى بعض الخطوات التأسيسية التي أقدم عليها اللواء علي زين العابدين، كما أشرف أديبنا على بناء الكلية الحربية بالرياض منذ وضع الأساسات بتكليف من سمو الأميرمشعل بن عبدالعزيز، وواصل العمل الدؤوب حتى تم تأسيس وتأثيث مباني الكلية عام 1374ه وكان مقر الكلية في الطائف ثم صدر أمر سمو وزير الدفاع بنقلها إلى الرياض تحت اسم (كلية الملك عبدالعزيز الحربية)، وكانت امتداداً وتطويراً للمدرسة العسكرية، وقد تم افتتاح الكلية في الخامس من جمادى الآخرة عام 1375ه.
ومن المناصب التي تقلدها أديبنا أيضاً وظيفة المدير العام للصحة العسكرية، وقد قام بواجبه في تطوير هذا القطاع المهم والحساس، فتم عمل إصلاحات في مبنى مستشفى الطائف ثم إنشاء مبنى جديد للعيادات المتخصصة، وبموافقة سمو وزير الدفاع أنشئ مبنى جديد، كما استأذن سموه في عمل مماثل في مستشفى الرياض لأول مرة بالاستعانة بصيدلي سعودي.
والموهبة الأدبية لدى اللواء علي زين العابدين قديمة ومتأصلة، وقد شهدت الأحداث التاريخية والعسكرية في المملكة الكثير من شعره المتميز، فبعد أن صدر أمر جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سعود وزيراً للدفاع والطيران، ألقى أديبنا بين يديه قصيدة نالت استحسان سموه جاء فيها:
إلى لوائك فاجمع كل ذي حول
أغر أغلب ما زلت به قدم
وكل ذي همة قعساء فارهة
شعاره العزم والإقدام والشمم
تجري العروبة في أعراقه شمماً
تكاد غرته بالنجم تصطدم
قد تيمته المعالي وهو تيمها
حبان قلباهما بالحب يضطرم
وفي حفل افتتاح الكلية الذي أقيم في السابع من شهر جمادى الأولى عام 1375ه الذي شرفه جلالة الملك سعود - رحمه الله - كان لأديبنا قصيدة مشهودة جاء فيها:
وقف الدهر وقفة الإجلال
حين شيدت مصنع الأبطال
واشرأب الزمان نحوك يرنو
أدهشته روائع الأعمال
زعم المرجفون زوراً وقالوا
لا تشاد القصور فوق الرمال
أنت شيدت في الرمال صروحاً
نافست في الشموخ شم الجبال
ويوضح عريف مكانة الراحل الشعرية قائلاً: وشاعرية اللواء زين العابدين برزت في سن مبكرة، فقد ألقى قصيدة بين يدي جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - في التاسعة عشرة من عمره بوصفه ممثلاً للكشافة السعودية ولقب وقتها (شاعر الكشافة) كما حمل لقلب (شاعر الجيش) الذي أطلقه عليه سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز عام 1371ه وألقى كثيراً من قصائده بين أيدي عدد من الملوك مرات كثيرة، في مقدمتهم الملك المؤسس - رحمه الله - ومن ثم الملك سعود والملك فيصل - رحمهما الله - كما تشرف بالمثول بين يدي سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز وسمو الأمير فهد بن سعود الذي كلفه بمسؤولية كبيرة في الجيش هي (رئاسة هيئة العمليات الحربية).
وللواء زين العابدين عدد من الدواوين الشعرية: الأول بعنوان "صليل" ويعبر اسمه عن مضمون قصائده المتعلقة بالعسكريات والحماسة والسياسة وقضايا العرب والمسلمين. والثاني بعنوان "تغريد" وفيه قصائد الغزل والأفراح والوصف. والثالث بعنوان "هديل" وفيه قصائد الوجدان وقد طبعت جميعها عام 1404ه.
ولم يقتصر نتاجه الأدبي على الشعر بل إن له إسهامات معروفة في الكتابة الصحفية ذات الطابع السياسي، إذ كتب كثيراً في قضايا تهم الأمة الإسلامية والعربية. رحمه الله رحمة واسعة، فوفاته خسارة للأدب والفكر والإبداع.