رحلة جلالة الملك المعظم إلى لبنان
وفي يوم الخميس الموافق 16/3/1377 غادر جلالة الملك المعظم الرياض متوجها إلى لبنان في زيارة رسمية بدعوة من فخامة الرئيس كميل شمعون لحضور الدورة الرياضية العربية ، وقد كان في توديع جلالته في المطار جموع غفيرة من أهالي الرياض يتقدمهم حضرات أصحاب السمو الملكي الأمراء وحضرات أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وكبار رجال الدولة والوجهاء والأعيان حيث تشرف الجميع بالسلام على جلالته مودعين ضارعين إلى الله أن يوفق جلالته في رحلته الميمونة ، وقد تشرف بمرافقة جلالته في هذه الزيارة حضرات أصحاب السمو الملكي الأمراء محمد بن سعود آل سعود وسلمان بن عبد العزيز وخالد بن سعود ومنصور بن سعود وبدر بن سعود وفيصل بن سعود ، وعبد الآلة بن سعود ومحمد بن تركي ، كما رافقت جلالته على نفس الطائرة بعثة الشرف اللبنانية الخاصة برئاسة معالي السيد كاظم الخليل ،وفي مطار بيروت الدولي احتشدت جموع كبيرة من أهالي مدينة بيروت ووجهائها وأعيانها يتقدمهم حضرة صاحب الفخامة السيد كميل شمعون رئيس الجمهورية اللبنانية ودولة السيد سامي الصلح رئيس الوزراء وأعضاء الوزارة ورجال السلك السياسي العربي والأجنبي وسعادة السفير السعودي في لبنان وأعضاء بعثته وأعضاء الجالية السعودية هناك ، وما أن وصلت الطائرة الملكية التي تقل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وكبار رجال حاشيته الكريمة وأعضاء بعثة الشرف اللبنانية حتى تقدم الجميع وعلى رأسهم فخامة الرئيس اللبناني للسلام على جلالته والترحيب به ، وبعد أن تعانق العاهلان العظيمان وأجريت مراسم
الاستقبال الرسمية توجه الموكب الملكي إلى قصر الضيافة حيث قوبل في الطريق بأجمل آيات الترحيب وبين عاصفة التصفيق والهتاف ، وكانت مدينة بيروت قد زينت منذ عدة أيام لاستقبال جلالة
العاهل العظيم وأخذت الإعلام السعودية ترفرف على المباني والمنشآت الحكومية والأهلية بجانب العلم اللبناني ، كما أقيمت أقواس النصر التي كانت تحمل عبارات الترحيب بهذه الزيارة الميمونة.
وبعد ظهر يوم الخميس قام جلالة الملك المعظم بزيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية بالقصر الجمهوري حيث أستقبل في القصر استقبالا حافلا وامضي جلالته مع فخامة الرئيس بعض الوقت ثم غادر القصر الجمهوري مودعاً بالحفاوة والإجلال ، وفي الساعة الرابعة من بعد الظهر استقبل جلالته رؤساء البعثات الدبلوماسية في لبنان ، وقد عبر رؤساء البعثات لجلالة العاهل العظيم عن اغتباطهم بهذه الزيارة الملكية الكريمة التي ستزيد من أواصر الصداقة بين البلدين ، كما نقلوا إلى جلالته تحيات حكوماتهم بهذه المناسبة.
وفي المساء أقام فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية حفلة عشاء كبرى على شرف جلالته دعا إليها عدداً كبيراً من رجالات لبنان وأعضاء السلك السياسي العربي والأجنبي.
وفي الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة استقبل جلالة الملك المعظم رئيس بلدية بيروت وأعضاء بلديتها وتحدث إليهم حديثا وديا شكرهم فيه على الحفاوة التي لاقاها جلالته من مختلف طبقات الشعب اللبناني الشقيق ، وبهذه المناسبة قدم سعادة رئيس البلدية مفتاحا ذهبيا لمدينة بيروت لجلالة العاهل المفدى تعبيراً عن اغتباط لبنان حكومة وشعبا لما قام به جلالته من مساندة فعالة للبنان وللعرب جميعاً.
