وإنني لأضع واجب كل ذلك اليوم على عاتق علماء المسلمين أولا ثم على عاتق زعمائهم وقادتهم و كبارهم فهؤلاء مسئولون أمام الله ثم أمام الناس عن كل تقصير يقع فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لأنهم ورثة الأنبياء ولأنه لو قام كل واحد منهم بما يجب عليه من الإخلاص لله وحده في دعوته لما وصل المسلمون إلى ما وصلوا إليه اليوم من الجهل والتخاذل والتباعد والتفرقة والوهن . هذا وإن الدين النصيحة وإنني إذ أنصح نفسي أولا يجب علىّ أن أتوجه بهذه النصيحة والكلمة إلى كل من ستصل أو تنتهي إليه مبتهلا إليه تعالى في موقفنا هذا أن يوفقنا وإياكم جميعاً إلى كل مافية خيرنا ونهضتنا في أمور ديننا ودنيانا ثم أطلب من كل واحد منكم أن يشعر أنه في بلاده وبين أهله وعشيرته فنتساعد كلنا على حفظ النظام في أيام الحج ونتعاون فيما بيننا لما يريح الجميع هذا وإن أبوابنا مفتوحة لكل ذي حاجة أو شكوى أو مظلمة أو عون أو مساعدة في حدود طاقتنا وما نستطيعه فليتصل بنا وبدوائرنا الخاصة وبكل دائرة من دوائر الحكومة المسئولة من يحب ، لتساعده على ما يريد سواء ذلك بالبرقيات أو بالرسائل أو بأية وسيلة أخرى فكل ما يرفع إلينا نطلع عليه ونهتم به ونحيله إلى جهات الاختصاص مزوداً بأمرنا المستعجل فيما نراه عنه وإننا إذ نطلعكم جميعاً على ذلك نأمل أيضاً في أن يقدر الكل المسئوليات العظيمة التي نضطلع بها في هذه الأيام من السهر ليلا ونهارا على كل صغيرة وكبيرة من شئون مئات الألوف منكم المتدفقين إلى أم القرى في هذا الموسم الجليل وتأمين راحتهم في حلهم وترحالهم بما لا ندعى له الكمال ولكنه الجهد المستطاع وإننا لنتوجه إليه تعالى مخلصين أن يكتب السلامة والعافية والصحة والقبول لنا ولكم وأن يكتب لنا شرف خدمتكم في هذا البلد الحرام كل عام – إن شاء الله – وأن يحفظكم برعايته ويكلأ كم بعنايته حتى تعودون إلى بلدانكم فرحين مستبشرين معافين في دينكم ودنياكم والسلام على كل واحد منكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم سعود
مكة المكرمة في يوم الثلاثاء الثامن من ذي الحجة سنة 1372.
(ذو الحجة سنة 1372 هجرية)
الملك سعود أحاديثه وخطبه – بقلم فؤاد شاكر