وفي عهد الملك سعود رحمه الله كان حريصا على تنفيذ وصية والده بمصر
فعندما سمع ان هناك خلافات دبت بين رئيس الجمهورية محمد نجيب ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية جمال عبدالعناصر هب مسرعا الى مصر محاولا تقريب وجهات النظر وباذلا كل مايستطيعه لانهاء الخلافات بينهما .
وبعد اعلان مصر قرار تأميم قناة السويس على المستوى الدولي بادر الملك سعود بإرسال برقية عاجلة إلى السفير السعودي بالقاهرة يقول فيها:
\" قابل حالا السيد الرئيس وارفع له باسمنا تأيدنا الكامل للخطوة التي خطاها في تأميم شركة ونحن واثقون أن الرئيس يعرف موقفنا واتجاهنا وتأييدنا المطلق له في شتى مجالات التعاون، وارفع لسيادته تحياتنا وتمنياتنا الطيبة\"
ولم يكن موقف الملك سعود المؤيد لقرار التأميم موقف شخصي فقط، بل أن ولي العهد الأمير فيصل يرحمه الله أعرب كذلك عن تأييده مصر أثناء حديثة مع مندوب الإذاعة المصرية وقال \"إن هذا حق مصر ولا احسب الدول المختلفة تقدم على التوسل بالقوة لإنفاذ رأيها وأرى أن الأمر انتهى بما فيه مصلحة بلادكم\"
وبعد ان قامت بريطانيا وفرنسا واسرائيل بالعدوان الثلاثي على مصر ،أمر الملك سعود بالتعبئة العامة والاستعداد للذود عن البلاد العربية والقيام بأداء الواجب الذي تملية العروبة ، فقد كان يعتبر بلاده طرفاً مباشراً في التصدي لإسرائيل وانجلترا وفرنسا، وقد وضع يده في يد .الرئيس جمال عبد الناصر، ووضع كافة إمكانات المملكة الاقتصادية والجغرافية والعسكرية في خدمة إدارة الصراع ضد المعتدين .
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل أمر وزارة الدفاع بفتح مكاتب للتطوع في جميع أنحاء المملكة للذين يريدون الانضمام إلى الجيوش العربية، فتدفق الناس أمام مكاتب التطوع للحصول على شرف الانخراط في الجيش وكان على رأس المتطوعين عدد من اصحاب السمو الامراء ، وهم:
عبد الله الفيصل وزير الداخلية السابق،
وفهد بن عبد العزيز وزير المعارف،
وعبد الله بن عبد العزيز
سلطان بن عبد العزيز
مشعل بن عبد العزيز
مشاري بن عبد العزيز
نواف بن عبد العزيز
نايف بن عبد العزيز
وغيرهم من الأمراء الذين لبسوا ملابس الجنود وتقلدوا بالسلاح واشتركوا في التمرينات العسكرية، وقد أدرك الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في مصر واجبهم فانخرطوا في التدريب وشاركوا في الدفاع عن مصر ، وقد شاهدت صور اصحاب السمو الامراء وهم بالزي العسكري في مصر في احدى الجرائد المصرية في متحف خوجة بجدة
كما أصدرت الحكومة أمرا بمنع شحن وتموين السفن الانجليزية والفرنسية وأيضاً السفن الأخرى التي تتجه بحمولتها إلى هذين البلدين، وقطع الخط الممتد إلى البحرين الذي تستفيد منه هذه الدول، غير مكترثة بما يصيب خزينتها من أضرار مادية بسبب هذا المنع.