وبعد عصر ذلك اليوم استقبل جلالة الملك المعظم رجال الصحافة اللبنانية الشقيقة الذين قدموا لجلالته شكرهم على هذه الزيارة الكريمة للبنان الشقيق وقد تحدث جلالة الملك إليهم ورجاهم أن يكونوا عونا على تنفيذ وتدعيم هذه الأواصر والصلات الروحية والقومية التي تجمع بين العرب في مختلف أقطارهم وتربط بين قلوبهم ومشاعرهم بما يتفق وأهداف القومية العربية .
وفي صباح السبت استقبل جلالة الملك المعظم سماحة مفتى الجمهورية اللبنانية وكبار العلماء ورجال الدين وجمعا غفيرا من العلماء والأدباء الذين كرروا شكرهم لجلالة الملك المعظم على ما يقوم به من توطيد الصلات بين الدول العربية جمعاء وفي الساعة السادسة والنصف مساء شرف جلالة الملك المعظم حفلة افتتاح الدورة العربية الرياضية في بيروت . وقد استقبل جلالة الملك المعظم استقبالا رائعا في مكان الحفل من كبار رجال الدولة واعيان مدينة بيروت وعلى رأسهم فخامة الرئيس اللبناني .
واستمرت إقامة جلالة الملك المعظم في لبنان في زيارته الرسمية مدة خمسة أيام واصلت فيها الصحافة اللبنانية خاصة والصحافة العربية عامة نشر أنباء تنقلات جلالة الملك المعظم والحفاوة العظيمة التي لاقاها من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق ، وبانتهاء الزيارة الملكية وعقب الاجتماعات وبحث الأوضاع العامة صدر البلاغ الرسمي المشترك التالي:
لبى جلالة الملك سعود الأول ملك المملكة العربية السعودية دعوة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد كميل شمعون وقام بزيارة رسمية للبنان في الفترة الواقعة بين الخامس عشر من شهر ربيع الأول عام 1377هـ والثاني والعشرين منه الموافق في العاشر من تشرين الأول 1957 والتاسع عشر منه وحضر جلالته افتتاح الدورة الرياضية العربية الثانية وكان جلالته وفخامة الرئيس مغتبطين بالمعنى القومي العربي للدورة ومقدرين ما لها من تأثير في تعزيز الروح الرياضية بين الشباب العربي وتوثيق ما بينه من تواصل وتعارف وتعاون ، وأتاحت الزيارة الملكية الفرصة لقيام محادثات بين جلالة الملك وفخامة رئيس الجمهورية وبين رجال الحكومتين السعودية واللبنانية تناولت الوضع العربي العام وقد جرت هذه المحادثات في ظل ما يسود علاقات البلدين من روح التآخي والتفاهم وتبين منها استمساك المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية بالتزاماتها بميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع المشترك وميثاق الأمم المتحدة ومقررات مؤتمر باندونغ وأظهرتا حرصهما على أن تظل سياستهما العربية والدولية مستوحاة من هذه الالتزامات وأكد الفريقان تعلقهما بالمبادئ والأهداف الأساسية التي يعلن عنها البلاغ السعودي اللبناني المشترك الصادر في 26 آذار سنة 1957 أثناء زيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية للمملكة العربية السعودية واستعرض الفريقان الأحداث السياسية العربية الراهنة وما تلقيه عليهما وعلى العرب من مسؤوليات قومية ودولية وبحث التطورات السورية الأخيرة وهما يعلنان مجدداً تضامنهما التام مع الدول العربية في اعتبار أي عدوان على سورية الشقيقة وعلى أية دول عربية ومن أي جهة كانت عدوانا على كل منهما ،ويرى الفريقان أن احترام استقلال الدول العربية وسيادتها وسلامتها وتجنب التدخل في شئونها الداخلية من المستلزمات الأولية لتوطيد أمن الشرق الأوسط واستبعاد التوتر في علاقات دوله ولصون سلام العالم وهما يعلنان عزمهما على مواصلة الجهد لتوحيد موقف العرب تجاه جميع الأحداث ...
