مملكة البحرين - أكثر من 20 رسالة بين حكام البلدين خلَّدها التاريخ

تعود جذور العلاقات بين كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين إلى أمد بعيد، وهي علاقة أصيلة منذ أيام المغفور له الملك عبدالعزيز، والمغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين في ذلك الوقت، وتعمقت أكثر في السنوات اللاحقة، حين زار فيها الملك عبدالعزيز البحرين أكثر من مرة، تلاه الشيخ عيسى بن علي بزيارة للسعودية بدعوة من الملك عبدالعزيز للحج حيث كان محل ترحيب الملك عبدالعزيز. وقد توجت هذه العلاقات بأكثر من 20 رسالة خلدها التاريخ تعكس عمق المحبة والعلاقات التي ربطت وتربط الجانبين وخاصة في عهد الأمير سعود والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين في ذلك الوقت، واستمرت إلى الوقت الراهن.

ويوثق رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد، في محاضرة نظمت تحت عنوان: أضواء على العلاقات السعودية البحرينية، إضاءات على هذه المسيرة وهي محاضرة بمثابة توثيق مهم حيث أشار إلى أن الملك سعود ولد في الكويت في 3 شوال 1319هـ، الموافق 15 يناير/ كانون الثاني من العام 1902 ميلادية، وتعلم القراءة والكتابة، ثم كلفه والده وهو في ريعان شبابه باستعادة السيطرة على مدينة الرياض، فتحقق ذلك على يده، وتولى المسئولية بعد وفاة أخيه الأمير تركي وذلك في العام 1337 للهجرة، الموافق 1913 وشارك مع والده في معركة العتيبة، وبرز بأخلاقه الكريمة والفاضلة ما حدا بأبيه أن يوليه ولاية العهد وذلك في 17 جمادى الأولى 1351 للهجرة، الموافق 7 سبتمبر/ أيلول 1932 للميلاد.

معرض الملك سعود... وثائق وذكريات

وأولت البحرين اهتماما بالفعاليات الثقافية والتاريخية التي تهتم بتوثيق المراحل التاريخية، وفي السابع عشر من شهر فبراير/ شباط من العام 2009، أعد المحرر بصحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسري تقريرا بعنوان: بعد 55 عاما... سعود بن عبدالعزيز يعود إلى البحرين عبر معرض يرصد حياته، في إشارة إلى معرض تم تنظيمه لاستعراض وثائق وذكريات من عهد الملك سعود، وجاء في التقرير: من سعود بن عبدالعزيز إلى إخوانه في البحرين هكذا عنون الملك الراحل إحدى رسائله لقادة وشعب البحرين في أعقاب زيارة سابقة له بعد أن أصبح ملكا، وهكذا كانت العلاقات السعودية البحرينية على هذا المستوى. وكذلك تميز هذا المعرض في محطته البحرينية بقسم خاص تضمن رصدا للعلاقات السعودية البحرينية إبان ولاية عهد الملك سعود، وأيضا بعدما تولى المُلك خلفا لوالده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

وأرخ المعرض لفترات متعددة من حياة الملك سعود، ونقل بالصورة والوثائق وأيضا بعضا من المقتنيات الخاصة، سيرة حافلة لثاني الملوك السعوديين، وكان لافتا أن الصور المأخوذة للملك سعود تناوب على التقاطها كبار المصورين العالميين، وشملت حياته الخاصة ورحلاته الداخلية والخارجية، كما تتناول الصور والدة الملك الراحل عبر مجموعة من الصور التي جمعت بين الملك سعود وأبنائه وأفراد أسرته.

شاهد على النجاح والإنجاز

وجاء ذلك المعرض في إطار ما يربط المملكتين من علاقات وثيقة وقوية إسهاما في إبراز الكثير من الإنجازات التي تحققت للمملكة العربية السعودية على جميع الأصعدة في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، وقد أشاد عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بالتعاون الثقافي بين البلدين الذي يساهم في إثراء حركة الثقافة والأدب وخصوصا بمثل هذه المعارض الوثائقية التي تستحق الاعتناء والاطلاع عليها، كونها شاهدا على النجاحات والإنجازات في الدولة الشقيقة، مشيرا إلى أن هذا المعرض فرصة طيبة للتعرف على تلك الجهود التي ساهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين بدءا من فترة حكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراهما، اللذين سطرا بدايات هذه العلاقة الحميمة.

ملك أحب البحرين

تلك الصور والوثائق والمقتنيات عن تاريخ الملك سعود وكذلك الأحداث المصورة والمدونة في الصحف والمجلات، تعكس أن الملك سعود، منذ كان وليّا للعهد كان محبا لمملكة البحرين وقيادتها وشعبها، وقد قال مودعا أهالي البحرين في رسالة إليهم بعد زيارته الأولى بعد أن أصبح ملكا: "إنني أقدر لإخواني في البحرين وأنا أغادر هذه البلاد العزيزة كل هذه العواطف الصادقة التي لمستها وسمعتها آملا أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسعادة والسؤدد للبلاد العربية عامة ولهذين القطرين خاصة."
صحيفة الوسط البحرينية