في حين جعلت المملكة امكانتها من البترول تحت خدمة مصر، فقد شحنت 95ألف طن من البترول إلى مصر عن طريق ناقلات البترول وعليها العلم السعودي لتعلن للعالم كله بأن البترول العربي السعودي هو للعرب وللدفاع عنهم أولاً وأخيراً
فقد كان لموقف الملك سعود في المشاركة الأخوية لمصر لمواجهة أزمة قناة السويس1376هـ/1956م، موقفاً مشرفاُ وشجاعاً وهو الأمر أشاد به الرئيس جمال عبد الناصر إشادة كبيرة في خطاب ألقاه بعد أداء فريضة الجمعة من على منبر الجامع الأزهر في 9/11/1956م
كما وقد قدمت المملكة لمصر فى 27 أغسطس 1956 (100 مليون دولار) بعد سحب العرض الأمريكى لبناء السد العالى
وفي اوائل الستينات ساءت العلاقة بين البلدين بسبب احداث اليمن انبرى الاعلام المصري بشن هجوم شنيع على القيادة السعودية عبر اذاعة صوت العرب وأحمد سعيد
وقد قرأت ان الملك فيصل رحمه الله كان يستمع الى صوت العرب وهي تسب قادة المملكة وقامت احدى بناته بشتم ولعن عبدالناصر ونهاها يرحمه الله عن ذلك قائلا :ان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن لعانا ولا فحاشا وامرها بان تدعو له بالهداية لأنه يقود شعب عظيم
وبعد نكسة 1967 توقع الجميع ان يشمت الملك فيصل بعبدالناصر ومصر
الا ان الملك فيصل رحمه الله توجه بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها (دول الطوق) وتأمين دعم سياسي وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود. واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973حيث ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب، وقادت المملكة معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر
وفي عهد الملك خالد وبالرغم من عدم موافقة المملكة على زيارة السادات الى اسرائيل وكذلك اتفاقية كامب ديفد الا ان العلاقات استمرت متميزة بين البلدين والشعبين
اما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز فقد قال بأن مصر \"ملء القلب والعين\"،
وهذه العبارة تغني عن الكثير من التفصيل عن العلاقة بين البلدين
وفي عهد الملك عبدالله حفظه الله ورعاه استمر التفاهم والتناغم بين القيادين السعودية والمصرية في كثير من المواقف السياسية والاقتصادية
وفي ثورة شباب مصر كان الملك عبدالله يؤكد وقوف القيادة السعودية الى جانب مصر حكومة وشعبا ؛ فبالرغم ان الملك عبدالله يحفظه الله كان واضحا في مطلبه شريفا في مقصده وفياً لمصر واهل مصر وهو استمرار الامور على ماهي عليه حفاظا على استقرار مصر وامنها الداخلي حتى انتهاء فترة الرئيس حسني مبارك لم يقل الملك عبدالله ماقاله الا حباً لمصر واهل مصر إلا إن قراءة البعض لقوله (ممن يريدون الفتنة بين البلدين والشعبين وهيهات لهم ذلك) كانت خاطئة.
فقد كان الملك في هذا المطلب يستقريء المستقبل بحكم خبرته وحنكته السياسية مما ستتعرض له مصر الشقيقة خلال هذه الازمة من فتن ظاهرة وباطنة مدعومة من اعداء الامة سرا وعلانية .
ستكون هناك صراعات بين اجنحة وجنرالات العسكر ورجال القانون والقضاء والاحزاب والضحية بكل اسف هي مصر الغالية واهلها الاحبة
وستثبت الايام القادمة بعد نظر الملك عبدالله اعاده الله الى وطننا سالما معافا ومشافا بإذنه تعالى
حفظ الله بلاد الحرمين وأرض الكنانة وكل بلدان المسلمين من كل سوء ومكروه
ماجد المطلق
رئيس النادي الأدبي
فعندما سمع ان هناك خلافات دبت بين رئيس الجمهورية محمد نجيب ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية جمال عبدالعناصر هب مسرعا الى مصر محاولا تقريب وجهات النظر وباذلا كل مايستطيعه لانهاء الخلافات بينهما .
وبعد اعلان مصر قرار تأميم قناة السويس على المستوى الدولي بادر الملك سعود بإرسال برقية عاجلة إلى السفير السعودي بالقاهرة يقول فيها:
\" قابل حالا السيد الرئيس وارفع له باسمنا تأيدنا الكامل للخطوة التي خطاها في تأميم شركة ونحن واثقون أن الرئيس يعرف موقفنا واتجاهنا وتأييدنا المطلق له في شتى مجالات التعاون، وارفع لسيادته تحياتنا وتمنياتنا الطيبة\"
ولم يكن موقف الملك سعود المؤيد لقرار التأميم موقف شخصي فقط، بل أن ولي العهد الأمير فيصل يرحمه الله أعرب كذلك عن تأييده مصر أثناء حديثة مع مندوب الإذاعة المصرية وقال \"إن هذا حق مصر ولا احسب الدول المختلفة تقدم على التوسل بالقوة لإنفاذ رأيها وأرى أن الأمر انتهى بما فيه مصلحة بلادكم\"
وبعد ان قامت بريطانيا وفرنسا واسرائيل بالعدوان الثلاثي على مصر ،أمر الملك سعود بالتعبئة العامة والاستعداد للذود عن البلاد العربية والقيام بأداء الواجب الذي تملية العروبة ، فقد كان يعتبر بلاده طرفاً مباشراً في التصدي لإسرائيل وانجلترا وفرنسا، وقد وضع يده في يد .الرئيس جمال عبد الناصر، ووضع كافة إمكانات المملكة الاقتصادية والجغرافية والعسكرية في خدمة إدارة الصراع ضد المعتدين .