_____________________________________________________________________
المرجع-المملكة العربية السعودية 1377-تاليف عبدالله بلخير
وفي يوم الخميس الموافق 16/3/1377 غادر جلالة الملك المعظم الرياض متوجها إلى لبنان في زيارة رسمية بدعوة من فخامة الرئيس كميل شمعون لحضور الدورة الرياضية العربية ، وقد كان في توديع جلالته في المطار جموع غفيرة من أهالي الرياض يتقدمهم حضرات أصحاب السمو الملكي الأمراء وحضرات أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وكبار رجال الدولة والوجهاء والأعيان حيث تشرف الجميع بالسلام على جلالته مودعين ضارعين إلى الله أن يوفق جلالته في رحلته الميمونة ، وقد تشرف بمرافقة جلالته في هذه الزيارة حضرات أصحاب السمو الملكي الأمراء محمد بن سعود آل سعود وسلمان بن عبد العزيز وخالد بن سعود ومنصور بن سعود وبدر بن سعود وفيصل بن سعود ، وعبد الآلة بن سعود ومحمد بن تركي ، كما رافقت جلالته على نفس الطائرة بعثة الشرف اللبنانية الخاصة برئاسة معالي السيد كاظم الخليل ،وفي مطار بيروت الدولي احتشدت جموع كبيرة من أهالي مدينة بيروت ووجهائها وأعيانها يتقدمهم حضرة صاحب الفخامة السيد كميل شمعون رئيس الجمهورية اللبنانية ودولة السيد سامي الصلح رئيس الوزراء وأعضاء الوزارة ورجال السلك السياسي العربي والأجنبي وسعادة السفير السعودي في لبنان وأعضاء بعثته وأعضاء الجالية السعودية هناك ، وما أن وصلت الطائرة الملكية التي تقل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وكبار رجال حاشيته الكريمة وأعضاء بعثة الشرف اللبنانية حتى تقدم الجميع وعلى رأسهم فخامة الرئيس اللبناني للسلام على جلالته والترحيب به ، وبعد أن تعانق العاهلان العظيمان وأجريت مراسم
الاستقبال الرسمية توجه الموكب الملكي إلى قصر الضيافة حيث قوبل في الطريق بأجمل آيات الترحيب وبين عاصفة التصفيق والهتاف ، وكانت مدينة بيروت قد زينت منذ عدة أيام لاستقبال جلالة
العاهل العظيم وأخذت الإعلام السعودية ترفرف على المباني والمنشآت الحكومية والأهلية بجانب العلم اللبناني ، كما أقيمت أقواس النصر التي كانت تحمل عبارات الترحيب بهذه الزيارة الميمونة.
وبعد ظهر يوم الخميس قام جلالة الملك المعظم بزيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية بالقصر الجمهوري حيث أستقبل في القصر استقبالا حافلا وامضي جلالته مع فخامة الرئيس بعض الوقت ثم غادر القصر الجمهوري مودعاً بالحفاوة والإجلال ، وفي الساعة الرابعة من بعد الظهر استقبل جلالته رؤساء البعثات الدبلوماسية في لبنان ، وقد عبر رؤساء البعثات لجلالة العاهل العظيم عن اغتباطهم بهذه الزيارة الملكية الكريمة التي ستزيد من أواصر الصداقة بين البلدين ، كما نقلوا إلى جلالته تحيات حكوماتهم بهذه المناسبة.
وفي المساء أقام فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية حفلة عشاء كبرى على شرف جلالته دعا إليها عدداً كبيراً من رجالات لبنان وأعضاء السلك السياسي العربي والأجنبي.
وفي الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة استقبل جلالة الملك المعظم رئيس بلدية بيروت وأعضاء بلديتها وتحدث إليهم حديثا وديا شكرهم فيه على الحفاوة التي لاقاها جلالته من مختلف طبقات الشعب اللبناني الشقيق ، وبهذه المناسبة قدم سعادة رئيس البلدية مفتاحا ذهبيا لمدينة بيروت لجلالة العاهل المفدى تعبيراً عن اغتباط لبنان حكومة وشعبا لما قام به جلالته من مساندة فعالة للبنان وللعرب جميعاً.
وبعد عصر ذلك اليوم استقبل جلالة الملك المعظم رجال الصحافة اللبنانية الشقيقة الذين قدموا لجلالته شكرهم على هذه الزيارة الكريمة للبنان الشقيق وقد تحدث جلالة الملك إليهم ورجاهم أن يكونوا عونا على تنفيذ وتدعيم هذه الأواصر والصلات الروحية والقومية التي تجمع بين العرب في مختلف أقطارهم وتربط بين قلوبهم ومشاعرهم بما يتفق وأهداف القومية العربية .
وفي صباح السبت استقبل جلالة الملك المعظم سماحة مفتى الجمهورية اللبنانية وكبار العلماء ورجال الدين وجمعا غفيرا من العلماء والأدباء الذين كرروا شكرهم لجلالة الملك المعظم على ما يقوم به من توطيد الصلات بين الدول العربية جمعاء وفي الساعة السادسة والنصف مساء شرف جلالة الملك المعظم حفلة افتتاح الدورة العربية الرياضية في بيروت . وقد استقبل جلالة الملك المعظم استقبالا رائعا في مكان الحفل من كبار رجال الدولة واعيان مدينة بيروت وعلى رأسهم فخامة الرئيس اللبناني .
واستمرت إقامة جلالة الملك المعظم في لبنان في زيارته الرسمية مدة خمسة أيام واصلت فيها الصحافة اللبنانية خاصة والصحافة العربية عامة نشر أنباء تنقلات جلالة الملك المعظم والحفاوة العظيمة التي لاقاها من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق ، وبانتهاء الزيارة الملكية وعقب الاجتماعات وبحث الأوضاع العامة صدر البلاغ الرسمي المشترك التالي:
لبى جلالة الملك سعود الأول ملك المملكة العربية السعودية دعوة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد كميل شمعون وقام بزيارة رسمية للبنان في الفترة الواقعة بين الخامس عشر من شهر ربيع الأول عام 1377هـ والثاني والعشرين منه الموافق في العاشر من تشرين الأول 1957 والتاسع عشر منه وحضر جلالته افتتاح الدورة الرياضية العربية الثانية وكان جلالته وفخامة الرئيس مغتبطين بالمعنى القومي العربي للدورة ومقدرين ما لها من تأثير في تعزيز الروح الرياضية بين الشباب العربي وتوثيق ما بينه من تواصل وتعارف وتعاون ، وأتاحت الزيارة الملكية الفرصة لقيام محادثات بين جلالة الملك وفخامة رئيس الجمهورية وبين رجال الحكومتين السعودية واللبنانية تناولت الوضع العربي العام وقد جرت هذه المحادثات في ظل ما يسود علاقات البلدين من روح التآخي والتفاهم وتبين منها استمساك المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية بالتزاماتها بميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع المشترك وميثاق الأمم المتحدة ومقررات مؤتمر باندونغ وأظهرتا حرصهما على أن تظل سياستهما العربية والدولية مستوحاة من هذه الالتزامات وأكد الفريقان تعلقهما بالمبادئ والأهداف الأساسية التي يعلن عنها البلاغ السعودي اللبناني المشترك الصادر في 26 آذار سنة 1957 أثناء زيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية للمملكة العربية السعودية واستعرض الفريقان الأحداث السياسية العربية الراهنة وما تلقيه عليهما وعلى العرب من مسؤوليات قومية ودولية وبحث التطورات السورية الأخيرة وهما يعلنان مجدداً تضامنهما التام مع الدول العربية في اعتبار أي عدوان على سورية الشقيقة وعلى أية دول عربية ومن أي جهة كانت عدوانا على كل منهما ،ويرى الفريقان أن احترام استقلال الدول العربية وسيادتها وسلامتها وتجنب التدخل في شئونها الداخلية من المستلزمات الأولية لتوطيد أمن الشرق الأوسط واستبعاد التوتر في علاقات دوله ولصون سلام العالم وهما يعلنان عزمهما على مواصلة الجهد لتوحيد موقف العرب تجاه جميع الأحداث ...
_____________________________________________________________________
المرجع-المملكة العربية السعودية 1377-تاليف عبدالله بلخير
المملكة العربية السعودية 1377-تاليف عبدالله بلخير