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل أمر وزارة الدفاع بفتح مكاتب للتطوع في جميع أنحاء المملكة للذين يريدون الانضمام إلى الجيوش العربية، فتدفق الناس أمام مكاتب التطوع للحصول على شرف الانخراط في الجيش وكان على رأس المتطوعين عدد من اصحاب السمو الامراء ، وهم:
عبد الله الفيصل وزير الداخلية السابق،
وفهد بن عبد العزيز وزير المعارف،
وعبد الله بن عبد العزيز
سلطان بن عبد العزيز
مشعل بن عبد العزيز
مشاري بن عبد العزيز
نواف بن عبد العزيز
نايف بن عبد العزيز
وغيرهم من الأمراء الذين لبسوا ملابس الجنود وتقلدوا بالسلاح واشتركوا في التمرينات العسكرية، وقد أدرك الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في مصر واجبهم فانخرطوا في التدريب وشاركوا في الدفاع عن مصر ، وقد شاهدت صور اصحاب السمو الامراء وهم بالزي العسكري في مصر في احدى الجرائد المصرية في متحف خوجة بجدة
كما أصدرت الحكومة أمرا بمنع شحن وتموين السفن الانجليزية والفرنسية وأيضاً السفن الأخرى التي تتجه بحمولتها إلى هذين البلدين، وقطع الخط الممتد إلى البحرين الذي تستفيد منه هذه الدول، غير مكترثة بما يصيب خزينتها من أضرار مادية بسبب هذا المنع.
في حين جعلت المملكة امكانتها من البترول تحت خدمة مصر، فقد شحنت 95ألف طن من البترول إلى مصر عن طريق ناقلات البترول وعليها العلم السعودي لتعلن للعالم كله بأن البترول العربي السعودي هو للعرب وللدفاع عنهم أولاً وأخيراً
فقد كان لموقف الملك سعود في المشاركة الأخوية لمصر لمواجهة أزمة قناة السويس1376هـ/1956م، موقفاً مشرفاُ وشجاعاً وهو الأمر أشاد به الرئيس جمال عبد الناصر إشادة كبيرة في خطاب ألقاه بعد أداء فريضة الجمعة من على منبر الجامع الأزهر في 9/11/1956م
كما وقد قدمت المملكة لمصر فى 27 أغسطس 1956 (100 مليون دولار) بعد سحب العرض الأمريكى لبناء السد العالى
وفي اوائل الستينات ساءت العلاقة بين البلدين بسبب احداث اليمن انبرى الاعلام المصري بشن هجوم شنيع على القيادة السعودية عبر اذاعة صوت العرب وأحمد سعيد
وقد قرأت ان الملك فيصل رحمه الله كان يستمع الى صوت العرب وهي تسب قادة المملكة وقامت احدى بناته بشتم ولعن عبدالناصر ونهاها يرحمه الله عن ذلك قائلا :ان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن لعانا ولا فحاشا وامرها بان تدعو له بالهداية لأنه يقود شعب عظيم
وبعد نكسة 1967 توقع الجميع ان يشمت الملك فيصل بعبدالناصر ومصر
الا ان الملك فيصل رحمه الله توجه بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها (دول الطوق) وتأمين دعم سياسي وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود. واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973حيث ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب، وقادت المملكة معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر
وفي عهد الملك خالد وبالرغم من عدم موافقة المملكة على زيارة السادات الى اسرائيل وكذلك اتفاقية كامب ديفد الا ان العلاقات استمرت متميزة بين البلدين والشعبين
اما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز فقد قال بأن مصر \"ملء القلب والعين\"،
وهذه العبارة تغني عن الكثير من التفصيل عن العلاقة بين البلدين
وفي عهد الملك عبدالله حفظه الله ورعاه استمر التفاهم والتناغم بين القيادين السعودية والمصرية في كثير من المواقف السياسية والاقتصادية
وفي ثورة شباب مصر كان الملك عبدالله يؤكد وقوف القيادة السعودية الى جانب مصر حكومة وشعبا ؛ فبالرغم ان الملك عبدالله يحفظه الله كان واضحا في مطلبه شريفا في مقصده وفياً لمصر واهل مصر وهو استمرار الامور على ماهي عليه حفاظا على استقرار مصر وامنها الداخلي حتى انتهاء فترة الرئيس حسني مبارك لم يقل الملك عبدالله ماقاله الا حباً لمصر واهل مصر إلا إن قراءة البعض لقوله (ممن يريدون الفتنة بين البلدين والشعبين وهيهات لهم ذلك) كانت خاطئة.
فقد كان الملك في هذا المطلب يستقريء المستقبل بحكم خبرته وحنكته السياسية مما ستتعرض له مصر الشقيقة خلال هذه الازمة من فتن ظاهرة وباطنة مدعومة من اعداء الامة سرا وعلانية .
ستكون هناك صراعات بين اجنحة وجنرالات العسكر ورجال القانون والقضاء والاحزاب والضحية بكل اسف هي مصر الغالية واهلها الاحبة
وستثبت الايام القادمة بعد نظر الملك عبدالله اعاده الله الى وطننا سالما معافا ومشافا بإذنه تعالى
حفظ الله بلاد الحرمين وأرض الكنانة وكل بلدان المسلمين من كل سوء ومكروه
ماجد المطلق
رئيس النادي الأدبي
صحيفة عرعر